حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كمبودياوتايلاند على الاتفاق على وقف إطلاق النار. وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، إن غوتيريش يحث الجانبين على الموافقة فورا على وقف إطلاق النار ومعالجة أي قضايا من خلال الحوار، بهدف إيجاد حل دائم للنزاع. وتابع: "إن غوتيريش قلق للغاية بشأن استمرار الاشتباكات المسلحة على الحدود بين كمبودياوتايلاند منذ 24 يوليو". وأضاف حق :"الأمين العام يدين الخسائر المأساوية وغير الضرورية في الأرواح، وإصابة المدنيين، والضرر الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية على الجانبين". وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة "لا يزال متاحا للمساعدة في أي جهود نحو حل سلمي للنزاع". واندلعت الاشتباكات في المناطق الحدودية بين كمبودياوتايلاند يوم الخميس، حيث اتهم كل جانب الآخر بانتهاك القانون الدولي. وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا خلف الأبواب المغلقة بعد ظهر الجمعة للتعامل مع الاشتباكات بناء على طلب رئيس وزراء كمبوديا هون مانيت. وتبادلت كمبودياوتايلاند في ساعة مبكرة من صباح الأحد شن هجمات بالمدفعية عبر المناطق الحدودية المتنازع عليها وذلك بعد ساعات من قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن زعيمي البلدين اتفقا على العمل على وقف إطلاق النار. وقالت كمبوديا إنها تؤيد تماما دعوة ترمب إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقالت تايلاند إنها ممتنة للرئيس الأميركي لكنها لا تستطيع بدء المحادثات بينما تستهدف كمبوديا مواطنيها المدنيين، وهو ما نفته فنومبينه. وقال القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي بومتام ويتشاياتشاي للصحفيين قبل زيارة المناطق الحدودية "شرطنا هو أننا لا نريد تدخل دولة ثالثة، لكننا ممتنون لبادرة ترمب". وأضاف "اقترحنا عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين لوضع اللمسات النهائية على شروط وقف إطلاق النار وسحب القوات والأسلحة بعيدة المدى". وقالت كمبوديا إن تايلاند بدأت الأعمال القتالية صباح امس وإن القوات التايلاندية تنتشر على طول الحدود. وقالت تايلاند إنها ترد على هجمات كمبوديا. وكتب رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه على منصة فيسبوك "أوضحت لفخامة الرئيس دونالد ترمب أن كمبوديا وافقت على اقتراح وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط بين الجيشين"، مشيرا إلى أنه وافق أيضا على اقتراح ماليزيا السابق لوقف إطلاق النار. وبعد أربعة أيام من اندلاع أعنف قتال منذ أكثر من عقد بين الجارتين الواقعتين بجنوب شرق آسيا، تجاوز عدد القتلى 30 منهم 13 مدنيا في تايلاند وثمانية في كمبوديا. وجرى إجلاء أكثر من 200 ألف شخص من المناطق الحدودية في البلدين. ويتواجه البلدان منذ مقتل جندي كمبودي في أواخر مايو خلال مناوشات قصيرة. وتم تعزيز القوات على جانبي الحدود وسط أزمة دبلوماسية كبيرة دفعت الحكومة الائتلافية الهشة في تايلاند إلى حافة الانهيار.وتتنازع تايلاندوكمبوديا منذ عقود حول نقاط غير مرسومة على طول حدودهما البرية البالغ طولها 817 كيلومترا، وتمثل ملكية المعبدين الهندوسيين القديمين تا موان توم وبرياه فيهيار، الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر، محور النزاع. من جانبه كشف الجيش الملكي التايلاندي أن القوات الكمبودية شنت هجمات داخل أراض تايلاندية، مستهدفة بشكل خاص مناطق خارج المناطق العسكرية. وشدد الجيش على استعداده للرد على أي عدوان آخر، مؤكدا أن عملياته ستركز بشكل خاص على أهداف عسكرية تشكل تهديدا للأمن الوطني وأرواح وممتلكات المدنيين، حسب صحيفة ذا نيشن التايلاندية الأحد. وقال الميجور جنرال وينثاي سوفاري، المتحدث باسم الجيش في حديثه عن أحدث المستجدات إن كمبوديا تواصل أنشطتها العسكرية باستخدام أسلحة بعيدة المدى وإطلاق نار داخل أراض تايلاندية. وأضاف أن اشتباكات مستمرة وقعت في العديد من النقاط على طول خطوط المواجهة، حيث تم استخدام العديد من أسلحة الاسناد بعيدة المدى، مستهدفة مناطق خارج مناطق أهدافها العسكرية المقصودة في إقليم سورين. وأخلت السلطات التايلاندية المزيد من المدارس والمستشفيات في إقليم بوري رام شمال شرق تايلاند، بعد سقوط قذائف على مسافة أبعد من الحدود مع كمبوديا. ونصحت السلطات السكان المحليين بالانتقال بعيدا عن المناطق الخطيرة إلى منازل أقربائهم ومراكز إيواء في المدارس والمعابد، بعيدا عن المناطق الواقعة ضمن دائرة هجمات المدفعية والأسلحة الثقيلة، حسب صحيفة بانكوك بوست التايلاندية الأحد. إخلاء المزيد من المدارس والمستشفيات (رويترز)