يوافق اليوم الوطني الخامس والتسعون للمملكة العربية السعودية غدًا الثلاثاء 23 سبتمبر 2025م، الموافق الأول من شهر ربيع الآخر لعام 1447ه. ويُعد هذا اليوم محطةً مضيئة في مسيرة الوطن، تُجسّد ذكرى توحيد الكيان السعودي على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، لتبدأ مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والتنمية بعد عقود من التشتت والفرقة. هذا اليوم الخالد لم يكن مجرد حدث سياسي، بل تحول تاريخي أسّس لوحدة وطنية صلبة، جمعت تحت راية واحدة شعوب الجزيرة العربية بمختلف أعراقهم وعاداتهم، فتوحدت الكلمة، واستتب الأمن، وحُفظت الحقوق، وسُقيت الأرض بثمار التنمية. لقد كان اليوم الوطني انطلاقة لمسيرة إنجازات متواصلة لا تزال تتجدد ثمارها جيلاً بعد جيل، لتثمر نماءً ورخاءً وجودة حياة. وتكتسي مدن المملكة وقراها في هذا اليوم أبهى حللها، بالأعلام الخضراء واللافتات الوطنية وصور القيادة، في تعبير عن مشاعر الولاء والانتماء، وتجسيداً لوحدة الشعب والقيادة. وهو يوم يُجسّد فيه السعوديون معنى التلاحم الوطني، ويستحضرون تضحيات المؤسس ورجاله الأوفياء الذين بذلوا الغالي والنفيس لبناء دولة حديثة قائمة على الشريعة الإسلامية، تنشر العدل وتحمي الحقوق وتصون القيم. اليوم الوطني ليس مناسبة للاحتفال فحسب، بل هو عهد متجدد بين الوطن وأبنائه، على السمع والطاعة، والعمل والبذل، وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة. إنه مناسبة تستحضر الماضي المجيد، وتوثّق الحاضر المشرق، وترسم ملامح المستقبل المزدهر، في ظل قيادة رشيدة تسعى إلى بناء الإنسان وتنمية المكان، وصولاً إلى موقع متقدم بين دول العالم. لقد كان وما زال اليوم الوطني رمزاً للوحدة، ومصدراً للفخر، ودليلاً على أن بناء الأوطان يقوم على تضحيات الرجال وإصرار الشعوب. وفي كل عام يتجدد هذا العهد، ليبقى الوطن شامخاً، قوياً، مزدهراً، بإذن الله، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .