كأنها نوافذ مشرعة، يطل من خلالها الزائر على حقب زمنية موغلة في أعماق التاريخ، أو كمسرح مفتوح، يستحضر من خلاله ملامح المشهد الثقافي، والاجتماعي، والاقتصادي، حيث قصور العسابلة التاريخية التي تقع في قلب القرية القديمة بمدينة النماص، والتي تتألف من عدة قصور متعددة الطوابق، بعضها يصل إلى خمسة طوابق، وأساس كل قصر يميل نحو الشكل المربع أو المستطيل، يتسع في القاعدة ويضيق كلما ارتفع، مما يعزز انطباع الهيبة والثبات. القصور بنيت الحجارة المحلية، مع الجص، للحفاظ على تماسك الجدران، أما الأبواب والنوافذ فمصنوعة من خشب العرعر المزخرف بنقوش هندسية بديعة. القصور الشامخة، ببنائها الحجري القديم، والمضاءة ليلاً بأنور بانوراميه، بأرضيات حجرية، وبأجواء تفوح بروائح الماضي الجميل، تجتذب العائلات والسياح، بحزمة خدمات وفعاليات، حيث أركان لبيع الملابس، والعطور، والأواني والقطع التذكارية التراثية، ومطعمٌ ومقاهٍ. وأمام جيل التقنية، والهواتف المتنقلة، يبرز مشروع قصور العسابلة، كمشروع ثقافي متحفي، يصور لأجيال اليوم والمستقبل، ملامح حياة الأولين، بكل تفاصيلها، وهو ما يعجز عنه قلم، أو قصة تروى. وقال علي الشهري -المشرف على قصور العسابلة- ل"الرياض": إن موقع القصور يمثل الطريق القديم لمرور قوافل الحجاج واستقبالها وكاستراحة لها، ضمن نطاق المنطقة التاريخية والتي تم ترميمها وتأهيلها، للاتجاهات السياحية، بمستويات ارتفاع بين دورين وثلاثة أدوار، ويضم ما يقارب 60 غرفة بمساحة إجمالية تقارب 5000 م2 فيما يستقبل 2000 زائر في إجازة الصيف. مجمع قصور العسابلة الذي أصبح إحدى أكثر الوجهات السياحية في النماص حراكاً، خلق عشرات الفرص للعمل الموسمي، في مجالات السياحة والضيافة، وخاصة خلال مواسم الصيف، وأصبح داعما قويا لتعزيز الاقتصاد المحلي، والسياحي، وترسيخ الهوية التاريخية والثقافية للمدينة الفاتنة. محل تجاري واجهة المسرح