كل عام، ومع غروب شمس آخر يوم في رمضان، يترقب المسلمون حول العالم لحظة الإعلان عن قدوم عيد الفطر، وهي اللحظة التي تتداخل فيها مشاعر الفرح والحنين. في هذه اللحظات، ترتفع أصوات أغاني العيد، التي تشكل جزءًا أساسيًا من الاحتفال بهذه المناسبة، لتصبح أكثر من مجرد نغمات، بل هي جسر عاطفي يربطنا بأيام مضت ويعيد لنا ذكريات مفعمة بالسعادة. تظل الأغاني القديمة التي ترافق الأعياد باقية في ذاكرتنا، تحمل في طياتها مشاعرنا وارتباطنا العميق بتلك اللحظات. أغاني مثل «ومن العايدين ومن الفايزين» و»يا ليلة العيد آنستينا» لا تقتصر على كونها مجرد ألحان، بل هي ذاكرة جماعية تعيدنا إلى أوقات مليئة بالفرح، حيث كنا نسمعها في كل زاوية من أحيائنا، مع كل تجمع عائلي واحتفال صغير. هي أغانٍ تعيد لنا مشاعر العيد الأولى، عندما كانت أمهاتنا تتغنى بها أثناء تحضير الطعام، والأطفال يرددونها أثناء لعبهم في الأزقة، في جو من البساطة التي كانت تميز الأعياد. لكن هذه الأغاني تتجاوز مجرد كونها جزءًا من الطقوس الاحتفالية، فهي تحمل معاني أعمق وتبقى معلقه في قلوبنا على مر السنين. مع كل مرة تُسمع فيها، تُسترجع تلك اللحظات التي عشناها مع أحبائنا، تذوب فيها المسافات وتغمرنا مشاعر الحنين. كل لحن يُعيد إلى الذاكرة وجوها كانت تملأ البيوت ضحكا، ولحظات كانت تزينها ضيافة العيد. تلك الأغاني ترتبط بعمق بشخصياتنا، فهي جزء من هويتنا الثقافية، وحينما نستمع إليها، نجد أنفسنا نعود إلى الماضي بكل تفاصيله، نسترجع فرحة العيد كما كانت في أيام الطفولة، ونشعر بارتباطنا بأحبائنا، حتى وإن كانت المسافات قد تبعدنا عنهم الآن.