يبدو مفهوماً ومنطقياً أن يعتذر الهلال عن المشاركة في كأس السوبر السعودي الذي سيقام الشهر المقبل في هونغ كونغ، بعيداً عن كل التأويلات السطحية والساذجة التي يرددها محسوبون على الإعلام في المنصات الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. من حق مدرب الهلال الإيطالي سيموني إنزاغي أن يوافق على المشاركة أو يرفض أو أن يدخل بفريق من العناصر الاحتياطية، فهو وإدارة الكرة وحدهما المعنيين بالأولويات في كل موسم وآلية توزيع الزاد البشري على تلك الاستحقاقات. ستكون الرحلة إلى هونغ كونغ مرهقة بحد ذاتها لفريق ليس لديه استحقاقات خارجية فكيف بفريق لتوه خرج من أكبر بطولات العالم على مستوى الأندية وسط ظروف صعبة ووصول لاعبيه لمستوى حرج جداً من الإرهاق وربما الإعياء، فالأجواء والتنقلات في الولاياتالمتحدة كانت مرهقة على كل الفرق المشاركة في كأس العالم باستثناء الفرق القادمة من أميركا الجنوبية باعتبار أن البطولة أقيمت وهم في حالة بدنية ممتازة بسبب توافق روزنامة المشاركات المحلية مع موعد البطولة. من حق الهلال أن يقرر عدم الذهاب إلى هونغ كونغ حفاظاً على لاعبيه وأن لا يدفع ثمن قرار اهتم بالنواحي التسويقية وعناصر الجذب في وقت كان يجب أن تقوم الفرق المعنية بتسويق نجومها بالسفر لرحلة كهذه بالتنسيق مع فرق عالمية أخرى لا أن يُفرض على ثلاثة فرق السفر من أجل الترويج المستتر للاعب واحد أو لفريق واحد. ليس ذنب الهلال أن يدفع ثمن خطوة اتحاد الكرة التي تعد واحدة من الإخفاقات المتكررة لياسر المسحل وفريقه، وليس مطلوباً من الهلال أو غيره أن يعمل على إنجاح فكرة لا تحمل أي جدوى للكرة السعودية ولن تحقق أي مكاسب إضافية على ماتحقق من مكاسب تتمثل بقدوم النجوم واستضافة الأحداث الرياضية وآخرها مشاركة الهلال في كأس العالم وإقصائه لمانشستر سيتي الإنجليزي في واحدة من أقوى مباريات البطولة ومفاجآتها. على الهلاليين جماهيراً وإعلاما دعم القرار والتوجه نحو الاعتذار حفاظاً على لاعبيهم وعلى إدارة النادي وإدارة الكرة تبني قرار المدرب وتفضيلاته أياً كانت، فلن يكون اتحاد الكرة وصانع القرار فيه مسؤولاً عن الإخفاقات الناجمة عن أي إرهاق أو إصابات تطال لاعبي "الأزرق" في الموسم.