عن طريق التحفيز بإرسال نبضات ليزر دقيقة إلى شبكة العين باستخدام تقنية جديدة تُسمى «Oz» استطاع علماء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية من جعل العين البشرية ترى لونا جديدا لم يكن باستطاعتها رؤيته من قبل. خبر نقله على منصة أكس أحد المهتمين بنقل مثل هذه الأخبار الجديدة الموثقة. هذه المنطقة هي التي تتحرك فيها أحد مسارات الفلسفة، ومن وجهة نظري فإن الفلسفة تتحرك عبر مسارين رئيسيين -وهناك غيرهما- هما روح الفلسفة وعنصرا قيمتها الحقيقية وأهميتها المصيرية، مسار الحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا)، ومسار طرح الأسئلة التي لا نملك لها إجابات، وإن امتلكنا إجابات فهي إجابات احتمالية مفتوحة على كل ممكن وغير ممكن مما تعجز عنه إمكانياتنا البشرية المحدودة. هذا الإنجاز العلمي بالتأكيد بدأ بتساؤل فلسفي أخد طريقه إلى أن أصبح سؤالا بحثيا؛ هل هناك في هذا الوجود العظيم لون أو الوان غير التي نراها؟، وهو يشبه سؤالا سابقا وعتيقا؛ هل هناك حياة أخرى في هذا الكون الفسيح جدا غير هذه الحياة التي نراها ونلمسها ونعيشها على الأرض؟، وحتى في حدود أرضنا وكرتنا الأرضية؛ هل هناك حياة في أراض سبع تتكون منها أرضنا المبسوطة الموضوعة للأنام؟ تنبش الفلسفة العقول المتكلسة، وتحفز العقول القلقة بالمعرفة، فتثير العقول المتكلسة لتنفض عنها غبار الخمول الفكري، وتجعل العقول النشطة تزداد نشاطا ورغبة في اكتشاف الحياة وفهم معاني إضافية لمعاني الوجود وأسرار الكون وغوامض الأزمنة والأمكنة، وفيزياء الأجسام والصوت والضوء، فلا نهاية يقف عندها الفكر والتأمل وطرح الأسئلة عدا تلك اليقينيات التي أراحنا الخالق سبحانه وتعالى من عناء فهمها والبحث في ماهيتها وكينونتها (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي). كان العقل يقول إنه لا يمكن أن يكون هناك ألوان غير التي نراها ونعرفها، ويأتي العلم ليقول إن هناك لوناً جديداً مما يعني يقين أن هناك ألوان أخرى، وكان قبلها الواقع يقول إن المادة لا تخرج عن ثلاث حالات؛ جامد، وسائل، وغازي، ليكتشف العلم أن هناك حالة رابعة سميت بالبلازما، وهكذا، وهذا مصداقاً لقوله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، وهذا يجعلنا نزداد يقينا أن كل ما حولنا ما هو إلا مفاتيح ومعان عامة لمفاهيم ومعان خاصة، وهذه المعاني العامة أوجدها الله سبحانه وتعالى لنفهم تلك المعاني الخاصة، فلو لم يكن هناك فاكهة لما فهمنا ما هي الفاكهة التي وعدناها في الآخرة، فهي أكل مستطاب ومتنوع الملمس والطعم والشكل. مفتاح رباني عام لفهم معنا خاص لفاكهة الآخرة التي ليست كفواكه الدنيا. الفلسفة مشروع عظيم مستقر في فطرتنا، وحلقات لا نهاية لها من الأسئلة والاستفهامات، وطريق إلى سبر أغوار الوجود، ومعرفة الموجِد العظيم سبحانه وتعالى.