تراجعت أسعار الذهب، أمس الثلاثاء، عن أعلى مستوى لها في أربعة أسابيع، على الرغم من أن حالة عدم اليقين بشأن اتفاقية التجارة بين الولاياتالمتحدةوالصين أبقت المستثمرين حذرين وخففت من انخفاض الذهب. انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,365.22 دولارًا للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ 8 مايو في وقت سابق من الجلسة. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.2% لتصل إلى 3,390.10 دولارًا. وارتفع سعر المعدن الأصفر يوم الاثنين بنحو 2.7%، مسجلًا أقوى أداء يومي له في أكثر من ثلاثة أسابيع. وقال برايان لان، المدير الإداري لشركة جولد سيلفر سنترال في سنغافورة: "تعافى الدولار قليلاً وانخفض سعر الذهب، لذا فإنهما يرتبطان عكسيًا في الوقت الحالي". ومع ذلك، لا يزال الذهب يتتبع عن كثب تطورات التجارة العالمية، وبينما قلص المستثمرون استثماراتهم في الذهب بشكل طفيف، إلا أن ذلك لم يصل إلى الحد الذي شهدناه في الحالات السابقة التي بدت فيها التوترات وكأنها تهدأ، على حد قول لان. ولا يزال عدم اليقين المتعلق بالتجارة محورًا رئيسا. وأعلن البيت الأبيض يوم الاثنين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ سيتحدثان على الأرجح هذا الأسبوع، وذلك بعد أيام من اتهام ترمب للصين بانتهاك اتفاق لإلغاء الرسوم الجمركية والقيود التجارية. ومن المرجح أن تتضاعف الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50% اعتبارًا من يوم الأربعاء، بالتزامن مع الموعد النهائي الذي حددته إدارة ترمب للدول لتقديم أفضل عروضها بشأن الصفقات التجارية. وصرحت المفوضية الأوروبية بأنها ستقدم حججًا قوية هذا الأسبوع للولايات المتحدة لخفض أو إلغاء الرسوم الجمركية على الرغم من قرار ترمب بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم. وجاء انخفاض أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء، متأثرةً بعمليات جني أرباح بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين التجاري، مما أدى إلى ارتفاعات قوية. وافتتحت أسعار السبائك شهر يونيو على ارتفاع ملحوظ، حيث شنت أوكرانيا غارة جوية قاتلة بطائرة مسيرة ضد روسيا، مما قوض بشكل كبير محادثات السلام التي عُقدت يوم الاثنين. كما أبدت موسكو نية ضعيفة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم. بالإضافة إلى ذلك، انهارت المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترمب أن طهران لن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم. وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت بشكل حاد يوم الاثنين، مع استمرار المخاوف بشأن ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية وتدهور العلاقات مع الصين، مما دفع أيضًا إلى الطلب على الملاذات الآمنة. وواجهت أسعار الذهب والمعادن الأخرى بعض الضغوط يوم الثلاثاء، نتيجة جني الأرباح على المدى القريب، ولا يزال المعدن الأصفر محتفظًا بمعظم مكاسبه الأخيرة، خاصة مع عدم ظهور بوادر نهاية قريبة للحرب بين روسياوأوكرانيا. كما عززت المخاوف المستمرة بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها الاقتصادي الطلب على الذهب، بالإضافة إلى انخفاض حاد في سوق السندات مؤخرًا. وتضررت سندات الخزانة الأمريكية والدولار بشدة جراء المخاوف بشأن مستويات الدين الأمريكي المرتفعة، بينما انصبّ التركيز أيضًا على مشروع قانون مثير للجدل لخفض الضرائب، يدعمه ترامب، والذي أحرز تقدمًا مؤخرًا في الكونغرس. فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، انخفض سعر الفضة الفوري بنسبة 1.7% ليصل إلى 34.20 دولارًا للأوقية، وارتفع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 1066.63 دولارًا، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.1% ليصل إلى 990.25 دولارًا. ومن بين المعادن الصناعية، انخفضت أسعار النحاس يوم الثلاثاء، متأثرةً بضعف بيانات مؤشر مديري المشتريات من الصين، أكبر مستورد، مما زاد من المخاوف بشأن تباطؤ الطلب. وانخفضت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.5% لتصل إلى 9,550.20 دولارًا للطن، بينما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للنحاس بنسبة 2.5% لتصل إلى 4.7345 دولارًا للرطل. وأظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادر عن كايكسين انكماشًا حادًا وغير متوقع في قطاع التصنيع الصيني في مايو. وجاءت هذه القراءة بعد أيام قليلة من صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الحكومية التي أظهرت اتجاهًا مشابهًا. وأبرزت قراءات مؤشر مديري المشتريات تأثير الحرب التجارية الأمريكية على الاقتصاد الصيني، وأثارت مخاوف من تراجع الطلب على النحاس في البلاد. ارتفاع الأسهم في بورصات الأسهم العالمية، ارتفعت الأسهم الآسيوية قليلاً يوم الثلاثاء، بينما انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في ستة أسابيع، حيث ألقت سياسات التجارة الأمريكية المتقلبة بظلالها على معنويات السوق، ولجأ المستثمرون إلى موقف دفاعي قبل تطورات رئيسية في وقت لاحق من الأسبوع. وصرحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، يوم الاثنين، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والزعيم الصيني شي جين بينغ سيتحدثان على الأرجح هذا الأسبوع، وذلك بعد أيام من اتهام ترمب لبكين بانتهاك اتفاق لإلغاء الرسوم الجمركية والقيود التجارية. وستتابع الأسواق عن كثب المكالمة الهاتفية بين الزعيمين، التي عصفت بها التوترات التجارية الناجمة عن الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي لا تزال مشتعلة. وأظهرت بيانات يوم الاثنين انكماش قطاع التصنيع الأمريكي للشهر الثالث على التوالي في مايو، واستغرق الموردون أطول وقت في ما يقرب من ثلاث سنوات لتسليم مستلزمات الإنتاج وسط الرسوم الجمركية. وقال خبراء اقتصاديون في ويلز فارجو: "أظهر مؤشر آي اس ام لشهر مايو أن ضغط الرسوم الجمركية بدأ يؤثر على الشركات المصنعة التي تشهد تباطؤًا في النشاط، وطولًا في فترات التسليم، وانخفاضًا في المخزونات". وأظهر مسح للقطاع الخاص يوم الثلاثاء انكماش نشاط المصانع في الصين في مايو لأول مرة منذ ثمانية أشهر، مما يشير إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية بدأت تُلحق الضرر بالمصنعين. وأدى تدهور وضع التجارة العالمية إلى انخفاض العقود الآجلة الأمريكية في الجلسة الآسيوية، مُخفقةً في الحفاظ على المكاسب الطفيفة التي تحققت خلال جلسة التداول النقدي في وول ستريت الليلة الماضية. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 0.3% لكل منهما. في أوروبا، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 ومؤشر فوتسي بنسبة 0.1% فقط. وعكس مؤشر أم اس سي آي الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان خسائره المبكرة ليُغلق على ارتفاع بنسبة 0.4%، بينما ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.1%. وقال مات سيمبسون، كبير محللي السوق في سيتي إندكس: "يمتلك ترمب بالفعل زمام المبادرة من جديد". وأضاف، في إشارة إلى المكالمة المتوقعة بين ترامب وشي: "أتوقع أن نسمع عن "مكالمة رائعة حقاً ولكننا سننتظر تأكيدًا من الصين، التي تميل إلى التروي في هذه الأمور. وحتى نحصل على تأكيد ملموس، قد تكون حركة الأسعار متذبذبة وعرضة للاختراقات الخاطئة، كما أن أمامنا أيضًا الموعد النهائي في 4 يونيو لتقديم أفضل الصفقات التجارية من شركاء الولاياتالمتحدة التجاريين، والذي يجب أخذه في الاعتبار". وأغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع يوم الاثنين، حيث بدأ مؤشر داو جونز بالتحرك نحو المنطقة الخضراء، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة أربعة أعشار في المئة، بينما أضاف مؤشر ناسداك ثلثي النسبة المئوية. تريد إدارة ترمب من الدول تقديم أفضل عروضها بشأن مفاوضات التجارة بحلول يوم الأربعاء، حيث يسعى المسؤولون إلى تسريع المحادثات مع شركاء متعددين قبل الموعد النهائي الذي فرضوه على أنفسهم في غضون خمسة أسابيع فقط. في الصين، عادت أسواق البر الرئيس بعد فترة راحة مطولة بتراجع طفيف، حيث ارتفع مؤشر الأسهم القيادية بنسبة 0.3%، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4%. وقفز مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بأكثر من 1%، منتعشًا من أدنى مستوى له في شهر يوم الاثنين. وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في ستة أسابيع مقابل سلة من العملات في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، قبيل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية يوم الجمعة، والتي ستقدم قراءة آنية حول صحة أكبر اقتصاد في العالم. ويُعد ارتفاع معدل البطالة أحد التطورات القليلة التي قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى التفكير في تخفيف السياسة النقدية مجددًا، حيث تخلى المستثمرون إلى حد كبير عن فكرة خفض الفائدة هذا الشهر أو الشهر المقبل. وكان مؤشر الدولار قد ارتفع بشكل طفيف مؤخرًا إلى 98.86، مقلصًا بعض خسائره التي تكبدها في وقت سابق من الجلسة. وبالمثل، وصل اليورو إلى أعلى مستوى له في ستة أسابيع قبل أن يقلص بعض مكاسبه ليغلق عند 1.1421 دولار أمريكي، بينما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.14% ليصل إلى 1.3525 دولار أمريكي. وسيُشعر تقرير الوظائف الأمريكي الأضعف سوق الخزانة الأمريكية بالراحة، حيث لا تزال عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عامًا تقترب من حاجز ال5%، حيث يطالب المستثمرون بعلاوة أعلى لتعويض العرض المتزايد من الديون. وسيبدأ مجلس الشيوخ هذا الأسبوع النظر في مشروع قانون الضرائب والإنفاق، والذي سيضيف ما يُقدر ب3.8 تريليون دولار أمريكي إلى ديون الحكومة الفيدرالية البالغة 36.2 تريليون دولار أمريكي. وقال فيشنو فاراثان، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي لآسيا باستثناء اليابان في ميزوهو: "تشير الأدلة إلى إعادة تسعير علاوة الأجل عند مستوى أعلى بكثير لمراعاة المخاطر المالية والتجارية والائتمانية والجيواقتصادية في الولاياتالمتحدة إلى جانب بعض التحوط ضد انخفاض قيمة الدولار الأميركي". وأمام الين، ارتفع الدولار بنسبة 0.2% ليصل إلى 142.92. وصرح محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، يوم الثلاثاء بأن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة بمجرد أن يقتنع بشكل كافٍ بأن النمو الاقتصادي ونمو الأسعار سيتسارعان مجددًا بعد فترة من الركود. ارتفاع الأسهم الآسيوية بينما انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له