استهدفت الزوارق الحربية الاسرائيلية، شواطئ الزوايدة، ودير البلح، والنصيرات، بينما شهدت مناطق شمال القطاع سلسلة غارات «عنيفة»، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، وتدمير منازل وممتلكات. وقالت مصادر محلية إنه بعد مئتي يوم من العدوان الاسرائيلي، قصفت زوارق الاحتلال الحربية شواطئ منطقتي الزوايدة ودير البلح وسط قطاع غزة. كما أطلقت الزوارق الحربية الاسرائيلية قذائفها باتجاه شاطئ النصيرات وسط قطاع غزة. واستهدفت مدفعية الاحتلال شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما أغارت الطائرات الحربية على شارع الثلاثيني وسط مدينة غزة. وشهدت مناطق شمال غزة، ومدينة خان يونس جنوبي القطاع، سلسلة غارات عنيفة من طائرات الاحتلال. وكانت قوات الاحتلال قصفت، عدة مناطق في قطاع غزة، حيث أفاد مراسل «الرياض» بأن قوات الاحتلال توغلت في بلدة بيت حانون شمال القطاع، من عدة محاور وسط إطلاق نار، فيما قصفت مدفعيتها محيط مراكز الإيواء في شارع زمو بالبلدة. وكان جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة أعلن في بيان، ارتفاع حصيلة الجثث المكتشفة إلى 283، في مقبرة جماعية اكتشفت في مستشفى «ناصر» بمدينة خان يونس جنوب القطاع، الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي بعد انتهاكات واسعة. وقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم 201 على التوالي إلى 34183 شهيدًا، والجرحى إلى نحو 77143 جريحًا؛ معظم الضحايا هم من النساء والأطفال. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أن 32 فلسطينيًا استشهدوا خلال الساعات ال 24 الماضية وارتكب الاحتلال 3 مجازر في قطاع غزة. تدافع الآلاف للحصول على الطعام من ينج من القصف تلاحقه الأوبئة حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية والفتاكة في قطاع غزة، خاصة بين الفئات الهشة، جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية المتواصلة. وقال المرصد في بيان له: إن السكان يواجهون تهديدًا متزايدًا وسط الكارثة الصحية المتفاقمة بفعل استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي. وأبرز الأورومتوسطي، أنه بموازاة الهجمات العسكرية المتواصلة لجيش الاحتلال جوًا وبرًا وبحرًا، يلاحق الموت سكان قطاع غزة بفعل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بسبب المياه الملوثة، والاكتظاظ، وارتفاع درجات الحرارة، وانهيار النظام الصحي ومحدودية خدماته، بما في ذلك عزل المرضى لمنع الانتشار، وشح الأدوية ومستلزمات التعقيم، وانتشار وتراكم النفايات الصلبة في كافة أنحاء قطاع غزة. ونبه إلى أن كوارث صحية وبيئية آخذة بالتفاقم وبشكل متسارع نتيجة تواصل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المدمرة، ولها تداعيات خطيرة وكارثية على صحة السكان والبيئة العامة، محذرًا من أن الأطفال، خاصة المواليد الجدد، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، هم الأكثر تأثرًا بهذه الكارثة الصحية. وأشار الأورومتوسطي إلى أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه تدريجيًّا درجات الحرارة في قطاع غزة، وتتعطل غالبية خطوط أنابيب المياه الرئيسية، وتتضرر أنظمة الصرف الصحي على نطاق واسع، يحصل السكان على كميات مياه نظيفة أقل بكثير مما يحتاجون إليه، وغالبيتهم يضطرون إلى استخدام مياه ملوثة غير صالحة للشرب. ويرتبط الماء الملوث وتردي منظومة الصرف الصحي بانتشار أمراض مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والالتهاب الكبدي الوبائي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، والتي حذرت منذ أشهر من كارثة صحية وبيئية شاملة يواجهها سكان قطاع غزة. يأتي ذلك وسط أزمة نقص حادة في المياه الصالحة للشرب يشهدها قطاع غزة، على إثر توقف غالبية آبار المياه بسبب نفاد كميات الوقود وما لحق بمحطات التحلية من دمار وأضرار جسيمة، في وقت تتصاعد فيه الأزمة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب والاستهلاك.ووفق البيان؛ أدى نقص الوقود وسط أزمة انقطاع الكهرباء كليًّا إلى إغلاق محطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي، ما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية، إذ أن مياه الشرب الملوثة تنقل أمراض الإسهال والدوسنتاريا والتيفوئيد وشلل الأطفال. ومنذ بدء هجماتها العسكرية، أغلقت سلطات الاحتلال الأنابيب التي تمد غزة بالمياه وقطعت إمدادات الكهرباء والوقود. بموازاة ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي إن انهيار المنظومة الصحية وعدم توفر مستشفيات متكاملة في مدينة غزة وشمالها، والضغط الهائل على المستشفيات القليلة التي بقيت تعمل جنوب القطاع يهدد بارتفاع أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق. واستعرض الأورومتوسطي جوانب من التأثيرات الصحية والبيئية للحرب، مشيرًا إلى تراكم أكثر من 270 ألف طن من النفايات الصلبة في قطاع غزة، بحسب تقديرات الأممالمتحدة، والمنتشرة في التجمعات السكانية والطرقات والساحات والمستشفيات بما في ذلك النفايات الصحية، وذلك بسبب تدمير مرافق إدارة النفايات ونظام جمع ومعالجة النفايات في القطاع، وهو ما يشكل كارثة بيئية وصحية بحد ذاته، ويهدد بأن يكون مصدرًا آخر لانتشار أمراض وأوبئة، الأمر الذي بدأ يظهر بوضوح في مخيمات النزوح المكتظة، لاسيما في ظل تدمير الهياكل الأساسية لخدمات المياه والصرف الصحي. من ينج من القصف تلاحقه الأوبئة ففي مدينة غزة وحدها، يتجمع نحو 90 ألف طن من النفايات في الطرقات وفي محيط مراكز الإيواء بشكل كبير، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرقات جزئيًّا وكليًّا لتجميع النفايات وبعض المناطق الأخرى، إضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض الضارة المسببة للأمراض والأوبئة. وأشار الأورومتوسطي إلى أن وجود آلاف الجثامين في الطرقات وتحت أنقاض المنازل وتحللها، ونهشها من القطط والكلاب، يشكل عاملًا إضافيًّا لانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وتهديدها الصحة العامة والبيئة في قطاع غزة. ورصدت الجهات الصحية في قطاع غزة نحو مليون إصابة بأمراض معدية، دون أن تتوفر لديها الإمكانيات الطبية اللازمة لمعالجتها، بينهم آلاف المصابين بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي. ووفقًا لتحليل جديد شامل أصدرته مجموعة التغذية العالمية، فإن ما لا يقل عن 90 % من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ واحد أو أكثر. وأصيب 70 % بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفًا مقارنة بخط الأساس لعام 2022. ستة أشهر وصرخات الحرب لم تتوقف وذكر المرصد الأورومتوسطي أن عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية على المنازل وما خلفتها من عوادم ودخان إلى جانب ما ورد عن استخدام قنابل دخانية وفسفورية من شأنه مضاعفة التدمير الصحي والبيئي الخطير الحاصل منذ أشهر. وأشار إلى تسجيل عشرات آلاف الإصابات المتعلقة بالتحسسية التنفسية وأمراض الربو وحساسية الصدر الناجمة عن الأدخنة والغبار الناجم عن القصف والركام والقذائف. كما أبرز أن غياب برامج المكافحة للأوبئة والقوارض أدى إلى انتشارها بشكل مكثف، بما في ذلك في أماكن النزوح المزدحمة، فيما أن تمركز مئات آلاف النازحين في مناطق جغرافية ضيقة مثل رفح ومواصي خانيونس ودير البلح، وبعض أحياء شمال غزة، بما في ذلك مراكز الإيواء، أدى إلى تراكم أكوام من النفايات وخلق واقع بيئي وصحي أدى إلى انتشار الأمراض المعدية التي أصابت مئات الآلاف.