في ذروة الصيف، يلجأ كثيرون إلى البحر بحثًا عن راحة نفسية طال انتظارها. صور الأرجل الممددة على الرمال، وصوت الأمواج، تبدو وكأنها وعد بالسكينة. لكن المفارقة أن بعضهم يعود من الإجازة أكثر توترًا، وربما أكثر حزنًا. وأوضح د.عماد الفارسي، الخبير المستشار النفسي والاسري، في حديث خاص ل"الرياض"ان هذه الظاهرة باتت تُعرف إعلاميًا ب"اكتئاب كرسي الشاطئ"، وهي ليست تشخيصًا طبيًا، بل توصيف لحالة نفسية يمر بها البعض أثناء الإجازات، حين يكتشفون أن البحر لا يملأ الفراغ الداخلي، وأن الهروب المؤقت لا يعالج الجذور العميقة للضيق. واضاف ان دراسات في علم النفس البيئي تشير إلى أن القرب من البحر يُحسن المزاج، لكن هذا التحسن مشروط. فالجمال الطبيعي لا يُغني عن السلام الداخلي، ولا يعالج الإرهاق العاطفي المزمن. في استطلاع أجرته شركة Booking، أقر 18% من المشاركين بأنهم شعروا بالحزن أو الفراغ بعد عطلتهم. وقال ان المفارقة أن لحظات الفراغ على الشاطئ قد تُفجّر مشاعر تم تجاهلها طويلًا. فحين تختفي الضوضاء اليومية، تبدأ النفس في البوح بما كُتم. لا البحر ولا الرمال يمكن أن يعالجا ذلك وحدهما. وعن الراحة الحقيقية قال تبدأ من الداخل، وليس من موقع الإجازة. البحر قد يكون مهدئًا، لكنه لا يُجيد الإصغاء إن لم نكن مستعدين للحديث مع ذواتنا. وربما لهذا، يعود البعض من الشاطئ محملين بما هو أكثر من أمتعتهم: أسئلة لم يسبق لهم طرحها. د.عماد الفارسي