يظن بعض الجماهير، وللأسف حتى قلة من الإعلاميين، بوجود "قاسم مشترك" بين الأمين العام السابق لاتحاد القدم إبراهيم القاسم وبين بطولات الهلال، وكأن نجاح الهلال وتفوقه مرهون بوجود شخص معين في موقع إداري. هذه الفكرة لا يمكن وصفها إلا بالشعبوية البعيدة عن المنطق، لأنها تختزل العمل المؤسسي الكبير والإنجازات الرياضية المتراكمة في شخص واحد. الحقيقة أن بطولات الهلال لم تُبْنَ على قرارات فردية، بل جاءت نتيجة تخطيط طويل الأمد، وعمل إداري منظم، ودعم كبير من الدولة، وجهود متكاملة من إدارة النادي، وجهاز فني محترف، ولاعبين على أعلى مستوى. الهلال نادٍ اعتاد على المنافسة والبطولات منذ عقود، ولم يرتبط نجاحه أو فشله بشخصية خارج النادي. أما بالنسبة لإبراهيم القاسم، فهو مسؤول إداري عمل في منظومة كرة القدم السعودية، وله أدوار واضحة في إدارة الملفات المحلية والقارية، وإسهاماته لا يمكن إنكارها، لكنه في نهاية الأمر جزء من منظومة أكبر، وليست له سلطة مباشرة تُمكّنه من ترجيح كفة نادٍ على آخر كما يعتقد أصحاب الخطاب الشعبوي. الربط بين شخص بعينه وبين بطولات نادٍ معين هو تقليل من قيمة العمل الرياضي الحقيقي، وهو أيضًا إساءة ضمنية للجهات الرسمية، وكأنها تسمح بمحاباة نادٍ على حساب آخر، وهذا أمر غير منطقي ولا يتفق مع حجم التطور الذي وصلت إليه كرة القدم السعودية، خاصة في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت الأنظار العالمية تتجه إليها. إن الهلال، سواء اتفق معه البعض أو اختلف، أثبت عبر التاريخ أنه فريق البطولات والانجازات، لا ينتظر "واسطة" ولا يحتاج لقرارات خلف الكواليس، بطولاته تتحدث عنه، وأرقامه شاهدة عليه، وإنجازاته القارية والعالمية برهان عملي على أن النجاح لا يُمنح بل يُنتزع بالجد والاجتهاد. من الخطأ أن نُسقط الخلافات أو الميول الكروي على عمل الأشخاص داخل المنظومات الرياضية، فالنزاهة والشفافية ليست شعارات، بل واقع يعيشه الوسط الرياضي السعودي، ومن الظلم أن يُشوَّه هذا الواقع بمزاعم غير منطقية هدفها إثارة الجدل وإشعال التعصب الجماهيري. في النهاية، سيبقى الهلال كيانًا رياضيًا كبيرًا، يحقق البطولات بما يملكه من مقومات، وسيبقى إبراهيم القاسم وغيره من الإداريين جزءًا من تاريخ الكرة السعودية، دون أن يكون هناك "قاسم مشترك" كما يحاول البعض الترويج له. وليد بامرحول