قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف إن القوات الروسية تشن هجمات مستمرة على امتداد كامل خط الجبهة تقريبا في أوكرانيا، ولديها "المبادرة الاستراتيجية". وقال جيراسيموف لنوابه في خطاب نشرته وزارة الدفاع "تواصل القوات المشتركة شن هجمات بلا هوادة على امتداد كل خط الجبهة تقريبا. في الوقت الحالي، تملك القوات الروسية المبادرة الاستراتيجية بالكامل". لكن المتحدث باسم الجيش الأوكراني فيكتور تريهوبوف قال إن القوات الأوكرانية حققت نجاحات على الجبهة، حيث منعت القوات الروسية من الاستيلاء على أهداف في منطقة دونيتسك وأوقفت المزيد من التقدم في منطقة دنيبروبيتروفسك. وأضاف أن القوات الأوكرانية حاصرت الوحدات الروسية في إحدى المناطق. ولم يتسن التحقق على نحو مستقل من أنباء ساحة القتال المعلنة من الجانبين. وكثفت روسيا غاراتها الجوية على بلدات ومدن أوكرانية بعيدة عن خطوط المواجهة هذا الصيف، وواصلت هجوما ضاريا في معظم أنحاء الشرق، في محاولة لكسب المزيد من الأرض في حربها المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة في أوكرانيا. كما قال مسؤولون أوكرانيون إن الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف يوم الخميس أسفرت عن مقتل 25 شخصا. وقال تريهوبوف إن روسيا أرسلت وحدات كبيرة من قواتها في منطقة دونيتسك، لكنها فشلت في الشهور القليلة الماضية في السيطرة على أهداف رئيسة، بما في ذلك مدن بوكروفسك وتوريتسك وتشاسيف يار. وقال للتلفزيون الرسمي "على الرغم من أعمالها القتالية، وعلى الرغم من نجاحها في بعض النقاط في الضغط على المواقع الأوكرانية، لم تحقق روسيا أي انتصارات سريعة". هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت السيطرة على قرية كوميشوفاخا في وسط منطقة دونيتسك. إلا أن الجيش الأوكراني لم يعترف بخسارة القرية، وقال إنها واحدة من عدة مناطق تصدت فيها القوات الأوكرانية للهجمات الروسية. من جانبه قال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية أوليه كيبر وشركة إنتاج الكهرباء (دي.تي.إي.كيه) إن هجوما روسيا بطائرات مسيرة خلال الليل ألحق أضرارا بأربع منشآت للكهرباء بالقرب من مدينة أوديسا جنوب البلاد لينقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 29 ألف عميل صباح الأحد. وكتب كيبر على تطبيق تيليغرام أن أكثر المناطق تضررا هي مدينة تشورنومورسك الساحلية على أطراف أوديسا حيث أحدث الهجوم دمارا بالغا بمنازل سكنية ومبان إدارية. وقال كيبر "تعمل البنية التحتية الحيوية على المولدات الكهربائية"، وأضاف أن شخصا واحدا أصيب نتيجة الهجوم. وذكر فياتشيسلاف تشاوس، حاكم منطقة تشيرنيهيف، أن طائرات مسيرة روسية قصفت أيضا المنطقة الواقعة شمال أوكرانيا صباح امس، مما ألحق أضرارا بالبنية التحتية للكهرباء وانقطاع التيار عن 30 ألف منزل، بما في ذلك جزء من مدينة نيزين. وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا هاجمت أوكرانيا باستخدام 142 طائرة مسيرة خلال الليل، وأن قواته تمكنت من إسقاط 126 منها. ومع ذلك، قصفت الطائرات المسيرة عشرة مواقع. ولم يتطرق الجيش إلى تفاصيل عن الهجمات. ولم يتسن التحقق من تلك التقارير بشكل مستقل. من جهتها قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن التكتل سيدرس سبل استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الدفاع وإعادة الإعمار في أوكرانيا بعد الحرب، لكنها أوضحت أن مصادرة هذه الأصول في الوقت الراهن ليست أمرا واقعيا على الصعيد السياسي. ويقول الاتحاد الأوروبي إن أصولا روسية قيمتها نحو 210 مليارات يورو (245.85 مليار دولار) جرى تجميدها في التكتل بموجب العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. ودعت أوكرانيا وعدد من دول الاتحاد، من بينها إستونيا وليتوانيا وبولندا، إلى مصادرة الأصول الروسية المجمدة واستخدامها في دعم كييف. لكن القوى الكبرى في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا، إلى جانب بلجيكا التي تحتفظ بمعظم هذه الأصول، رفضت تلك الدعوات. وأشارت القوى إلى أن الاتحاد الأوروبي يستخدم أرباح تلك الأصول للإنفاق على الدعم المقدم لأوكرانيا، وأثارت مخاوف حول مدى قانونية هذه الخطوة وتأثيرها المحتمل على اليورو. وفي تصريحات لها عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن، قالت كالاس إن جميعهم اتفقوا على أنه "من غير المعقول أن تحصل روسيا على هذه الأموال مجددا ما لم تعوض أوكرانيا بالكامل" عن الأضرار التي سببتها الحرب. وأضافت "لا نعتقد أنهم سيدفعون ثمن تلك الخسائر. لذا، نحتاج إلى استراتيجية خروج" لاستخدام هذه الأموال بعد انتهاء الحرب.