بخطوات تملؤها البهجة والسرور، تنقّلَ زوار «مهرجان شارع السويلم الثقافي» وسط ذكريات طفولتهم، عبر التقسيمات التي نفذتها وزارة الثقافة في «حديقة الفوطة» بالرياض والتي ربطت الماضي الجميل بأمل الحاضر، ليتبادل الآباء والأمهات حكايات ألعابهم الشعبية والإلكترونية مع أطفالهم. وساهم التصميم الإبداعي للمهرجان الذي انطلق الجمعة (17 نوفمبر) ويستمر على مدى تسعة أيام، في توفير رحلة عبر آلة الزمن، أقلعت من بوابة الدخول التي شُيدت على شكل شريط لفيلمٍ سينمائي، لتأذن للزوار بالتنقل من حقبة زمنية إلى أخرى، ابتدأ من «الخمسينات» بما فيها من حكايات عالمية تحولت إلى أعمال تلفزيونية وكرتونية ومنها حكاية «أليس في بلاد العجائب» التي أنتجت كفيلم كرتوني عام 1951م، ولعبة النط على الحبل، والمشاركة في صناعة الدمى والهاتف التقليدي باستخدام الأكواب الورقية وربطها بخيط رفيع. لينتقلوا بعدها إلى حقبة «الستينات» وما تضمنته من ألعاب تصدرت في تلك الحقبة المشهد الشعبي، ومنها، «الدنانة» التي صنعت قديماً من خلال المواد البسيطة المتوفرة لدى العائلات، وهي عبارة عن إطار لدراجة يتم دحرجته باستخدام عصا، فيما تنافس آخرون في اللعبة الشعبية «الكيرم»، وتفرغن البنات لتجربة صناعة تاج الأزهار، واستمتع الصغار باللعب بالكرات البلورية الصغيرة المعروفة ب»المصاقيل»، واكتسب آخرون خبرات عملية ثرية من خلال تجربة صناعة بعض الأواني الفخارية. وحفلت حقبة «السبعينات» بالعديد من الأنشطة والتفعيلات العملية، عبر شاشات وذكريات المسلسلات الكرتونية التي كان الأطفال ينتظرونها يومياً بفارغ الصبر، ومنها: جزيرة الكنز، وغراندايزر، وساسوكي، وفلونة، وهايدي، وسندباد. وتفاعل الأطفال مع مجسمات الشخصيات الكرتونية في قسم حقبة «الثمانينات»، خصوصاً السنافر ومنزلهم المميز بشكل فطر الغابة، و»توم سوير» المعروف بمغامرته، كما استمتع الأطفال بألعاب الفيديو التي صدرت في تلك الفترة ومنها: لعبة «باك مان»، فيما جرب البعض ألعاب شعبية أخرى منها «الطقطيقة» التي تحتاج لمهارة ودقة عالية من الأطفال ليتمكنوا من ضرب كرتين مربوطتين ببعض من خلال تحريكهما بطريقة خاصة، ولعبة «الخطة» التي يقفز من خلالها الأطفال برجل واحدة ضمن خطوط يتم رسمها على الأرض، وتأملت الأسر الزائرة الركن الخاص بإبداع البرنامج التلفزيوني الاجتماعي «سلامتك» وما كان يقدمه من رسائل تثقيفية بروح سعودية للأسر بكافة فئاتهم العمرية. وتصدرت قناة «سبيس تون» تفعيلات حقبة «التسعينات»، حيث اجتمع الأطفال على المسرح الخاص بالقناة، لينشدوا ويغنوا مجموعة من أبرز أغاني شارات المسلسلات الكرتونية في تلك الحقبة الثرية بالأعمال المميزة، كما عاش الأطفال وذويهم أجواء ممتعة مع أبرز الشخصيات الكرتونية والتلفزيونية المعروفة التي قَدمت عروضاً مسرحية منوعة، منها مغامرات السنافر، وبابا فرحان. وحاكت حقبة «الألفية» التطور التكنولوجي للألعاب الإلكترونية، وهو ما غيب بنسبة كبيرة جانب الألعاب الشعبية والحركية، بعد انغماس الأطفال في العوالم الافتراضية. يذكر أن وزارة الثقافة تسعى من خلال «مهرجان شارع السويلم الثقافي» لتقديم تجربة استثنائية من خلال إعادة إحياء القيمة التاريخية والثقافية لشارع السويلم الذي يمثل وجهة عريقة لألعاب الأطفال. المهرجان شكّل وجهة عريقة لألعاب الأطفال عبدالله بن سعدون