على امتداد المنفذ الحدودي في "حالة عمار"، تتجلى مشاهد لا تخطئها العين، وتمتد فصول من المسؤولية لطالما عكست وجهاً مشرقاً في خدمة الحجاج في المملكة، حيث تكامل الخدمات وسهولة الإجراءات وتكاتف الأيادي تنظيماً واستقبالاً يليق بشرف المهمة، هٌنا يتقاطع التنظيم بالترحاب، وتتعانق التقنية مع الروح الإنسانية، ليكون الاستقبال الأول لحجاج بيت الله الحرام لوحةً وطنيةً متكاملة ، تبدأ منها الرحلة الإيمانية بأبهى صورها، وتُترجم فيها المملكة التزامها المتجدد كل عام: "خدمة الحاج شرف لنا". منذ لحظة وصول الحاج، يجد نفسه محاطًا بعناية شاملة، فالجميع يستشعر أهمية المشاركة في منظومة خدمة الحجاج وتسهيل رحلتهم "بيسر وطمأنينة" تتلاقى الجهود وتتوحد الغاية وتبدأ الأفعال من سهولة الإجراءات في الجوازات، مروراً بالعبور بمحطات التنقل، لتصل إلى الاستقبال الدافئ من المتطوعين، والفرق الطبية، والجهات الأمنية والخدمية، كما أن الأمر ليس فقط تنظيمًا تقليديًا، بل هو نموذج متطور يحتضن التقنية الذكية والتسهيلات الالكترونية التي تعمل بتناغم وتعكس جاهزية المملكة وشعبها لخدمة ضيوف الرحمن. هذه الجهود تنعكس في سرعة الإنجاز وجودة التعامل، حيث يُنجز الحاج كامل إجراءاته خلال دقائق معدودة، دون مشقة أو عناء. وتتجلى قيمة هذا العمل أيضًا في الدعم المباشر من القيادة. إذ يحرص صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة تبوك، على الزيارة الميدانية في كل موسم حج، ليتابع الاستعدادات ويطمئن على سير العمل، وفي أكثر من مناسبة، شدد سموه على أن: "خدمة الحاج واجب ديني قبل أن تكون مسؤولية وظيفية"، وهي شرف لا يعادله شرف هذا الحضور الميداني يعكس رؤية المملكة بأن ضيوف الرحمن لهم الأولوية، وأن خدمتهم تبدأ من الحدود، لا من داخل المشاعر المقدسة فقط. "الرياض" وقفت في ميدان هذا المنفذ لترصد وتشهد هذه الوجوه المتهللة بالفرح والداعية بصدق لما تلاقاه من خدمة تلو الأخرى، يقول الحاج مصطفى البيك، من مصر: ما وجدناه هنا من ترحاب وسهولة واهتمام ليس بغريب على مملكتنا الحبيبة التي لم نشعر فيها إلا وكأننا نُستقبل في بيوت أهلنا، وتضيف همة إبراهيم من مصر: منذ لحظة دخولنا وكل التسهيلات تُقدم لنا، بل حتى الوجبات الغذائية الخفيفة والهدايا التي تعين وتساعد الحاج على سهولة حجته، فيما يؤكد الحاج إبراهيم محمود من الأردن بأنه لم يشعر إلا وكأنه والد وأب لكل الموجودين بالمنفذ فمنهم من يستقبلني بابتسامه ومياه باردة و مشروبات متنوعه، بل حتى أن المتطوعات يحملن عني ما استثقله من متاع بيدي فهذه رحمه وضيافة نعجز عن شكركم عليها. لكل حاج قصة من الانتظار والأمنيات طال شوقها لسنوات، تبدد هذه المسافة الطويلة بين حلمه بالحج و واقعه اليوم ليجد نفسه مطمئناَ بين أيادِ احتضنت الشعار وجعلته واقعاً، فالُيسر والطمأنينة فعل يتجسد في كل تفصيله يلمسها الحاج منذ أن تطأ قدماه أرضها، في "حالة عمار" تتحدث الصور معبرة عن التفاني اللامحدود من جميع القطاعات ليبدأ الحاج رحلته الإيمانية مطمئن القلب، مستبشر النفس، ولأن المملكة جعلت من خدمته عنوانًا، ومن إنسانيتها رسالة. كوادر بشرية سعودية في خدمة الحجاج مشروبات باردة وساخنة مجانية خدمة كبار السن