يُعد شارع الضباب في الرياض أحد أبرز الشوارع التي تختص ببيع الأجهزة الطبية ومستلزمات ذوي الإعاقة وكبار السن، مما يجعله مقصداً للفئات الأكثر حاجةً للرعاية والاهتمام. لكن وراء هذا الزحام التجاري، تكشف الواقع عن فوضى عارمة تفتقر إلى المهنية والمسؤولية، بل وتصل أحياناً إلى حد الاستغلال. للأسف واقع مؤلم: وعود كاذبة وخدمات معدومة. فقد تحولت بعض محلات شارع الضباب إلى أماكن للغش والتقصير، حيث تتكرر شكاوى المستهلكين حول التأخير في التسليم أو عدم الالتزام بمواصفات المنتجات، ناهيك عن غياب خدمات ما بعد البيع. تجربتي الشخصية خير دليل على ذلك، حيث اشتريت كرسياً متحركاً ودفعت ثمنه كاملاً، لكنني انتظرت شهراً كاملاً دون أن يتم تسليمه، بينما انشغل البائع بالتهرب من الرد على اتصالاتي، لم أجد أمامي سوى اللجوء إلى تطبيق «بلاغ تجاري» التابع لوزارة التجارة، والذي تصدّى للمشكلة بحرفية وسرعة، حيث تم حل القضية في أقل من 24 ساعة. المشكلة لا تقتصر على سوء الخدمة فحسب، بل تمتد إلى تباين الأسعار بشكل غير مبرر، حيث تباع المنتجات نفسها بفوارق سعرية كبيرة بين محل وآخر، دون معايير واضحة. كما أن غياب السعودة في هذا القطاع يزيد الطين بلة، حيث تُدار معظم المحلات من غير السعوديين، مما قد يُضعف الرقابة على جودة الخدمات والالتزام بحقوق المستهلك. نوجه نداءً إلى وزارة الموارد البشرية لسعودة هذا القطاع الحيوي، وإلى هيئة الغذاء والدواء لتعزيز الرقابة على جودة الأجهزة الطبية وأسعارها. وكما نشكر وزارة التجارة على سرعة تجاربها واهتمامها، ونطالبها بمواصلة جهودها في التفتيش وحماية المستهلك، وفرض عقوبات رادعة على المحلات المتلاعبة. ختاماً، شارع الضباب يجب أن يكون عنواناً للرعاية والمسؤولية، لا للاستغلال والإهمال، فالفئات التي تتعامل مع هذه المحلات تستحق خدمات مضمونة وأسعاراً عادلة، لأنها تعتمد على هذه الأجهزة في حياتها اليومية. فهل من استجابة سريعة قبل أن تتفاقم المعاناة؟