الحياة اليوم لم تعد كسابق عهدها تمامًا؛ حيث أصبحنا في زمن الإعلام الرقمي، وهو سلاحٌ ذو حدين، فمنا من يستخدمه في الخير، ومنا من أثرت شهوة المال والشهرة عليه ليتم استخدامه اليوم بشكل خاطئ أثّر بالسلب على هويتنا الإسلامية، وعقيدتنا العربية، وكذلك على سلوك أبنائنا وأزواجنا داخل المنازل. وبعض المشاهير في عصرنا لم يتحولوا إلى رموزٍ يشاهدها الملايين فحسب؛ بل أصبحوا قدوة زائفة لكثيرٍ من الرجال والنساء وكذلك الأطفال في مجتمعنا، ومن هنا برز السؤال في عقولنا: من هؤلاء؟ وكيف لأقوالهم وأفعالهم أن تهدد هويتنا وقيمنا الأخلاقية؟ وقد عُرف المجتمع السعودي اتباعه للقيم الإسلامية، وللعادات والتقاليد العريقة، ويُضرب بنا المثل في ذلك، نشاهد اليوم انتشار قلة من المشاهير تسعى لنشر محتوى مسيء، خصوصاً بعض الحسابات المأجورة ممن باعوا أوطانهم وهويتهم وقيمهم من أجل أموالٍ زائفة. وتبذل الجهات المختصة جهوداً كبيرة من أجل ردع المشاهير ومحتوياتهم الزائفة عبر أنظمة وتشريعات لمكافحة الجرائم المعلوماتية، وضبط المخالفات والحد من انتشار الشائعات والمحتويات غير الأخلاقية، ولا يخفى علينا الدور الكبير لوزارة الإعلام السعودية في تنفيذ دورات وورش عمل إعلامية لتعزيز المحتوى الإعلامي الإيجابي. والتوعية المجتمعية المستمرة عبر الحملات والبرامج الإعلامية، وكذلك إنتاج محتوى هادف يشجع على القيم الإسلامية والسعودية، بجانب إبراز القدوات الإيجابية وتسليط الضوء عليها في الإعلام لتعكس لنا صورة مشرفة عن المجتمع؛ إلا أن المشكلة ما زالت مستمرة، وكما قال وزير الإعلام معالي الأستاذ سلمان الدوسري أن أفضل عقوبة لهؤلاء المشاهير هي ترك متابعتهم لئلا ينبهروا بالمظاهر الخداعة واختيار ما يتابعونه بعناية شديدة، كما أوضح أن كل مبادرة تشنها الدولة ووزارة الإعلام في أي مجالٍ من المجالات هي في الأصل لتعزيز القيم المجتمعية داخل المملكة. فمن منا لا يرى الآن تشجيع هؤلاء المشاهير على أنماط حياة بعيدة عن الحشمة والاعتدال، بجانب انتشار اللغة والسلوكيات التي لم تكن يومًا لتتفق مع عاداتنا العريقة، وكذلك التغريب الحاصل في الهوية السعودية من خلال الترويج لثقافات دخيلة على مجتمعنا. كما أن الجانب النفسي تأثر كثيرًا بهذه السلوكيات السيئة الناتجة عن المشاهير الضالة ليهددوا التماسك الأسري الحاصل بين الأزواج والأبناء، بجانب أن ذلك خلق فجوة كبيرة بين الأجيال والانجراف وراء التقليد الأعمى. دورنا ومسؤوليتنا أن نؤازر القيم النبيلة ورفع مستوى الوعي لدى الأسر وفي المدارس والجامعات بشكلٍ مستمر. ولنواجه معًا المأجورين ونكشف للجميع عن سوء نواياهم لنبني جيلًا واعيًا لا يبالي بأي ترهات واقعة ولنكشف خواء تلك الحسابات ونجنب فئات المجتمع إغراءات الشهرة بحكمةٍ وبصيرة.