هونغ كونغ تسجل حضورًا قياسيًا مقارنة بالنسخ الأوروبية للسوبر السعودي شهدت بطولة كأس السوبر السعودي 2025 في هونغ كونغ حضورًا جماهيريًا لافتًا أعاد فتح النقاش القديم المتجدد حول جدوى إقامة البطولة خارج المملكة، ففي نصف النهائي الأول الذي جمع بين النصر والاتحاد، امتلأت مدرجات استاد هونغ كونغ بما يزيد على 33 ألف متفرج، في مشهد غير معتاد في مدينة لا تُعرف تاريخيًا بمتابعة الكرة السعودية، أما مباراة الأهلي والقادسية، فقد تابعها أكثر من 20 ألف مشجع، وهو رقم يعكس اهتمامًا متناميًا من الجمهور الآسيوي بتجربة غير مسبوقة على مستوى شرق القارة. ورغم أن هذه الأرقام تبدو مشجعة قياسًا على كونها تجربة أولى في هونغ كونغ، إلا أنها تفتح الباب أمام مقارنة شاملة مع نسخ البطولة السابقة، وما إذا كانت خطوة إخراج البطولة من بيئتها الطبيعية قد حققت أهدافها المرجوة أم لا. أرقام تكشف الفوارق ومن خلال العودة إلى الأرقام، يتضح أن البطولة لطالما سجلت حضورًا جماهيريًا أعلى داخل المملكة. ففي نسخة 2022 التي أقيمت في الرياض، حضر لقاء الاتحاد والفيحاء ما يقارب 47,518 مشجعًا، وهو أكبر رقم في تاريخ السوبر السعودي حتى الآن، كما شهدت نسخة جدة 2019 حضورًا تجاوز 40 ألف متفرج. في المقابل، عندما استضافت مدن أوروبية البطولة خلال أعوام 2015 و2016 و2018، لم يتجاوز الحضور سقف 16 ألف متفرج، وهو ما اعتُبر وقتها مؤشرًا على ضعف التفاعل الجماهيري خارج البيئة المحلية للبطولة، وبالمقارنة مع هذه الأرقام، فإن تجربة هونغ كونغ جاءت متقدمة نسبيًا، لكنها لا تزال أقل من السقف الجماهيري الذي حققته النسخ المحلية. حماسة آسيوية بدعم من رونالدو ومن أبرز المشاهد التي ميزت نسخة 2025 في هونغ كونغ، الحضور الكثيف لمشجعي نادي النصر، إذ تحوّل استاد هونغ كونغ إلى ما يشبه "البحر الأصفر" بدفع من أنصار الفريق، مستفيدًا من الشعبية العالمية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي أصبح عنصر جذب رئيسي للجماهير في أي مكان يظهر فيه. هذا الزخم منح المباراة طابعًا خاصًا وأضفى على البطولة بُعدًا ترويجيًا إضافيًا. ومع ذلك، يبقى الحضور الجماهيري أقل مما اعتادت عليه البطولة في الملاعب السعودية، ما يعيد إلى السطح الجدل حول ما إذا كانت الحماسة الجماهيرية الخارجية قادرة على تعويض العمق المحلي للبطولة. البعد التسويقي في مواجهة الروح الجماهيرية ويطرح الاتحاد السعودي لكرة القدم باستمرار فكرة أن إقامة السوبر خارج المملكة يمنح الكرة السعودية مساحة أوسع من الانتشار والتسويق، ويتيح فرصة استقطاب جماهير جديدة في أسواق مختلفة، وهو ما ظهر فعليًا في اهتمام الإعلام الآسيوي الواسع بنسخة هونغ كونغ. فيما يرى كثير من المراقبين أن البطولة تستمد قوتها الحقيقية من جمهورها المحلي، وأن "روح السوبر" ترتبط بالمدرجات السعودية التي تمنح المباريات زخماً أكبر وحسًا احتفاليًا فريدًا. نسخة أبها 2024 – رغم حضورها المتواضع مقارنة بالرياض أو جدة – جسدت هذا البعد المحلي وأكدت أن التفاعل الجماهيري الداخلي يمثل قيمة لا يمكن تجاوزها. بين نجاح محدود وتساؤلات مستقبلية ويمكن القول إن تجربة هونغ كونغ مثلت نجاحًا تسويقيًا محدودًا، إذ حققت أرقامًا جيدة مقارنة بالنسخ الأوروبية السابقة، ونجحت في لفت الأنظار إلى الكرة السعودية في شرق آسيا، لكنها لم تبلغ بعد مستوى "النجاح الجماهيري" الكامل الذي تحقق داخل المملكة، حيث يظل الحضور المحلي الأوسع والأكثر عمقًا. ويبقى السؤال مطروحًا أمام القائمين على الاتحاد السعودي لكرة القدم: هل الهدف من البطولة في السنوات المقبلة هو تعزيز انتشارها عالميًا وتسويقها خارجيًا، أم ترسيخ حضورها ككرنفال جماهيري محلي يعكس شغف الجماهير السعودية بكرة القدم؟ فالخيار سيحدد مستقبل البطولة: إما أن تستمر في خوض مغامرات تسويقية خارجية، أو أن تعود لتكون حدثًا محليًا ضخمًا يرسخ مكانتها كأحد أبرز المواعيد الكروية في الأجندة السعودية. حضور متواضع كان لمباراة الأهلي والقادسية رونالدو كان العامل الأبرز في تزايد الإقبال الجماهيري ومؤازرة النصر