كشف برنامج التحول الوطني، أحد البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030، عن تقريره السنوي لعام 2024 تحت عنوان ملهم: "طموحنا أبعد"، والذي وثّق إنجازات وطنية في مفاصل متعددة من الحياة السعودية، تقودها سبع وزارات وأكثر من 50 جهة منفذة، تعمل بتناغم على تنفيذ 317 مبادرة تغطي 34 هدفًا استراتيجيًا. البيئة والماء.. استدامة تُبنى بالابتكار وبحسب التقرير؛ شهد عام 2024 قفزة نوعية في منظومة الأمن البيئي والمائي. إذ أعادت المملكة تأهيل أكثر من 298 ألف هكتار من الغطاء النباتي، وارتفعت نسبة المساحات المحمية إلى 18% من إجمالي مساحة المملكة. وبرز التحول التاريخي في قطاع المياه بصدور قرار مجلس الوزراء بتحويل المؤسسة العامة لتحلية المياه إلى "الهيئة السعودية للمياه"، للإشراف على تخطيط وإدارة أمن المياه، بما يواكب التوجهات الحديثة. وعلى الصعيد التقني، سجّلت الهيئة السعودية للمياه أرقامًا قياسية، شملت إنتاج أكثر من 16 مليون م3 يوميًا من المياه المحلاة، وابتكارات في تقنيات التحلية واستخدام مياه الرجيع الملحي لإنتاج الطاقة النظيفة، إلى جانب براءات اختراع نوعية مثل أنظمة الكشف عن الكائنات البحرية، وجمع عينات ذكية لمياه البحر. استدامة بيئية تحتضن الحياة الفطرية ونجح برنامج التحول الوطني، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، في استعادة الفهد الصياد بعد غياب 40 عامًا، وتسجيل ولادة أنثى الوشق لأول مرة، وإعادة توطين آلاف الكائنات المهددة بالانقراض، كما سجّلت المملكة زيادة تدريجية في المساحات المحمية ودرجت محميات سعودية ضمن القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة. الغذاء.. الأمن يبدأ من الحقل سعياً لمواجهة التحديات الغذائية، نجحت مبادرات البرنامج في رفع الطاقة التخزينية لصوامع القمح إلى 3.5 مليون طن، وهو أعلى مستوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أطلقت الهيئة العامة للأمن الغذائي خدمات ذكية لمزارعي القمح المحلي، وربطت ذلك بتطبيقات رقمية عبر WhatsApp لتسهيل التوريد والحجز والاستعلام. وفي خطوة لافتة، أُعلن السماح لشركات مطاحن الدقيق بالتصدير الخارجي وفق ضوابط صارمة تضمن الاكتفاء المحلي، ما يعكس تحوّلاً نوعيًا في السياسات الزراعية والغذائية للمملكة. الإنسان أولًا.. تمكين المجتمع وبناء الفرص ولم يكن التحول الوطني معنيًا بالبنى التحتية فقط، بل خصّ الإنسان بتمكين غير مسبوق، ففي عام 2024، بلغت نسبة المشاركة الاقتصادية للنساء 36%، وانخفض معدل البطالة بين السعوديين إلى 7%، وهو أدنى مستوى تاريخي، كما ارتفع عدد المتطوعين إلى 1.2 مليون متطوع، وحققت المنظمات غير الربحية نموًا تجاوز 252%. ومن أبرز مخرجات البرنامج في هذا المجال، رفع ساعات العمل المرن إلى 160 ساعة شهريًا، وتوسيع عقود العمل عن بُعد والعمل الحر، مع إصدار أكثر من 517 ألف وثيقة عمل حر. المرأة.. شريكة في الريادة وصانعة للنجاح وسجّل البرنامج نقلة في تمكين المرأة، إذ تخطّى عدد المستفيدات من "التدريب الموازي لمتطلبات سوق العمل" أكثر من 122 ألف مواطنة، وبلغ عدد المستفيدات من برامج "قرة" و"وصول" لدعم الأمومة والمواصلات نحو 180 ألف مستفيدة. وارتفعت نسبة النساء في المناصب الإدارية إلى 44.1%، في مؤشر واضح على التقدم الهيكلي في دمج المرأة في التنمية. الأشخاص ذوو الإعاقة.. تمكين بالأفعال لا الأقوال استمر العمل على خلق بيئة شاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، عبر تأسيس هيئة خاصة تعنى بشؤونهم، وإطلاق شهادة "مواءمة" التي حصلت عليها أولاً شركة "المراعي"، لتكون نموذجًا يُحتذى به. كما أُطلق تطبيق "معك" لتوفير خدمات مساندة، وتم تحسين التشريعات لإدماجهم في سوق العمل، مع تسجيل ارتفاع نسبة ذوي الإعاقة القادرين على العمل إلى 13.9%. نجاح ملهم.. قصص تحكي التأثير للمرة الأولى، تضمن التقرير قصص نجاح لمنشآت وطنية ساهمت أو استفادت من مبادرات البرنامج، أبرزها "كاوست"، التي أطلقت مراكز تميز في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وبنت أكبر حديقة لاستعادة الشعاب المرجانية، ومشاريع لاحتجاز الكربون بالتبريد. يذكر أنَّ برنامج التحول الوطني يُعدّ أول برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 وأكبرها من حيث عدد الأهداف الإستراتيجية المسندة إليه، التي تبلغ 34 هدفًا إستراتيجيًا من أصل 96 هدفًا، يحققها عبر أكثر من 317 مبادرة، ويعمل على قياس التقدم في إنجازها عبر 80 مؤشرًا.