أمير الشرقية يرعى حفل الهيئة الملكية باليوبيل الذهبي وتدشينَ هويتها الجديدة.. اليوم

يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، مساء اليوم الأحد، حفل الهيئة الملكية للجبيل وينبع بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيسها وتدشين هويتها الجديدة، وذلك في مركز الملك عبدالله الحضاري بمدينة الجبيل الصناعية، بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء، والمعالي الوزراء، والسفراء، وقيادات المنظومة الصناعية، وشركائها.
وتحتفي الهيئة الملكية بمرور خمسين عاماً من الريادة في إنشاء وإدارة المدن التابعة لها، وهي مدينة الجبيل الصناعية، ومدينة ينبع الصناعية، ومدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، ومدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، إلى جانب تدشين هويتها الجديدة، إيذانا بدخول المرحلة القادمة من مسيرتها الناجحة.
ويتضمن الحفل استعراض الإنجازات البارزة التي حققتها الهيئة على مدار العقود الخمسة الماضية، كما سيتخلله العديد من الفقرات التي توضح التحولات الكبرى التي شهدتها مدن الهيئة ودورها الفعال في دفع عجلة التقدم والابتكار في المملكة.
وكانت الهيئة قد أطلقت حملة إعلامية احتفاء بيوبيلها الذهبي تحت شعار "المستقبل واقعنا"، استعرضت من خلالها الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها على مدى الخمسين عاماً الماضية، ورؤيتها للمستقبل بما يعزز مكانة المملكة على خارطة الصناعة العالمية وتطوير مجتمعات متكاملة تسودها الاستدامة والابتكار.
وبهذه المناسبة أشاد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، الرئيس الأسبق للهيئة الملكية للجبيل وينع، بما يجده القطاع الصناعي بالمملكة من دعم ومتابعة مستمرين من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز -حفظهما الله-.
وحول احتفال الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي تولى الأمير سعود رئاستها لأكثر من اثنين وعشرين عاماً، بيوبيلها الذهبي -مرور خمسين عاماً على إنشائها- قال الأمير سعود إن الهيئة حظيت وما زالت تحظى باهتمام كبير من القيادة منذ تأسيسيها في عهد الملك خالد -رحمه الله-، وشهدت قفزات نوعية وتطورا كبيرا في عهد الملكين فهد وعبدالله -رحمهما الله تعالى-.
مثمناً استمرار الرعاية الملكية للهيئة في هذا العهد الزاهر عهد مولاي خادم الحرمين الملك سلمان، وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد، حيث يوليانها جل اهتمامهما وجليل رعايتهما ما مكنها من تحقيق الكثير من المنجزات من حيث تطوير البنى التحتية واستقطاب المزيد من الاستثمارات وإحداث نقلات تنموية كبرى في مدنها الأربع الجبيل وينبع ورأس الخير وجازان.
ونوه الأمير سعود بن ثنيان بجهود القائمين على الهيئة بوجه خاص وقطاعي الطاقة والصناعة بوجه عام ومتمنيا لهم التوفيق والسداد.
واختتم سمو الأمير سعود حديثه مبتهلاً إلى الله أن يحفظ قائد المسيرة الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين وأن يديم على بلادنا الأمن والأمان والعزة والسؤدد.
وأوجزت الهيئة الملكية للجبيل وينبع قصتها بأنها الجهة المسؤولة عن تطوير وإدارة مدن صناعة البتروكيميائيات والصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة في المملكة العربية السعودية، وتأسست بموجب مرسوم ملكي في عام 1975م، وتُعد أولى الهيئات الملكية التي أنشئت في المملكة. وتتميز الهيئة الملكية للجبيل وينبع بكيانها الصناعي الاستثماري، وتتمتع باستقلال إداري وميزانية مستقلة، ويرأس مجلس إدارتها وزير الصناعة والثروة المعدنية.
وكان للمجد امتداد في عام 2009م، حين صدر قرار مجلس الوزراء بقيام الهيئة الملكية للجبيل وينبع بإدارة وتطوير منطقة رأس الخير على نمط مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين. وفي عام 2015م، صدر الأمر السامي "بتكليف الهيئة الملكية بإدارة وتشغيل مدينة جازان الاقتصادية، التي تم تعديل اسمها لاحقاً في عام 2017م لتكون "مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية". وفي عام 2023م أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق أربع مناطق اقتصادية خاصة بمواقع استراتيجية من بينها جازان ورأس الخير.
وقامت الهيئة الملكية للجبيل وينبع في عام 2018م بتأسيس شركة الجبيل وينبع لخدمات المدن الصناعية "جبين" لرفع القدرة التنافسية لمدن الهيئة من خلال تعزيز كفاءة الخدمات والبنى التحتية، ومنح القطاع الخاص فرصًا إضافية للاستثمار في مجالات الإنشاء والإسكان والخدمات اللوجستية، إضافة إلى مجالي النقل والطاقة والصناعات التحويلية. كما أسست الهيئة الملكية في عام 2021م، شركة "رقيم" كذراع تقني وممكن رقمي لدعم وتمكين المستثمرين الصناعيين من التحول الرقمي.
ومن الجدير بالذكر أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع أسست البنية التحتية للمياه والكهرباء بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، وذلك بإنشاء محطة كهرباء بينبع ومنشآت لتبريد مياه البحر ومحطات للتحلية ومعالجة مياه الصرف. وفي عام 1418، اقترحت الهيئة الملكية للجبيل وينبع خصخصة هذه المنشآت وتقديم الخدمات عن طريق شركة لهذا الغرض. وفي عام 1420ه صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بتأسيس شركة مرافق، تلا ذلك تحويل جميع المشاريع الخدمية المدارة من قبل الهيئة الملكية إلى الشركة وذلك بهدف ضمان استمرارية تقديم الخدمات بالمدن الصناعية التابعة للهيئة الملكية (الكهرباء والمياه) للمستفيدين بهذه المدن وبوجه خاص القطاع الصناعي، وتخفيف الأعباء المالية على الدولة فيما يتعلق بهذه الخدمات.
وفي مدن الهيئة الملكية تتكامل الأنشطة وتجود الحياة وتقفز مؤشرات الإنجاز عالياً عبر ما تقدمه من خدمات تشغيلية يتطلب تنفيذها في المدن الأخرى تدخل ما يزيد على العشرين جهازاً حكومياً تقوم به وحدها بسلاسة استثنائية وديناميكية لا تضاهى! فكان هذا مصدراً لتميزها وبريقها الذي بات يزداد سطوعاً منذ 1975م وحتى بلوغها الخمسين؛ فاكتست اليوم من البريق ذهباً ومن السطوع ألَقاً.
مدن الهيئة الملكية
وتقع مدينة الجبيل الصناعية على ساحل الخليج العربي في الشرق من المملكة العربية السعودية. وتبعد عن الدمام شمالًا قرابة 100 كم. تقع عليها الممرّات البحريّة الخليجية والدولية، ومصادر الطاقة بالإضافة إلى المواد الخام التي تُستخدم في الصناعات البتروكيماويّة وصناعات التكرير، أسست لتحقيق نهضة صناعية ومدنية، عبر التجهيزات المتطورة، التي تعمل دون توقف أو عجز في الطاقة والإمداد في أي من مرافقها، وتؤمن متطلبات الإسكان في مستوى معيشي عصري، وتستقطب الكفاءات الوطنية اللازمة للتشغيل والصيانة.
وتقع مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية إلى الشمال من مدينة الجبيل الصناعية بنحو 60 كم على ساحل الخليج العربي، ويوجد بها عدد من مصانع الفوسفات والألمنيوم والمرافق الضرورية لأعمال الإنتاج والتجهيزات الأساسية اللازمة، ومن المنتظر أن تضم مدينة رأس الخير أكبر المجمعات الصناعية التعدينية المتكاملة في العالم
أما مدينة ينبع الصناعية تقع على بعد 350 كم شمال غرب مدينة جدة، ويوجد بها أكبر ميناء لتصدير النفط على ساحل البحر الأحمر وأكبر محطة مناولة للسوائل البترولية والكيميائية، وتمتاز بقربها من قناة السويس، ودول شمال أفريقيا كونها منفذًا للأسواق الأوروبية، وتوسطها المسافة بين أميركا والشرق الأقصى.
وبالنسبة لمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، فتبعد نحو 70 كم عن مدينة جازان، وتمتاز بموقعها على شاطئ البحر الأحمر، وتمركزها في نقطة جغرافية بين عدد من مناطق المملكة الجنوبية الغنية بالموارد الطبيعية، وتضم أول ميناء تقوم الهيئة الملكية بالإشراف المباشر على تشغيله ضمن المدن الصناعية التابعة لها، الأمر الذي يعد ميزة تكاملية لتقديم خدمات لوجستية متكاملة بالمدينة. وتبلغ الطاقة التصميمية للميناء مليون حاوية في السنة لرصيف الحاويات بطول 540 مترًا، ورصيف البضائع العامة بطول 190 مترًا بطاقة استيعابية 2,5 مليون طن سنوياً، ورصيف المواد السائبة بطول 350 مترًا.وربطت الهيئة الملكية للجبيل وينبع التكامل الصناعي الناجح، الرأسي والأفقي الفريد من نوعه في مدنها الصناعية الجبيل، وينبع، ورأس الخير للتعدين، وجازان للصناعات الأساسية والتحويلية، بالتميز التشغيلي لكافة قطاعات الصناعة بدء من المنبع لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز، مروراً بالمنبع الوسيطة للمعالجة والتخزين والنقل والتسويق للنفط والغاز، وانتقالاً للمصب للتكرير والكيميائيات، وانتهاء بالتحويلية والمنتجات النهائية، في ترابط صناعي وثيق ومناخ استثماري خصب معزز بسلاسل الإمدادات والتوريد ووفرة وتبادل اللقيم والتي أظهرت جميعها أداء تشغيليا قويا أهل المملكة للمرتبة 26 بين الدول الأكثر تنافسية في العالم لعام 2019.
استثمارات صناعية غير مسبوقة
وتتنوع مجالات الاستثمار الصناعي في المدن التابعة للهيئة وتشمل الصناعات البتروكيميائية، والمواد الكيميائية المتخصصة، وصناعات البلاستيك والإطارات، وقطع غيار محطات تحلية المياه، وقطع غيار المحركات والقطع الكهربائية، ومجالات الطاقة المتجددة، والمطاط، والأجهزة والمعدات، والأغذية، وصناعات الصلب الثقيل والخفيف، ومجالات التخلص من النفايات وإعادة تدويرها. كما تتنوع مجالات الاستثمار التجاري حيث تشمل المجمعات والمراكز التجارية، وأحياء العمال، والمجمعات السكنية المغلقة، والمباني الإدارية، ومحطات الوقود، والفنادق والشقق الفندقية، والعمائر السكنية، والمدارس الخاصة، وروضات الأطفال، والبنوك والخدمات المصرفية، والمراكز الطبية من مستشفيات وعيادات وصيدليات، إضافة إلى النوادي الرياضية والمراكز الترفيهية والمطاعم.
وبفضل هذه الاستثمارات الضخمة غدت الهيئة الملكية واحدا من الأذرع الاقتصادية في المملكة، حيث بلغت حصة المدن التابعة لها من إجمالي الاستثمارات الأجنبية الواردة للمملكة 37 %، لتساهم بنسبة 12 % من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، و65 % من إجمالي ناتجها الصناعي و71 % من إجمالي صادراتها الصناعية، لتكون بذلك الخيار الأفضل للمستثمرين في صناعة البتروكيميائيات والصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة والمساهم الرئيس للنمو بالمملكة.
دعم القيادة الرشيدة غير المحدود
ويكمن سر هذا النجاح في دعم القيادة الرشيدة غير المحدود الذي تلقته الهيئة الملكية منذ إنشائها. فقد منحها مرسوم التأسيس الصادر في 1977م الاستقلالية الإدارية والمالية لبناء وتشغيل مدينتين صناعيتين في كل من الجبيل وينبع وفق أعلى المعايير العالمية بأسلوب إداري فريد من نوعه في المملكة والمنطقة العربية، حيث تعمل الهيئة الملكية وفقا لمفهوم الإدارة الشاملة عبر تسع قطاعات، وهي:(التخطيط الشامل، والتجهيزات الأساسية، والتشغيل والصيانة، وتشجيع الاستثمار، والأمن والسلامة، والصحة وخدمة المجتمع، والتعليم، وتأهيل القوى العاملة، وحماية البيئة).
ولقد بدأ العمل الفعلي على أرض الميدان عام 1397ه عندما وضع جلالة الملك خالد -رحمه الله- حجر الأساس لمدينة الجبيل الصناعية وبعدها بسنتين وضع حجر الأساس لمدينة ينبع الصناعية، وأسند مهمة المتابعة والإشراف لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- حينما كان ولياً للعهد آنذاك الذي ترأس وقاد مجلس إدارة الهيئة الملكية عن كثب. وفي الفترة الواقعة بين عامي 1419-1430ه كانت الهيئة الملكية للجبيل وينبع والمدن التابعة لها على موعد مع مرحلة جديدة في تاريخها، كانت السمة الرئيسة لها الرعاية الشخصية والاهتمام المباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- إبان ولايته للعهد وبعد تسلمه مقاليد الحكم، وشهدت الهيئة الملكية خلالها انطلاق مشاريع الجبيل2 وينبع2 لاستيعاب الاستثمارات المتزايدة في مدنها. وقد تفضل الملك عبدالله -رحمه الله- بوضع حجر الأساس للجبيل2 في 1425ه وحجر الأساس لينبع2 في 1426ه. كما تشرفت الهيئة الملكية في 1430ه بتكليفها بإدارة وتشغيل مدينة رأس الخير لتوفير الخدمات لصناعات التعدين والصناعات الأخرى على نمط مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين.
مباركة الملك سلمان
إلا إن ذروة الهيمنة السعودية الصناعية العالمية بلغت أوجها بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي غير المشهد الاستثماري الصناعي برمته حتى صدرت أوامره -يحفظه الله- في 1436ه بتكليف الهيئة الملكية بإدارة وتشغيل مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية لتصبح المدينة الصناعية الرابعة التابعة لها. وقد بدأت الهيئة الملكية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز فصلاً تاريخياً جديداً في مسيرتها الناجحة، حيث تفضل -حفظه الله- في 1438ه بوضع حجر الأساس وتدشين جملة من المشاريع في مدينة الجبيل الصناعية بأرقام ضخمة جدا فاقت استثماراتها 216 مليار ريال، وتفضله -حفظه الله- بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي للجبيل الصناعية الذي من المنتظر أن يصبح مركزاً إقليمياً للجزء الشمالي من المنطقة الشرقية، إضافة إلى تدشين مشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في مدينة رأس الخير الصناعية ليضع المدينة على خارطة المنظومة الإنتاجية المتكاملة لاقتصاد الوطن. وفي وقت تجاوزت الاستثمارات في مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع 1.3 ترليون ريال.
الأمير سعود بن نايف
الأمير سعود بن ثنيان
الهيئة الملكية للجبيل وينبع تنجح في بناء أكبر المدن الصناعية النموذجية في العالم