في هذه الزاوية سيأخذنا الكاتب والمؤلف العراقي كه يلان محمد الذي رفد المكتبة العربية بعدة كتب منها «كهف القارئ «، مع نقد وضده نحو النقد البديل، البرج المقلوب ، والعديد من المقالات والحوارات في الصحف العراقية والعربية إلى عوالم القراءة والرواية من خلال ما اطلع عليه مؤخراً ويوصي بقراءتها. منطق ابن خلدون علي الوردي يبحثُ علي الوردي في هذا الكتاب عن معالم الثورة المعرفية التي دشنها ابن خلدون.إذ انقلب صاحب المقدمة على مبادئ المنطق الأرسطي ويشيرُ الوردي في سياق دراسته للمنهج الخلدوني إلى التسلسل الذي تتخذه الإرادة المعرفية قبل الطفرة التي يشهدها منطق التفكير إذ يُذكرُ بسيادة القياس المنطقي والاستنباط على العقول لافتاً في هذا الصدد إلى جملةٍ من الآراء المبنية على القياس الاستنباطي وهي لاتخلو من الغرابة والعجائبية .يُسجلُ السبق برأي الوردي للخروج من دائرة المنطق الأرسطي لكل من الغزالي وابن تيمية فالأول على الرغم من اعترافه بصحة العقل المنطقي قياسا بالحس لكن يضعه في درجة أدنى من مرتبة الكشف الصوفي. أما الثاني يذهب إلى أن الكليات العقلية قد تكون بديهية أحياناً كما في العلوم الرياضية غير أنَّ بقية المجالات العلمية تستمدُ منطقها من التجربة ويعتقد علي الوردي بأنَّ ابن تميمية قد مهد برأيه هذا للمبدأ الاستقرائي. الإنسان على المحك علي حرب لعل أهمَّ سؤال يرمي به المؤلف على طاولة النقاش في كتابه هو عن موقعنا في العالم. أين نحن مما تمرُّ به القرية الكونية؟! يلفتُ حرب الانتباه إلى أن السؤال الذي قد شغل جيل شبلي شميل، محمد عبده، شكيب أرسلان لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟ لم يعدْ مناسباً لهذه المرحلة إنما ينبغي تعديله بصيغة أخرى. لماذا يتأخر العربُ وتتقدمُ بلدانُ كانت وراءهم؟ يمضي الفيلسوف اللبناني علي حرب أبعد في تشخيصه مطلقاً مصطلح «الاستثناء السلبي « على مجتمعاتنا. وفي الوقت الذي يراقب فيه صاحب «حديث النهايات» ما تتخبطُ فيه منطقتنا من الأزمات والصراعات على خلفية الانقسامات بين المواطنة والولاءات الفرعية وتبعات الزلزال الذي ضرب أجزاءً من الخارطة وأعراض صومنا الطويل الأمد عن الإبداع العلمي والفكري فهو لايغض النظر عن نرجسية الغرب وبحثه عن الأعداء ولو كانوا وهميين. موضحاً بأنَّ إدارة العالم بمنطق التأله والاصطفاء والتجبر تفتحُ الطريق نحو نهايات كارثية. ومايخلص إليه علي حرب من متابعته لخط الأزمات أنَّ المشكلة الأكبر تتمثلُ في العقلية التي تدير العالم. وحسن قيادة العقل الذي كان شعارا لمشروع الحداثة لم يتحقق إلا نقيضه. إشكاليات الفكر العربي المعاصر محمد عابد الجابري يناقشُ المفكر المغربي في مباحث كتابه حزمة من المفاهيم والإشكاليات التي لايزال الجدلُ محتدماً بشأنها ويبدأُ بتوضيح ما يقصده بمصطلح الإشكالية وهي مشاكل عديدة لا تتوافر إمكانيةُ حلها منفردة ولاتقبل الحل من الناحية النظرية إلا في إطار حل عام يشملها جميعاً ومن ثمَّ لمعرفة مفهوم الإصالة يعود الجابري إلى لحظة انبثاق الإسلام ويؤرخ بذلك الحدث للنهضة العربية الأولى فبرأيه أنَّ قاعدة الدعوة الإسلامية كانت ما أطلق عليه اسم «الحنفاء» وهم يمثلون التجديد مقابل التقليد الذي كان يستميتُ في حمايته سادة مكة لكن انتظام هذا الحراك العقائدي والاجتماعي لم ينتظم في التراث الحنفي لتثبيت عنده راكدة وجامدة بل لترتكز عليه في تجاوز كل الموروث القديم وتشييد تراث جديد ومايقوله الجابري من خلال هذا التحليل الألمعي أنَّ التواصل مع التراث يكون منتجاً وعاملاً للنهوض إذا استند إلى منطق واقعي وحيوي فيما لاينشأ من وهم التطابق مع المعطي التراثي . كتابة الرواية جون برين يتناول الروائي الانكليز في هذا الكتاب مجموعة من الافتراضات حول الإبداع الروائي منطلقاً من تجربته الشخصية في الكتابة وتقصيه لتجارب أعلام الفن الروائي، يريدُ المؤلف تقديم إضاءات بشأن صياغة النص الروائي وما تتطلبه المغامرة الإبداعية من الاهتمام بالتفاصيل قد تبدو ثانوية لأول وهلة ولكن في الحقيقة هي بمثابة الجينات التي تحدد شكل العمل الروائي وتعلبُ دوراً كبيرا في فرصة النجاح ماتقعُ عليه ضمن فصول الكتاب لا يفيد الكاتب المبتدئ أو المتمرس فحسب بل يزيد القارئ وعياً بالخطوط البيانية والمُعادلة الإبداعية في كتابة العمل الروائي. الشر والوجود فلسفة نجيب محفوظ الروائية فيصل دراج عالم نجيب محفوظ الإبداعي لا يمكن الاستغناء عنه ولاتنتهي الرحلة بقراءة متنونه الروائية بل يستدعي الكشف عن أبعاده متابعة ما ينشر عنه وما تقوله الحفرياتُ عن تطريزات أعماله وآلياته في التنظيم والتجدد. يسلكُ المؤلف في كتابه منهجاً مقارناً لرصد رؤية محفوظ الإبداعية ودراسة فلسفته للحياة والوجود وهو يُذكرنا في المقدمة بأنَّ نجيب محفوظ كان طالباً نابغاً في كلية الفلسفة وتوسلَ من النص الروائي أن يكون ملعباً للجدل بين التاريخ والفلسفة فقد أراد أن يضيء أسئلة الفلسفة بإجابات التاريخ من جهة، وأنَّ يقرأ التاريخ قراءة فلسفية من جهة أخرى، يبدأُ دراج تنقيبه بالوقوف عند المرحلة التاريخية في سيرة نجيب محفوظ الإبداعية لافتاً إلى أن صاحب «زقاق المدق» قد أعلن منذ نصوصه الأولى عن وحدة نقد السلطة والكتابة الروائية، بعد موت التاريخ وإسدال الستار على رموزه الفرعونية يديرُ محفوظ دفة أعماله نحو الواقع، مايمكن قوله إجمالاً أنَّ يبحثُ عنه فيصل دراج في مسعاه النقدي هو الأسئلة الفلسفية المضمرة في بصمة محفوظ الإبداعية. كه يلان محمد