شهدت العاصمة الألبانية تيرانا، خلال الفترة من 7 إلى 9 يوليو 2025م، انعقاد ملتقى خريجي الجامعات السعودية من دول البلقان، في فعالية علمية وثقافية كبرى نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، برعاية كريمة من وزارة التعليم، وبمشاركة جامعتي أم القرى والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحضور نخبة من العلماء والأكاديميين من ألبانيا، كوسوفا، البوسنة، مقدونيا الشمالية، صربيا، الجبل الأسود، بلغاريا، واليونان. وأكد الملتقى على عمق العلاقات العلمية والثقافية بين المملكة العربية السعودية ودول البلقان، وأبرز الدور المحوري الذي يضطلع به هؤلاء الخريجون في مجتمعاتهم، بما يحملونه من قيم إسلامية وسطية، ورؤية حضارية إنسانية اكتسبوها في رحاب التعليم العالي السعودي. وتمحورت جلسات الملتقى حول عدد من القضايا الرئيسة، من أبرزها: تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام، وتعزيز الخطاب المعتدل، ودعم تعليم اللغة العربية، واستعراض التجربة السعودية في مكافحة التطرف، إضافة إلى مناقشة آليات تمكين خريجي الجامعات السعودية في خدمة مجتمعاتهم علميًا وفكريًا. وفي هذا السياق، عبّر الشيخ نصرت رمضان، أحد خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من جمهورية مقدونيا الشمالية، عن تقديره العميق للقيادة السعودية، مثنيًا على الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة لمسيرة التعليم في دول البلقان، ومؤكدًا أن الخريجين باتوا اليوم يمثلون جسورًا للسلام والتواصل الحضاري في أوروبا. وقد ألقى رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، د. صالح بن علي العقلا، كلمة وجّه فيها الخريجين إلى التمسك بأدب الحوار والاعتدال، قائلًا: "أوصيكم بطاعة ولاة أموركم وعلمائكم، فهما عنوان الأمان وسر الوحدة، كونوا على أدب عند الاختلاف، وسعة صدر تجاه الآخر، فأنتم أبناء رسالة الإسلام الوسطي المعتدل المتسامح". واختتم الملتقى بعدد من التوصيات الداعية إلى تعزيز الشراكات الثقافية والتعليمية بين المملكة ودول البلقان، وتفعيل برامج البحوث العلمية حول واقع المسلمين في أوروبا، بما يسهم في مدّ جسور التفاهم والتعاون في مواجهة تحديات العصر. ولفت منظمو الملتقى إلى أن مخرجات التعليم السعودي أثبتت حضورها الفاعل في الساحات الأوروبية، وأن هؤلاء الخريجين هم اليوم سفراء الاعتدال، وحملة للرسالة الحضارية من تيرانا إلى العالم.