لم يكن كتاب ( Women and Literature in Britain1500_1700 المرأة والأدب في بريطانيا 1500- 1700) كتاباً عادياً، فالكتاب يتناول المرأة (الكاتبة) في عصر النهضة، حيث تتبع محررة الكتاب البروفيسورة هيلين ويلكوكس ومن شاركن معها في تأليف الكتاب، يتتبعن المرأة (الكاتبة) ذلك المفهوم المعقد في عصر النهضة والذي يتشابك مع سياقات مختلفة: دينية، سياسية، مجتمعية، ثقافية، جندرية. كما يطرح الكتاب إشكالية دور المرأة ودور الكاتبة في المرأة وهذه الإشكالية التي لازالت تلقي ظلالها من عصر النهضة إلى الوقت الحاضر. عندما أبحرت في كتاب (المرأة والأدب في بريطانيا) بعمق قبل سنوات، أدركت أهمية أن تقرأ الكاتبات مثل هذه الكتب العميقة، فعبر الكتاب عرفت الكثير عن المرأة الكاتبة، فرغم أن الكتاب يتحدث عن المرأة والأدب في بريطانيا في عصر النهضة إلا أنه يلمس الكاتبات في كل المجتمعات والعصور المختلفة ومعاناتهن لأجل صوت عقولهن والتعبير عن أنفسهن بأنفسهن. يفسر كتاب (المرأة والأدب في بريطانيا) كيف أربك مفهوم المرأة (الكاتبة) عصر النهضة أيضاً! ويطرح أسئلة: هل كان هناك نهضة للمرأة في عصر النهضة؟ كيف يرى عصر النهضة (المرأة الكاتبة)؟ يعبر الكتاب بالكتب البحثية الحديثة التي أظهرت نوع التعليم الذي كان يقدم للمرأة في عصر النهضة والتعقيدات التي صاحبت تعليم العلوم الإنسانية للمرأة في تلك الفترة. يشير الكتاب إلى موقف كُتّاب النهضة تجاه المرأة الكاتبة وكيف تم تصنيفها في عقولهم، وذكر الكتاب إلى أن كتّاب النهضة انقسموا لفريقين قسم تقدمي يشجع المرأة الكاتبة وقسم رجعي تقليدي. يلقي الكتاب الضوء على دراسات حديثة تتعلق بقراءات المرأة في عصر النهضة يلقي الكتاب هذه الأسئلة: ماذا كانت تقرأ الكاتبات؟ ماهي مصادرهن؟ من هن قدوتهن؟ كيف تغيرت كتاباتهن ونمت خلال عصر النهضة؟ كما يظهر الكتاب تجارب كاتبات عصر النهضة، أولئك الكاتبات ناضلن لأجل أفكارهن وكلماتهن ورفعن أصواتهن أمام ظلم البطريركية والمجتمع. وعن دور الكونتيسة والدوقات في صراع المرأة مع الكتابة، يؤكد الكتاب إلى دخول الكونتيسات والدوقات الكاتبات في صراع المرأة والأدب الطويل والمرير، رغم الكثير من العقبات والاعتبارات بسبب مكانتهن الاجتماعية، ويخصص الكتاب فصلاً للكونتيسة الكاتبة مارغريت كافيندش. التي لمست كتاباتها الأدبية الأفكار الفلسفية والعلوم في ذلك الوقت. ولكن ماذا عن الترجمة وكاتبات عصر النهضة؟ كانت الترجمة في عصر النهضة ملاذاً للكاتبات في تلك الفترة، فقد لجأن إلى الترجمة عندما عانين من التضييق على كتاباتهن التي توقع بأسمائهن في ظل هيمنة الثقافة الذكورية المجتمعية الجائرة على أصواتهن. ذكر كتاب (Women and Literature in Britain المرأة والأدب في بريطانيا) من وجهة نظر معاصرة، الكتب الأكثر مبيعاً في تلك الفترة وهي كتب السلوك وكانت تعلم النساء ماذا يفعلن في حياتهن اليومية. وأكدت الدراسات الحديثة أن هذه الكتب ساهمت في إبعاد النساء عن حقوقهن في التعبير عن أنفسهن. إن عصر النهضة الذي مثل الطريق نحو التنوير لم يبدع فيه الرجل فقط فعبر البحث والتقصي، أكتشف في عام 1934 كتاباً للسيرة الذاتية باللغة الإنجليزية لكاتبة انجليزية، وقد دون الكتاب في القرن الخامس عشر وصنف أول كتاب في تاريخ السيرة الذاتية باللغة الإنجليزية. أخيراً: أرى أن الدراسات البحثية مهمة ليس فقط لكشف معاناة المرأة (الكاتبة) في تلك العصور، ولكن من أجل رسم سياسات جديدة تتناسب مع عصرنا الحالي للمرأة الكاتبة، تلك السياسات التي تمنح المرأة حقوقها في فضاء الإبداع الإنساني والفكر ومساواة الفرص بينها وبين الرجل.