دور محوري تقوده الرياض لتشكيل شرق أوسط جديد وتنمية مستدامة، لقد باتت المملكة العربية السعودية، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مركزًا ثقيلاً في ميزان السياسة الدولية، ومحورًا رئيسًا في تشكيل المعادلات الإقليمية والدولية. أصبحت القمم التي تستضيفها الرياض محطات تحول حقيقية، تعيد رسم خارطة العلاقات الدولية برؤية سعودية متزنة، بعيدة عن الصدام، قريبة من الحوار، ومبنية على أسس راسخة من احترام السيادة والدعوة إلى الحلول السلمية. تنطلق السياسة الخارجية للمملكة من ثوابت وطنية تستند إلى احترام القوانين الدولية، وعدم التدخل في شؤون الغير، والبحث عن الحلول السياسية التي تحفظ الأمن والاستقرار. وفي ضوء هذه المبادئ، لعبت المملكة دور الوسيط الفاعل في نزاعات دولية معقدة، بدءًا من الملف الأوكراني الروسي، مرورًا بجهود المصالحة في آسيا، وانتهاءً بإعادة بناء العلاقات مع إيران. لم تكن العلاقة بين الرياض وواشنطن وليدة اللحظة، بل جذورها ضاربة منذ اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت. واليوم، ومع تجدد التحديات، تواصل هذه الشراكة نموّها، معززة بمصالح متبادلة في مجالات الطاقة، الأمن، التكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي. زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرياض في بداية ولايته، وحضوره القمة الخليجية ورفع العقوبات عن دولة سوريا الشقيقة، وعقد اجتماع مع رئيس الدولة السورية في الرياض بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردغان عبر الهاتف، رسّخت مكانة السعودية كحليف استراتيجي لا غنى عنه، وكشريك في صياغة حلول عالمية للتحديات المشتركة، وكشفت عن تحوّل عميق في النهج السياسي العربي، تقوده السعودية بواقعية وحنكة، تهدف لتحقيق سلام شامل وتنمية مستدامة. لم يكن حديث سمو ولي العهد عن "الشرق الأوسط الجديد" مجرد طموح إعلامي، بل مشروع سياسي واقتصادي متكامل، بدأ يتبلور من خلال التقارب العربي، وعودة سوريا إلى الصف العربي، وانطلاق مبادرات التنمية الإقليمية، وتحقيق التكامل في مشاريع البنية التحتية، والطاقة، والتقنية. أصبحت الرياض اليوم أكثر من مجرد عاصمة سياسية؛ إنها منصة عالمية تتشكل فيها القرارات، وتُبنى منها المبادرات، ويُطلق منها الأمل نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا. الرياض، بما تحمله من رمزية سياسية، واقتصادية، وثقافية، أصبحت ملتقى القادة، ووجهة الاستثمارات، ومصدر الحلول. في خضم هذا التحول الجيوسياسي، لم تغفل المملكة جانب الابتكار التكنولوجي، فقد أعلنت عن تأسيس شركة "هيوماين – Humane"، لتكون ذراعًا تقنية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بإشراف مباشر من سمو ولي العهد. تسعى هذه الشركة لتقديم حلول مبتكرة تُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والتقنية، وتضع المملكة في موقع الريادة في الثورة الصناعية الرابعة. وتُعد "هيوماين" مؤشرًا على عزم المملكة الدخول بثقلها في سباق الاقتصاد الرقمي العالمي، عبر توطين التقنيات الحديثة، وتمكين الكفاءات الوطنية. إن ما تحقق خلال أعوام قليلة، من إنجازات نوعية في مختلف الميادين، هو انعكاس لرؤية طموحة يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي جمع بين الحزم والطموح، وبين الواقعية والشجاعة في اتخاذ القرار. لقد وعد سموه بتحقيق نهضة شاملة، وها نحن نرى آثار تلك النهضة تتجلى في كل ميدان: في الدبلوماسية، في الاقتصاد، في التقنية، في الثقافة، وفي الوعي الوطني الجديد. شكراً سمو الأمير على قيادتك الاستثنائية، وعلى أنك صنعت من الحلم واقعًا، ومن الطموح مشروعًا، ومن الرياض عاصمةً للمستقبل.