الشيخ والأديب عبدالعزيز الخريف أحد أعيان محافظة حريملاء، ورمز من رموز الوطن الذين كرّسوا حياتهم لخدمة مجتمعهم ووطنهم على الأصعدة الثقافية والأدبية والتعليمية، حتى بات قصة نجاح ومصدر إلهام لكل من خالطه أو سمع به. الأديب قدم سيرة ومسيرة تحيي في النفس الطموح والهمة والعمل لإحداث تأثير وترك أثر. تعلقت حياة الأديب الخريف بالكتاب والقلم، وتسامت روحه في سمائهما، ومرافقته لهما نابعة من عمق الموافقة. يعد الكتاب والقلم حصنه الحصين وحرزه المكين، ويمثلان نبض حياته. إن قلت إن الكتاب والقلم رفيقا دربه فقد بخسته حقّه، فهما توءم روحه وحبيبا عينيه، ويصح أن نقول إن علاقته بهما إيقاع مركب لا نشاز فيه. الكتاب منصة انطلاق شخصيته داخل مجتمعه، والقلم هو الرادار الذي يرشده ويرشد الناس إليه. عرف عنه أنه مكتبة متنقلة، وفي هذا لن أكون مبالغًا لو قلت لولا أن السلام أول ما يبدأ به عند لقاء المسلم لأخيه المسلم لكان الكتاب هو وسيلته في الاستقبال والتوديع. وأثر ولعه بالكتاب والقلم في مجتمعه حتى بات هذا الأثر كالنقش في الصخر لا تأكله الرياح ولا يمحوه الزمن. الأديب الخريف نمط غير تقليدي نتج عن الاستعداد الفطري التواق إلى طلب العلم والمعرفة، يزرع شتلات المعرفة في فضاء الورقة وميادين الصحافة دون تكلف أسلوبي أو معضلة تعبيرية. فهو بحر لجّي ومورد متدفق من موارد اللغة والأدب، بل هو بكل ما تعنيه الكلمة أديب أضاء دروب الأدب. وفي إطار التعليم تسنمت مسيرة الأديب الخريف وشمخت كشموخ جبل طويق، فقد أفنى حياته وسخرها لخدمة الوطن في هذا المجال، ويعد من جيل المؤسسين ورواد التعليم الذين كانت أبواب وزراء التعليم والمسؤولين والمشرعين مفتوحة لآرائه وأفكاره التي كانت من روح الواقع وعمق البصيرة عندما كان على رأس العمل. قدم الأديب ورجل التعليم لوطنه أجيالًا من البارعين الذين ساروا على خطاه وأسهموا في بناء هذا الوطن الذي أصبح في مصاف الدول العظمى المتقدمة؛ وفي هذا قال عنه الوزير الراحل عبدالعزيز الخويطر - رحمه الله -: "المعلّم والمربي القدير عبدالعزيز الخريف قدم أجيالًا يفخر بهم الوطن". على صعيد البعد الإنساني في شخصية الأديب الخريف، فالبساطة ودماثة النفس فطرية لا تكلف فيها، ويؤثر في من يخالطه. ويقف رجال الدولة والمفكرون ووجهاء الوطن وأثرياء المجتمع إجلالاً لهذه الحالة الفريدة في شخصيته، وتلك البساطة التي تبعث في النفس الهدوء والسكينة، وتكشف للعقل أن مقام الإنسان ومكانته هي معادلة السهل الممتنع لا يوفق إليها إلا من وفقه الله. وفي السياق الإنساني، يعد ضيفنا الأديب الخريف روضة وفاء وجسر محبة يوصّل القاصي والداني ويشرك الجميع في الأفراح والأتراح، قنديل من الوفاء في زمن الجفاء كما وصفه الشاعر الأديب فهد العبودي. ويتفق الجميع دون استثناء على أنّ شيخنا وقدوتنا يخلف مجدًا عظيمًا في ميادين الوفاء والتواصل سطرها عمله وقلمه. الشيخ والأديب عبدالعزيز الخريف ظاهرة ومصدر من مصادر الإلهام، كان الحظ الأوفر من عطائه وجواهره من نصيب أبناء محافظة حريملاء. الأديب الخريف - حفظه المولى - مايزال نبعًا جاريًا في الثقافة والأدب والتواضع والخلق، ومجالسته أطيب من المسك والعنبر، ومحادثته أعذب من الماء الزلال، يروي عطش من قابله ويجزل له العطاء من جواهر الكتب! نسأل الله العليّ العظيم أن يديم عليه الصحة والعافية ليستمر تأثيره ويزيد أثره. الشيخ عبدالعزيز الخريف في مكتبته