الحبّ ذلك الشعور الذي ننتظره من الجميع، ونتوقعه من كل العلاقات، لكن لا أحد يعلّمنا كيف نحبّ. وكيف يعلّموننا وهم أنفسهم يواجهون صعوباته؟ لطالما رسمت لنا السينما والموسيقى والأدب صورة رومانسية مثالية، الحبّ يهبط كالصاعقة، يخطف القلب، ويقود بطليه إلى نهايات سعيدة "في ثبات ونبات"، لكن القصص قلّما تخبرنا ماذا يحدث بعد سنة؟ بعد خمس؟ بعد أن تخفت الشعلة وتظهر تحديات الحياة اليومية؟ وماذا لو لم يأتِ هذا الحب أصلًا؟ هل نظل في انتظار قدومه على حصان أبيض لا وجود له؟ في كتابه الجديد "ثماني قواعد في الحبّ" الصادر عن دار نوفل - هاشيت أنطوان، يقود الكاتب البريطاني جاي شيتي القارئ في رحلة عميقة، تبدأ من الداخل. لا يقدّم الحبّ كحالة عاطفية، بل كممارسة يوميّة، تحتاج إلى وعي، وصدق، وجهد مشترك. يرى شيتي أن الحبّ يُولد أولًا في العزلة، حين نبدأ بتعلّم حبّ الذات. ثم ننتقل إلى حبّ الآخر، وتجاوز الصعوبات التي تواجه العلاقة. وحين ينتهي الحبّ، لا يعني ذلك الهزيمة، بل بداية لفهم أعمق، يسمح لنا بأن نحبّ من جديد. الكتاب لا يقدّم وصفة سحرية، بل مجموعة قواعد قابلة للتطبيق، تمنح القارئ أدوات لفهم ذاته، وشريكه، والعالم من حوله. قواعد تبدأ من الداخل، وتتسع حتى تشمل علاقتنا بالإنسانية. جاي شيتي، الذي يُعد اليوم من أبرز المؤثرين في مجالي الوعي والعلاقات، تصدّرت كتبه قائمة نيويورك تايمز، وتجاوزت مشاهدات مقاطعه المصوّرة 10 مليارات مشاهدة، كما اجتذب أكثر من 50 مليون متابع. أطلق في 2019 بودكاست On Purpose الذي تصدّر قوائم الصحة النفسية عالميًا، وأسّس لاحقًا مدرسة إلكترونية تضمّ أكثر من مليوني منتسب حول العالم. "ثماني قواعد في الحبّ" ليس فقط دليلاً لفهم العلاقات، بل تأملاً عميقاً في معنى الحبّ الذي نبحث عنه جميعًا، ونكتشف في كل مرة أنه يبدأ منّا.