بحث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أمس الثلاثاء، إلى إقليم كردستان العراق تداعيات القصف الإيراني على محافظة أربيل. وقالت مصادر أمنية عراقية إنه «بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، بعث مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى أربيل على رأس وفد أمني رفيع، للوقوف على تداعيات القصف الإيراني الأخير الذي استهدف المحافظة» . وكان القائد العام للقوات المسلحة العراقية شكل لجنة للتحقيق في حادثة القصف الإيراني على أربيل برئاسة الأعرجي وعضوية وزير داخلية إقليم كردستان وممثلين عن جهاز المخابرات العراقية وقيادة العمليات المشتركة ووزارة الدفاع بغرض جمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دولياً وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة وعرض التوصيات للقائد العام للقوات المسلحة خلال 48 ساعة. وندد الأعرجي بالادعاء «الباطل وغير الصحيح» بشأن وجود «مقر للموساد الإسرائيلي» في أربيل، بعد تفقده المنزل الذي استهدف بقصف صاروخي إيراني في إقليم كردستان العراق. وقال الأعرجي لقناة «كردستان 24» المحلية «تجولنا في كل زاوية من هذا البيت وكل شي يدل على أنه بيت عائلي... وبالتالي هذا الادعاء باطل وغير صحيح». وأدان الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد قصف إيران مدينة أربيل، معتبرا أنه انتهاك للسيادة العراقية. وغرد الرئيس العراقي في منشور عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا):»ندين بشدة القصف الذي يُعد انتهاكا للسيادة العراقية ويعمل على تقويض الأمن والاستقرار في البلد». وقال: «حسم المسائل يكون عبر الحوار البناء المشترك لا من خلال الهجمات العسكرية التي تهدد استقرار العراق بل وكل المنطقة التي تشهد توترات ينبغي العمل على خفضها». وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، أنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج. رشيد يصفه بالعدوان وبارزاني يطالب بتدخل دولي وذكرت الوزارة في بيان صحفي، أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن «رئيس دائرة الدول المجاورة وكالةً محمد رضا الحسيني قام بتسليم مذكرة احتجاج إلى القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي». وأضاف البيان: «تضمنت المذكرة إدانة جمهورية العراق واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرض له عدد من المناطق في أربيل، وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة». وأكدت الوزارة: «هذا الاعتداء انتهاك صارخ لسيادة جمهورية العراق، ويتعارض بشدة مع مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي ويهدد أمن المنطقة»، مؤكدة أنها «ستتخذ كافّة الإجراءات القانونية» بما فيها «تقديم شكوى إلى مجلس الأمن» الدولي. كما أعلنت تشكيل لجنة تحقيق لإطلاع «الرأي العام العراقي والدولي على الحقائق وإثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة». كما استدعت بغداد سفيرها في طهران للتشاور وندّدت بضربات إيرانية بصواريخ بالستية استهدفت إقليم كردستان العراق وسورية المجاورة، وضعتها الجمهورية الإيرانية في إطار «الحق المشروع» في الدفاع عن أمنها بعد هجمات طالتها في الآونة الأخيرة. وتأتي هذه الضربات في سياق متوتر في الشرق الأوسط على خلفية الحرب في غزة ومخاوف من اتساعها الى نزاع إقليمي شامل. وأعلن الحرس الثوري ليل الإثنين الثلاثاء أنه استهدف بصواريخ بالستية بما وصفه «مقرات تجسس وتجمع الجماعات المناهضة لإيران في المنطقة»، وانه دمر «مقر لجهاز الموساد الصهيوني» في إقليم كردستان، وتجمعات لتنظيم داعش في سورية. وندّد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني ب»هذه الجريمة ضد الشعب الكردي». ودعا الحكومة الاتحادية إلى اتّخاذ «موقف صارم ضدّ هذا الانتهاك للسيادة العراقية»، مطالباً أيضاً المجتمع الدولي «وضع حدّ لهذه الهجمات على شعب كردستان الأبرياء». وسبق للحرس الثوري قصف أربيل بصواريخ بالستية في مارس 2022، مشيرا في حينه لاستهداف «مقر» لجهاز الموساد. ونفت سلطات الإقليم يومها تواجد الاستخبارات الإسرائيلية على أراضيها. وندّدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون ب»سلسلة ضربات متهوّرة وغير دقيقة»، مؤكّدة أنّه «لم يتمّ استهداف أيّ طواقم أو منشآت أميركية» في كردستان. وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنّ «الولاياتالمتحدة تدين بشدّة الهجمات»، مضيفا «نحن نعارض الضربات الإيرانية الصاروخية المتهوّرة التي تقوّض استقرار العراق». ودانت بعثة الأممالمتحدة في العراق (يونامي) «بشدة» الضربات الإيرانية. وشددت عبر «إكس» على «ضرورة أن تتوقف الهجمات التي تنتهك سيادة العراق وسلامة أراضيه من قبل أي جانب». ويواجه العراق التوترات الإقليمية التي هزت الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث تعرضت عدد من القواعد العسكرية على أراضيه حيث تتواجد قوات أميركية أو من التحالف الدولي لمكافحة داعش والجماعات المسلحة، لهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ. إيران تضرب موقعاً في شمالي العراق بالصواريخ الباليستية