حين انطلقت رؤية المملكة 2030 لم تكن مجرد خطة تنموية، بل كانت شرارة انطلاق لطموح جديد وأمل يتجدد في قلب كل مواطن سعودي، آمن به ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - حين شبه همة السعوديين بجبل طويق حين قال: «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض»، من حينها وهذه المقولة أصبحت رمزا ملهما في مسيرة رؤية 2023، الرؤية التي أصبحت مشروعا لكل مواطن سعودي عمل بجد وإيمان لتحقيق هذه الرؤية الوطنية العظيمة وهذا الإيمان الذي ساعده في تجاوز العديد من المؤثرات الإقليمية والدولية التي كانت عثرات في تحقيق هذا الحلم الوطني الكبير. اليوم تقترب رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من إنهاء عقدها الأول مع الكثير من الإنجازات السابقة لوقتها حيث عرض التقرير السنوي لعام 2025 تقدما ملحوظا في تحقيق أهداف الرؤية الطموحة التي تسعى إلى بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن في صدارة دول العالم كما يليق به. فقد أكد التقرير أن المملكة تمضي بخطى ثابته نحو تحقيق تحول شامل ومستدام، مرتكزة في ذلك على التخطيط الاستراتيجي الدقيق والعمل المؤسسي الفعال والإدارة الوطنية الحازمة. اقتصاديا أظهر التقرير انخفاض ملحوظ في نسبة البطالة لدى السعوديين والتي حققت النسبة المستهدفة قبل أوانها، ونموا ملحوظا في نسبة الناتج المحلي ونموا أكبر في نسبة الإيرادات غير النفطية كنتيجة لنجاح برامج التنوع الاقتصادي التي تسعى إلى التقليل من الاعتماد على النفط كمصدر دخل أساسي للملكة العربية السعودية، كما أن تصاعد أصول صندوق الاستثمارات العامة يعكس قوة السياسات الاستثمارية وقدرتها على اقتناص الفرص المستقبلية كذلك ارتفاع قيمة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر يعد إشارة واضحة إلى الثقة العالمية المتزايدة بالاقتصاد السعودي. أما على المستوى الاجتماعي فقد حققت المملكة إنجازات بارزة في مجالات عدة، حيث شهد القطاع الثقافي والتاريخي إنجازا مهما بإدراج ثمانية مواقع سعودية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو مما يرسخ مكانة المملكة الثقافية على الساحة الدولية ومن ناحية أخرى شهد مجال التطوع ارتفاع في عدد المتطوعين مما يعكس الوعي المجتمعي وروح المشاركة الوطنية. كما لم تغفل الرؤية عن أهمية تفعيل دور المرأة في شتى المجالات، فرؤية 2030 لم تنظر للمرأة كرقم إضافي في سوق العمل بل رأت طاقة كامنة وإمكانات هائلة و مصدر نمو مهم للوطن فتم فتح الفرص لها وإزالة العوائق إعادة صياغة الأنظمة بما يضمن للمرأة ان تنهض بدورها بثقة و أمان، فدعم القيادة ووعي المجتمع وإرادة المرأة ستظل المرأة السعودية حجر أساس في كل بناء و صوتا حاضر في كل قرار وشريك اصيل في بناء مستقبل الوطن. إن ما تحقق اليوم هو شهادة على أن الطموح السعودي لا تحده حدود وأن الرؤية التي أطلقت قبل سنوات أصبحت واقعا ملموسا في كل ميدان ومع كل انجاز جديد نزداد عزيمة وإيمان بأن مستقبل المملكة سيكون أكثر إشراقا وازدهارا، إنها مشروع وطن يقوده الأمل ويعززه الإصرار ويزينه العزيمة التي لا تقبل التراجع فالمستقبل أمامنا، والطموح سلاحنا والسعودية بعزم شبابها وصلابة قيادتها قادرة على أن تصنع الفرق للعالم أجمع.