تشهد أسواق المملكة منافسة سنوية قبل موعد بداية العام الدراسي تتم عبر حملات تسويقية ممنهجة لاجتذاب المستهلك والمتسوق سواء كان من أولياء الأمور والطلاب والطالبات والمعلمين أو مختلف الكيانات ذات العلاقة بالعودة للمدارس ومنتسبيها، وتتفاوت أسعار السلع والخدمات المعلن عنها حسب نوعها فمنها الثمين مرتفع السعر، ومنها السلع المعتادة التي يحتاجها المستهلك في مستهل بدء العام الدراسي وخلاله، وتعد السيارة أو وسيلة الموصلات إحدى تلك السلع التي تتسارع الوكالات والمعارض في التوسع لتسويقها عبر حملات تسويق تمنح المتسوق فرصا لا تتاح له في بقية أيام العام كنسبة المرابحة المنخفضة، والإعفاء من الدفعة المقدمة أو من المصاريف الإدارية وتأجيل دفع بعض الأقساط المتقدمة، كما أن الضمان لمدة 3 سنوات أو 100 ألف كم، بالإضافة الى تقديم خدمة المساعدة على الطريق مجاناً، وأكد عدد من أصحاب الخبرة على ضرورة التأني في التعامل مع تلك الحملات وحسن الاختيار أمران مهمان لضمان فخاخ السلامة من فخاخ حملات وعروض تقسيط السيارات التي تكثر مع العودة للمدارس وغيرها من العروض الوهمية والإعلانات الأخرى المضللة. وقال هاني رئيس لجنة السيارات السابق في غرفة المنطقة الشرقية، هناك العديد من الفوائد التي تعود على المستهلك خلال فترات العروض والحملات الموسمية التي تبنى حول مناسبة أو حدث معين مثل العودة للمدارس أو فترات الأعياد، وهناك أيضا الكثير من المخاطر ولذا من الضروري توجيه النصيحة للمستهلك ذكرا كان أم أنثى بالنسبة للعروض التي تكثر على السيارات بأهمية التأكد من حسن اختياره للسيارة التي سيتم شرائها، وهل هي مناسبة فعلا لتلبية الاحتياجات الخاصة به، وأيضا التأكد من توفر الخدمات لما بعد البيع وقطع الغيار رغم أن الأنظمة الحالية تحمي المستهلك وتدافع عن حقوقه. وأشار هاني العفالق، إلى أهمية الحذر من عمليات الإغراء التي تتضمنها حملات تسويق السيارات عبر دراسة متأنية لكامل العرض المقدم له فربما تكون القيمة الإجمالية التي سيدفعها المستهلك عند التقسيط أعلى بكثير نتيجة لسعر الفائدة ومختلف الرسوم على الرغم من تدني القسط الشهري الذي سيدفعه، كما يجب عليه أن مراعاة قدرته المالية للتأكد من وفائه بالأقساط الشهرية وأيضا بالدفعة الأخيرة والتي تكون مرتفعة بشكل كبير في كثير من الحالات وتكون سببا في الكثير من المشكلات التي لم تكن ضمن حسابات المستهلك. بدوره قال، المستشار التجاري الدكتور عبد الرحمن محمود بيبة، إن فترة العودة للدراسة تشهد الكثير من العروض والتسهيلات المغرية خصوصا في السلع الباهظة السعر كالسيارات أو الأجهزة التقنية أوفي القروض التمويلية، وهذا طبيعي في ظل المنافسة بين التجار ورغبتهم في جذب المستهلكين وتحفيزهم على الشراء رغبة في زيادة المبيعات، وكذلك تسويق وترسيخ العلامات التجارية لمنتجاتهم، وينبغي للمستهلك سواء كان من أولياء الأمور والطلاب والطالبات أو المعلمين أو مختلف الكيانات ذات العلاقة بالعودة للمدارس ومنتسبيها، التعامل بحكمة مع تلك العروض لكي لا تصبح سببا للوقوع في متاهة القروض التي يصعب على المقترض سدادها والالتزام بأقساطها التي ستكون عبئا مستقبليا على ميزانية الأسرة. وأشار، د. عبدالرحمن بيبة، إلى وجود عدد كبير جدا من ماركات السيارات في السوق السعودي بما فيها الماركات العالمية المعروفة والكثير من الشركات الصينية والآسيوية الناشئة، وجميعها تتنافس على استقطاب المستهلك ولذا فمن المهم أن يعي المستهلك تلك الحقائق وأن يحرص عند شرائه للسيارة على توفر الحدود المناسبة من الجودة والمتانة وأيضا الحدود اللازمة للسلامة وعدم الالتفات إلى الإكسسوارات والملحقات الخارجية والداخلية الإضافية، وحتى الألوان البراقة والزاهية التي يتم بها استقطاب المستهلك خصوصا عندما يكون شابا في مقتبل العمر أو فتاة لا خبرة لها بعالم السيارات. هاني العفالق عبدالرحمن بيبة