حوار بين عدد من المراجعين في أحد المستشفيات أثناء انتظار وصول الطبيب الذي تأخر عن الحضور في الموعد المحدد. قال أحدهم: موعدي الساعة الثامنة صباحا وطلب مني الحضور قبل 15 دقيقة لكن الطبيب لم يحضر ! الثاني: الطبيب مثل غيره معرض لظروف تسبب التأخر. الثالث: هذا صحيح ولكن سمعنا أن هذا الطبيب من عادته التأخر في الحضور. الثاني: لا تصدق وكالة يقولون. الأول: كيف تكون عادة ولا يحاسب؟! الرابع: تأخرت مرة خمس دقائق بسبب زحمة المرور فقيل لي حدد موعدا آخر. الأول: ألا يوجد تقييم ومحاسبة.؟ الثالث: قلت لكم أنها عادة مما يدل على أن التقييم لا وجود له أو هو تقييم شكلي. الرابع: كيف نثق بطبيب لا يلتزم بالمواعيد .؟ الأول: لابد من تقديم شكوى رسمية. الثاني: ولا بد من متابعة الشكوى إذا كان التأخير عادة. الثالث: ماذا يقول النظام. الرابع: لا أدري. الأول: ألا ترون أننا بحاجة للتثقيف في هذا الموضوع. الثالث: لماذا لا نتحول إلى طبيب آخر. الثاني: المشكلة لا يوجد غيره في التعامل مع حالتنا الصحية. الأول: ما هي آلية متابعة التزام الأطباء بالوقت، هل يوجد بصمة مثلا .؟ تعليق من مراجع آخر كان يستمع للحوار: الآلية هي الضمير، والإخلاص في العمل من منطلق مسؤوليات هذه المهنة العظيمة. الإنسان المخلص في عمله صاحب الضمير لا يحتاج إلى متابعة سواء في مسألة الالتزام بساعات العمل أو الأداء المهني، هذا الإنسان المخلص يجمع بين الكفاءة المهنية العالية والأمانة. هذا الإنسان موجود في عالم الطب وفي ميادين ومجالات أخرى، هذا الإنسان يملك الرقابة الذاتية التي تساعد على تحقيق الإنجازات والرضا الوظيفي والراحة النفسية ، أما الحالات الفردية فهي لا تعمم على الجميع. الإنسان المخلص يحرص على الاستفادة من التقييم ويعمل على تطوير أدائه وأسلوبه في التعامل مع الآخرين. الرقابة الذاتية على مستوى الفرد هي نتيجة طبيعية للرقابة الذاتية على مستوى المؤسسة، حين يكون مبدأ الرقابة الذاتية ركن أساسي في ثقافة المؤسسة فهذا يعني وجود بيئة عمل إيجابية تنمي هذه الرقابة وتنعكس على سلوك جميع العاملين. في هذه البيئة يلتزم الجميع بالنظام بشكل عام وليس بموضوع الحضور والانصراف فقط، الرقابة الذاتية لا تتجزأ، وهي مطلوبة من الجميع بكل المستويات والمسميات الوظيفية بل إن من يعمل في المستويات القيادية هم القدوة للآخرين.