افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأربعاء، عرضا عسكريا ضخما في العاصمة بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، محذرا من أن العالم يقف اليوم عند مفترق طرق. وقال شي في خطابه أمام صورة كبيرة للزعيم الراحل ماو تسي تونغ في ساحة تيانانمن: "اليوم تواجه البشرية خيار السلام أو الحرب، والحوار أو المواجهة، والربح المشترك أو المعادلة الصفرية". وأضاف أن الشعب الصيني يقف بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ والحضارة والتقدم، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة طريق التنمية السلمية. وبعد خطابه، قام شي بجولة تفقدية للقوات المصطفة من خلال موكب عسكري. وشهد العرض، الذي حضره 26 من قادة العالم بينهم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشاركة آلاف الجنود ومئات المركبات العسكرية في عشرات التشكيلات. وتخطط الصين لاستعراض أنظمة أسلحة محلية مطورة حديثا، في إشارة إلى تنامي قدراتها العسكرية. من جانبه شكر الرئيس الروسي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على شجاعة جنود بلده في القتال خلال الحرب بأوكرانيا. وقال بوتين لكيم أثناء اجتماعهما في الصين "بمبادرة منكم، كما هو معروف، شاركت قواتكم الخاصة في تحرير منطقة كورسك. وحارب جنودكم بشجاعة وبطولة". وساعدت القوات الكورية الشمالية موسكو في وقت سابق من هذا العام على إخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك غرب روسيا. وقال بوتين "أود أن أؤكد أننا لن ننسى أبدا التضحيات التي قدمتها قواتكم المسلحة وعائلات الجنود". وأضاف بوتين "باسم الشعب الروسي، أود أن أشكركم على مشاركتكم في النضال المشترك. وأرجو منكم نقل أحر عبارات الامتنان إلى جميع أبناء جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية". من جانبه قال كيم لبوتين إن التعاون بين البلدين ازداد بشكل كبير منذ توقيعهما معاهدة شراكة في يونيو 2024، مؤكدا استعداده لبذل "كل ما في وسعه لمساعدة" روسيا. وكان الزعيمان يتحدثان أثناء اجتماعهما الثنائي في بكين على هامش الاحتفال بذكرى استسلام اليابان رسميا في الحرب العالمية الثانية. كما أشاد الرئيس بوتين بالمستوى "غير المسبوق" الذي بلغته العلاقات بين بلاده والصين، وذلك خلال لقائه نظيره شي جين بينغ في بكين. وعقد اللقاء بين شي وبوتين عقب قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون، وجّه خلالها الرئيسان انتقادات لاذعة إلى الغرب. وقال بوتين لنظيره الصيني مع بدء المباحثات الثلاثاء "يعكس تواصلنا الوثيق الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الروسية الصينية التي بلغت حاليا مستوى غير مسبوق". وأضاف "لقد كنا سويا على الدوام، ونحن سويا الآن"، في إشارة ضمنية إلى التقارب الذي شهدته العلاقات بين البلدين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في مطلع العام 2022. هذا وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة إذاعية الثلاثاء إنّه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" تجاه نظيره الروسي بوتين بعد فشل لقائهما في ألاسكا في تحقيق تقدم ملموس بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وبعد لقائه بوتين في 15 أغسطس، سعى ترمب إلى تنظيم لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أنّ موسكو صعّدت هجماتها على أوكرانيا منذ ذلك الحين. وردا على سؤال عمّا إذا كان يشعر بالخيانة من تعامل بوتين، قال ترمب لبرنامج سكوت جينينغز الإذاعي "كانت بيننا علاقة رائعة، أشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه الرئيس بوتين"، مضيفا "آلاف الأشخاص يموتون، إنها حرب لا معنى لها". وفي وقت لاحق الثلاثاء، أكد ترمب أنّه "ستكون هناك" عواقب إذا فشل بوتين وزيلينسكي في الاتفاق على لقاء لإنهاء الحرب التي اندلعت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. وردّا على سؤال خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أظهر ترمب المزيد من الغموض، إذ قال "لقد عرفت أشياء ستكون مثيرة جدا للاهتمام، وأعتقد أنكم ستعرفون ما هي في الأيام المقبلة". كما اتّهم ترمب نظيره الصيني شي جين بينغ ب"التآمر" ضد بلاده مع الرئيس الروسي والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الموجودين في بكين لحضور عرض عسكري ضخم إحياء لذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية. وكتب الرئيس الجمهوري في منشور على منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "أتمنى للرئيس شي ولشعب الصين العظيم يوما رائعا من الاحتفالات". وأضاف بنبرة ساخرة "أرجو منكم إبلاغ أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون بينما تتآمرون ضدّ الولايات المتّحدة". وشدّد ترمب على أنّ "السؤال المهمّ المطلوبة الإجابة عليه هو ما إذا كان الرئيس الصيني شي سيذكر القدر الهائل من الدعم والدم الذي قدّمته الولاياتالمتحدة للصين لمساعدتها في الحصول على حريتها من محتلّ أجنبي". وأضاف أنّ "أميركيين كثرا ماتوا في سبيل حصول الصين على النصر والمجد. آمل أنّهم سيحصلون على ما يستحقّون من تكريم واستذكار على شجاعتهم وتضحياتهم". وقال الكرملين الأربعاء إن الرئيس بوتين لا يتآمر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون ضد الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ربما كان بدافع السخرية. وقال يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية بالكرملين إن ترمب ربما كان يطلق تصريحات ساخرة، وذلك ردا على سؤال من التلفزيون الروسي الرسمي بشأن تصريحات ترمب. وقال أوشاكوف "أود أن أؤكد أنه لا وجود لأي تآمر ولم يتآمر أحد ضد أي جهة ولا توجد مؤامرات من الأساس. لم تخطر هذه الفكرة ببال أي من الزعماء الثلاثة". وأضاف "أستطيع أن أقول إن الجميع يدركون الدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة والإدارة الحالية للرئيس ترمب والرئيس ترمب نفسه في الوضع الدولي القائم". بكين تقيم عرضاً عسكرياً بمناسبة ذكرى هزيمة اليابان (رويترز)