تمت مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة القصيم بعنوان «العلماء النجديون وإسهاماتهم في الحياة العامة بمكةالمكرمة (1254–1351ه / 1838–1932م): دراسة تاريخية» للباحث بندر بن عبدالله البيبي، وكانت لجنة المناقشة مؤلفة من: الأستاذ الدكتور محمد عبدالله السلمان مشرفًا على الرسالة، الدكتور عبدالعزيز صالح الشبل مناقشًا خارجيًا، الدكتور فهد محمد السلطان مناقشًا داخليًا، وقد حصل الباحث على درجة "الدكتوراة" في (فلسفة التاريخ الحديث) بتقدير ممتاز مرتفع بنسبة 96 % مع التوصية بطبع الرسالة. وتناولت الرسالة العلماء النجديين الذين جاوروا في مكةالمكرمة ولهم إسهامات في الحياة العامة على جميع الأصعدة: الدينية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولعلمهم وفضلهم كانت لهم مكانة عند حكام مكةالمكرمة. وقد حاول الباحث جاهدًا أن يتتبع كل من جاور من العلماء النجديين وأسهم في الحياة العامة بمكة، رغم صعوبة الإحاطة بهم جميعًا إما لعدم الوقوف على تراجمهم، أو لعدم التصريح في تراجمهم بأنهم جاوروا بمكة، وأشار الباحث إلى أنه -حسب علمه- لم يسبق أن خُصصت دراسة شاملة تناولت هذا الموضوع تفصيلًا، مما دعاه للاستعانة بالله للكتابة فيه. وجاءت الدراسة مكونة من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، إلى جانب الملاحق، وفهارس المصادر والمراجع، وفهرس الأعلام والأماكن، وفهرس الموضوعات. تناول الباحث في المقدمة أسباب اختيار الموضوع وأهميته، مع عرض تحليلي لأهم مصادر الرسالة ومراجعها. أما التمهيد فتناول الحياة العلمية في مكةالمكرمة قبيل فترة البحث، وخصائص الحرم المكي، وذكر بعض علماء المسجد الحرام، مع الإشارة إلى أسماء أماكن التعليم في مكة آنذاك، كالمساجد والكتاتيب والمدارس والمكتبات، بالإضافة إلى الأوقاف التي ضمنت استمرارية أداء هذه المراكز العلمية. وجاء الفصل الأول بعنوان "أسباب انتقال العلماء النجديين إلى مكةالمكرمة"، وتضمن ثلاثة مباحث: المبحث الأول: الأسباب الدينية والعلمية. المبحث الثاني: الأسباب السياسية. المبحث الثالث: الأسباب الاقتصادية. أما الفصل الثاني فسلط الضوء على الصلات العلمية بين العلماء النجديين وعلماء مكةالمكرمة، واحتوى على ثلاثة مباحث: المبحث الأول: المناظرات العلمية. المبحث الثاني: الإجازات العلمية. المبحث الثالث: الرسائل العلمية. وتناول الفصل الثالث الوظائف التي تقلدها العلماء النجديون في مكة، عبر أربعة مباحث: المبحث الأول: القضاء. المبحث الثاني: الخطابة والإمامة. المبحث الثالث: التعليم. المبحث الرابع: الدعوة والإرشاد والحسبة. وفي الفصل الرابع والأخير، عرض الباحث إسهامات العلماء النجديين في الحياة العامة بمكةالمكرمة، من خلال أربعة مباحث: المبحث الأول: الحياة السياسية. المبحث الثاني: الحياة العلمية. المبحث الثالث: الحياة الاجتماعية. المبحث الرابع: الحياة الاقتصادية. أما الخاتمة فقد تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها الباحث، وأعقبها 51 ملحقًا توزعت على وثائق، وإجازات علمية، وصحف، وصور، وجداول. وضمت فهارس الرسالة تعريفًا بحوالي 228 علمًا، و83 مكانًا، بالإضافة إلى فهرس الموضوعات. وقد جاءت الرسالة في 416 ورقة تقريبًا، وتمت طباعتها ورقيًا عبر دار ملامح للنشر والتوزيع في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2025م. وذكر الباحث أن أول من وصل إلى مكة من العلماء النجديين خلال فترة البحث هو الشيخ عبدالله بن محمد بن صقيه (ت 1256ه / 1840م)، الذي جاور في مكة منذ عام 1254ه / 1838م حتى وفاته، وتُعد هذه المرحلة بداية فترة الدراسة، وقد رُتّب العلماء النجديون في الرسالة بحسب تواريخ وفاتهم بدءًا بالأقدم.