كأنها عروس متزينة بأبهى حللها، في ليلة زفافها، هكذا بدت لنا "بلدة الرايس" على ساحل البحر الأحمر، التي تبعد عن محافظة بدر التاريخية، بمنطقة المدينةالمنورة، بقرابة 33 كم، وعن مدينة ينبع بحوالي 80 كم، ونحن نجوب أحياءها السكنية، وشواطئها الفاتنة لأول مرة. مدينة الأمواج الساكنة، والرمال البيضاء، وطيور البحر، والهدوء المطبق، أربعة ملامح يكتشفها الزوار أمثالنا بمجرد التجول في المدينة الحالمة في أحضان البحر الأحمر. لكن المشهد الذي أجبرنا على الوقوف لعدة ساعات الحديقة البحرية الواقعة على ساحل الرايس ضمن كورنيش البلدة، ومرسى اليخوت والقوارب البحرية بتصميمه الرائع، وتنظيمه المبدع، لمئات القوارب، واليخوت، التي تنتظر السياح في رحلات بحرية والصيادين للانطلاق في رحلات صيد الأسماك. تاريخياً تعرف الرايس قديما ب"الجار"، وهو ميناء على ساحل البحر الأحمر موقعه "البريكة"، واشتهر هذا الميناء تاريخياً قبل الإسلام وبعده، حيث كان من أشهر موانئ الحجاز، حتى عرف البحر الأحمر آنذاك باسم "بحر الجار"، وقد اضمحلت أهميته في قرون ماضية، بسبب الاضطرابات، وهجرة أهله، حتى زال عنها آثار العيش والحياة، وقامت فيما بعد على أنقاض "الجار" على غير بعيد عنها بلدة الرايس. الرمزية المهمة التي رصدتها "الرياض"، وهي تفتش في أسرار بلدة الرايس وقد أصبحت سمة سياحية تميز هذه البلدة التي بدت لنا تسابق الزمن نحو التطور والاستثمار، هي رمزية أكلات الأسماك بأنواعها، حيث تنتشر عشرات مطاعم الأسماك التقليدية، والتي تحتاج أن تتحول إلى قرى بحرية بملامح تجسد تاريخ الرايس وموروثها الشعبي، لتتحول لوجهات وملتقى السياح والزوار. هل يمكن تنظيم الرياضية البحرية الموسمية؟ ومسابقات المراكب الشراعية، والألعاب الشاطئية، وبرامج جولات النزهات البحرية الأسرية، أو تنظيم مهرجانات للأغذية البحرية؟ أسئلة تناثرت مفرداتها، ونحن نقيم لمدة يوم كامل في الرايس، بهدف جذب الاستثمارات، وقوافل السياح والمعتمرين، حتى تصبح وجهة من ضمن وجهات المعتمرين ما بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة، ولا أدل على تنامي طلب السياح على الرايس من تزايد أعداد الشاليهات البحرية والشقق المخدومة، التي تعيش تنافساً كبيراً لاقتسام كعكة مواسم الإجازات والأعياد. الحديقة البحرية على الساحل