رحب ملاك وسكان عقارات حي الزهور بمكةالمكرمة، بأعمال التطوير العصري للحي الغارق في العشوائية منذ عقود، معتبرين الوثبات الجديدة، طوق نجاة، لاستبدال عقاراتهم الشعبية المتهالكة وبمساحات ضيقة على سفوح الجبال إلى مساكن مثالية وعصرية في أحياء منظمة. من جهة أخرى تواصل الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، إجراءات نزع المليكات للعقارات المستهدفة في أحد أكبر أحياء مكةالمكرمة من حيث انتشار العشوائية، وبشوارع وأزقة ضيقة تفيض بالنفايات. وكشفت جولة الرياض، أن 99 % من مساحات الحي تحت وطأة البناء العشوائي المخالف وغير المنظم، في حين أن 95 % من سكان الحي من الجنسيات الآسيوية الوافدة. وبينت مصادر من داخل الحي أن الحي عمره قرابة 60 عاماً بدأ بكونه موقعاً لتجميع الخردة والسكراب، وسكنته الجاليات الآسيوية العاملة في أسواق مكةالمكرمة. ورصدت الرياض حزمة من المشاهدات السلبية، منها البيع العشوائي والمخالف لبسطات فواكه وعصائر، ومطاعم شواء متنقلة، مع ضيق وزحام شديدين في مدخل الحي من جهة حي الدائري الثالث. ويقع حي الزهور جنوب طريق عثمان بن عفان (الدائري الثالث) ويمتد شرقًا بمحاذاة شارع إبراهيم الخليل، وهو ضمن برنامج الأحياء المطورة الذي يستهدف إعادة تأهيل الأحياء غير المنظمة وتهيئتها وفق معايير عمرانية حديثة تواكب التطورات التنموية في مكةالمكرمة، ويمتد موقع الحي على مساحة 1.293 مليون متر مربع، ويتميز بموقعه الاستراتيجي القريب من المعالم الرئيسة، حيث يبعد 4.8 كم عن المسجد الحرام و16 كم عن المشاعر المقدسة، و11 كم عن محطة قطار الحرمين و9 كم عن مشروع مسار، و15 كم عن جبل النور، و17 كم عن جبل ثور ومسجد السيدة عائشة. ويتمتع الحي بإطلالة مباشرة على الطريق الدائري الثالث بطول 650 مترًا، ويمتد شرقًا على شارع إبراهيم الخليل بطول 1,328 مترًا، مما يعزز من موقعه كمركز حضري جديد متصل بشبكات النقل الحديثة، وأوضحت الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أن المشروع يمثل خطوة محورية في تحقيق تنمية حضرية متكاملة، إذ لا يقتصر على إعادة تنظيم المنطقة فحسب، بل يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز كفاءة البنية التحتية، وتهيئة بيئة استثمارية تدعم التنمية الاقتصادية في مكةالمكرمة، وأكدت الهيئة الملكية أن المشروع يمثل فرصة استثمارية واعدة للمطورين العقاريين، إذ يتيح إمكانية تطوير مشاريع سكنية وتجارية وخدمية متكاملة تدعم النمو الاقتصادي في مكةالمكرمة، وتوفر بيئة حضرية حديثة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 ببناء مدن مستدامة تحقق أعلى معايير جودة الحياة، ودعت الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الشركات والمطورين العقاريين إلى تقديم طلبات التأهيل عبر منصتها الإلكترونية، حيث تم تحديد يوم 27 فبراير 2025م كآخر موعد لتقديم الطلبات، ويعد مشروع تطوير موقع الزهور نموذجًا للتخطيط الحضري الحديث، إذ يهدف إلى تحقيق بيئة متوازنة تجمع بين الاستدامة العمرانية والجاذبية الاستثمارية والتكامل بين الاحتياجات السكنية والتجارية، بما يسهم في تعزيز التنمية الحضرية المستدامة في مكةالمكرمة.