تيم لاب بلا حدود

يمكن للفن أن يعيدك طفلاً، تقفز وتلون وتدفع البالونات إلى السماء، هذه كانت تجربتي مع تيم لاب بلا حدود، المعرض الفني التفاعلي المقام في مبنى بديع في البلد جدة.
اتصلت بي ابنة أخي القادمة في إجازة قصيرة من بريطانيا حيث تدرس التخصص الدقيق في الجراحة هي وزوجها تصحبها طفلتاها الجميلتان، كان صوتها مملوءاً بالحماس لزيارة هذا المكان الذي سمعت عنه في اليابان حين ذهبت لزيارة زوجها قبل عامين حين كان يدرس جراحة زراعة الكبد هناك، أخبرتني أنهم حاولوا زيارة تيم لاب في اليابان، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، حيث كانت التذاكر مباعة لمدة أسابيع مقبلة، ولم تصدق أنهم أحضروه إلى جدة.
ذهبنا أنا وأختي وعائلة أخي بكاملها، هو وزوجته وبناته الثلاث وحفيداته وزوج ابنته. أذكر لكم هذه التفاصيل لأقول إننا كنا من أعمار مختلفة، كل الأعمار، وإننا جميعاً استمتعنا بنفس القدر، كانت تجربة رائعة.
لا أعرف كيف أصف المكان لكن سأحاول، مستعينة بتجربتي الشخصية وما يقوله الإنترنت.
أنشئ تيم لاب في 2001، نتيجة عمل مجموعة من الفنانين من مختلف التخصصات، فن، تصميم، جرافيك، رياضيات، هندسة وعمارة، كانت رؤيتهم أن دمج الفن مع العلم مع التكنولوجيا، سيمكن الزائر من اكتشاف عالم جديد من الأحاسيس، لأن الإنسان كي يفهم العالم فهو يقسمه إلى مجموعة من الأشياء مفصولة عن بعضها في دماغه، لذلك، يقوم تيم لاب بمساعدتنا على هدم هذه الفواصل داخلنا ومحاولة خلق إدراك جديد طويل وساحر ومستمر بأنفسنا والعالم من حولنا.
لا أعرف حقيقة إذا كان هذا ما شعرت به، أو أنه أثر عليّ بهذه الطريقة العميقة، ما أعرفه أن المكان كان ساحراً وكان خليطاً من فن ومتعة ولعب والأهم مشاركة العائلة في هذه الرحلة العجيبة، كنا نضحك ونرسم ونلعب ونكتشف. كنا نمرح.
المؤسس لهذا النوع التكاملي من الفنون تيم لاب كان الياباني تيشيوكي انوكو عام 1998، حين كان يدرس الهندسة، بدأ في العام 2001، لكنه لم يؤخذ بجدية في عالم الفن حتى دعاهم الفنان تاكاشي موراكامي للمشاركة في معرض مشهور في تايبيه، وبدأت شهرتهم من ذلك الوقت، وفي عام 2015 تمكنوا أخيراً من إقامة معرضهم في طوكيو حيث حضره أكثر من نصف مليون خلال خمسة أشهر.
أذكر تاريخهم الحديث جداً، كي أفتخر أن هذا المعرض المختلف والجديد من نوعه، موجود لدينا في جدة، معرض تفاعلي مهم، يستمتع به الجميع، وموجود في أهم مدن العالم، وهو موجود عندنا الآن.
بقي أن أشكر كل العاملين في المعرض، التنظيم، الاستقبال، الشرح، التعامل، كل شيء عبارة عن خدمة سبعة نجوم، ابتداء من مواقف السيارات والقولف كارت. شكراً