عاشت محافظة رجال ألمع أجواء مبهرة مع تواصل هطول الأمطار المصحوبة بلمعان البرق وأصوات الرعد على امتداد جبالها الداكنة، ومرّت بحالة مطرية متواصلة، خاصةً مع نهاية شهر أغسطس وبداية شهر سبتمبر، مما جعل جبالها الشاهقة وأوديتها الخصبة تكتسي كعادتها كل عام بحلّة خضراء مع لوحة جمالية لجداول المياه المنهمرة من سفوح الجبال إلى بطون الأودية السحيقة لترسم للمشاهد لوحات ربانية بديعة تميزت بها هذه المحافظة عن غيرها من محافظات منطقة عسير. وأضحت "رجال ألمع" وجهة سياحية رئيسة للزوار والمصطافين القادمين من مرتفعات عسير العطر والمطر، بحثاً عن أوديتها وشعابها، والتي شكلت عيون جارية بالمياه العذبة مما جذب لها آلاف الزوار الذين يحرصون على الاستمتاع بطبيعتها الحالمة، خاصةً جنوب المحافظة داخل قرية الصليل وجبال حسوة وميل قيس.يُذكر أن رجال ألمع تميزت مع تدفق هذه الأمطار بغطاء نباتي كبير تمثل في أهم أشجارها الموسمية ومنها شجر "الضهياء" و"السيال" و"القرض" و"السلام"، وأنواع أخرى من ورق "الغلف" -حمضية الطعم-، و"الوشاية" التي تنمو أعالي مرتفعات جنوب المملكة، وتُعرف أيضا ب"الندغة" و"الضربة"، وهي نبتة معمرة ذات أوراق صغيرة يُعد عسلها من أنواع العسل الفاخر والنادر جداً، حيث يتميز بلونه الأبيض الكريمي، هذا عدا ثمار "التين الشوكي" وشجرة "العتم"، وهو نوع من الزيتون البري.