يعتبر نجوم كرة القدم أحد أهم المؤثرين في حياة المتابعين والمهتمين بالمجال الرياضي، لذلك يرى البعض منهم بمثابة القدوة والنموذج المشرف في المجتمعات سلوكيا خصوصا من حقق شهرة كبيرة ونجاحات تجاوز من خلالها تلك الأسماء المحلية إلى العالمية، في المقابل يخشى الآباء على أبنائهم من بعض التصرفات السلبية الصادرة من تلك النجوم وتقليدهم مثل قصات الشعر ووضع الوشوم.. وغيرها، وبالتالي يأمل الوالدان استثمار الموهبة في النجوم بانعكاسها إيجابياً ليحققوا نفس النجاح بالقدرات والمؤهلات. "دنيا الرياضة" رصدت العديد من الآراء وردود الفعل في هذا الجانب من جانب أولياء الأمور والمتابعين للحراك الرياضي ومدى تأثير النجوم الرياضيين الناجحين على الاهتمامات المختلفة ونشأة وقيم الشباب. استثمار القدوات في البداية أكد الدكتور علي السلمان أن "النماذج الناجحة" في شتى المجالات والتي حققت نجاحات كبيرة يجب استثمارها لتكون قدوة ممن لديهم الإمكانات والقدرات والكفاءة والمعيار الأول للقدوة الأخلاق إلى جانب العطاء الفني والأفعال الإيجابية يؤخذ فيها، أما الأفعال السلبية فتترك، فالمساهمات والمبادرات الإنسانية والاجتماعية هي ما يحدد قيمة النجم ومسؤولياته الاجتماعية وهي ما تؤثر في سلوك الجماهير، فالنجوم أصبحوا أيقونة نجاح وقدوة للشباب لتحقيق أحلامهم أسوة بالنجوم أصحاب القصص الملهمة". الانضباط السلوكي أما مدير الألعاب المختلفة بنادي الفتح محمد العوض فقال: "اللاعبون النجوم الكبار يعتبرون مؤثرين للشهرة الطاغية التي اكتسبوها سواء بتمثيل منتخبات بلادنهم أو مع أنديتهم ويتابعهم الملايين من داخل الملعب وخلف الشاشات لذلك هم يعتبرون ضيوفا في بيوتنا لذلك انضباط اللاعبين سلوكيا ينعكس على من يتابعونهم فالتجاوزات الأخلاقية تؤثر على المحبين لارتباطهم عاطفيا مع تلك النماذج من اللاعبين". في حين أوضح معلق القنوات السعودية محمد البخيتان "أن اختلاف الثقافات والتقاليد والعادات يجب أن ترعى وتراقب من جانب الوالدين للشباب حيث إن بعض السلوكيات يجب أن لا تمر مرور الكرام مثل الوشم وقصات الشعر الغريبة فالمراقبة تحمي فئة الشباب من التأثير السلبي من هذه المظاهر التي تعكس طبيعتنا كمجتمع محافظ". روابط عاطفية أما حارس نادي القادسية السابق يوسف الجميعة فقال: "هناك تنازل واضح من الشباب لتقليد المشاهير من نجوم كرة القدم فبعض النجوم لا يستحقون المتابعة نتيجة التقليعات التي يقومون فيها في الملعب وخارجه ما يجعل الشباب محل تنمر من قبل الشباب في حال تقليدهم والاستهزاء بهم والهدف هو لفت الانتباه وكسب المشاهدات فالشاب الرياضي لا بد أن يحافظ على كرامته من أجل صنع هيبته بدل من التنازلات البعيدة عن الأهداف التي وضعت من أجلها الرياضة". وأضاف، "الإنجازات التي يحققها الرياضيون هي ما تصنع الحدث والفرحة وهي من تخلق عند الجماهير الشعور بالسعادة وبالتالي الإيمان الكامل بما يقدمه هؤلاء النجوم حتى لو كانت خاطئة وهي تعتبر سلوكيات سلبية كتقليد قصات الشعر واللبس في المقابل يعتبر البعض التقليد عفوي لتلك الحركات من باب الدعم للاعبين أنديتهم المفضلة وأن هناك رابطا عاطفيا يجمع الجماهير مع لاعبين فرقهم المفضلة لذلك ضبط السلوكيات من قبل الأندية للاعبي فرقهم داخل الملعب وخارجه شيء مهم كون تلك التصرفات ستكون محط أنظار المراهقين الشباب". في حين اختتم الحديث لاعب النادي الأهلي سابقاً صاحب العبدالله قائلا: "هناك العديد من الشباب يقصدون صالونات الحلاقة لمحاكاة نجومهم وتقليدهم بقُصات شعر طويلة وتغيير شكلهم في محاولة للتميز فأصبحت التسريحات ممكنة وأصبح صبغ الشعر يستهوي الشباب من خلال عالم الموضة وتقليدهم في شراء البراندات، لذلك يجب على الشباب عدم السعي للتقليد وأخذ الأشياء الممكنة والمقبولة والابتعاد عن غير ذلك". تقليد أعمى وانتقد العبدالله بشدة الشباب الذين يتقمصون شخصيات النجوم باللباس والحركات ووصفهم بأنهم سطحيون ولا يهتمون إلا بالمظاهر الخارجية التي "لا تنمي في شخصية الإنسان شيئاً إنما تصنع أزمة حقيقية وينبغي من الشباب الاقتداء بمن يتمسك بأخلاقه ودينه فهم النماذج المثالية للاعبين الشباب". محمد العوض يوسف الجميعة د. علي السلمان صاحب العبدالله محمد البخيتان