سفر جميل ورشيق في ثنايا رحاب الحرف الذي لا يخفت بريقه، يأتي بوجهه المشرق ليسعد القلوب بالجمال، فهناك العديد من الكُتُب ترى وأنت تغرق في بحر قراءتها ما بين المدِّ والجزر أن عنوان الكتاب كان معبراً تماماً عن مضمونه، يشعل جذوة الفكر، مبلوراً ما احتوت صفحاته وهذا الوصف ينطبق على كتاب: «المرأة والواقع المهني» للكاتبة أ. منال الخميسي، والذي لامس احتياجات المرأة العاملة. فكرة الكتاب لكل كتاب قصة، تبدأ من فكرة في مخيلة المؤلف حتى تنتهي، وعن فكرة الإصدار تقول المؤلفة: أضع بين أيديكم جهدي المتواضع، الذي يدور حول موضوع عمل المرأة، وما تواجهه من صعوبات، سواء كانت أسرية أو مهنية أو اقتصادية أو اجتماعية. إن الدافع الأساسي للخوض في هذا الموضوع هو إحساسي الفعلي بكل امرأة عاملة، وخاصةً إن كانت زوجة وأمًّا يُطلب منها يومياً ممارسة عدة مهام وواجبات أساسية (مهام الأمومة ومهام وظيفية وأسرية واجتماعية). المرأة الموظفة هي إنسانة قوية طموحة، ذكية، قادرة على إنجاز المهام الكثيرة في وقت واحد، هي امرأة صامدة تتحدى المستحيل، وعلى الرغم من كافة العقبات التي أمامها إلا أنها أثبتت للعالم أجمع انضباطها، ودقتها وكفاءتها المهنية، وذلك لا يعني عدم حاجتها لمساندة من حولها وتجاهل المجتمع لها وعدم الالتفات لظروفها، فمن واجب مجتمع العمل والقطاعات المهنية المختلفة تجاه تلك المرأة الموظفة سن قوانين خاصة تلائمها وتهيئة بيئة عمل مناسبة ومريحة لتحقيق الجودة والكفاءة المهنية، ومن واجب الأسرة «الزوج والأبناء» مساعدتها في تحمل الأعباء المنزلية، والتخفيف عنها من الضغوطات الداخلية والخارجية. وقد حاول الكتاب الاقتراب من المرأة العاملة والدخول إلى عالمها الأسري الداخلي؛ في محاولة لملامسة كافة الجوانب التي تعيشها المرأة وتسليط الضوء على الضغوطات النفسية والجسدية والاجتماعية ووضع الحلول لتجاوزها. وواصل الكتاب الانتقال إلى مكان عمل المرأة وما يزخر به من معوقات تنظيمية ومهنية كضغوط العمل العبء الوظيفي العلاقات في العمل، بيئة العمل ومدى ملاءمتها، أو من ناحية المسؤولين ومدى تقديرهم لظروفها، بالإضافة لمهام العمل وجودته وكفاءته. ولم يغفل الكتاب الجانب الذاتي للمرأة، حيث تناول المعوقات الذاتية المرتبطة بالمرأة نفسها من ناحية مدى ثقتها بنفسها وقدرتها على إدارة وقتها بطريقة صحيحة، والتكيف مع الأوضاع الداخلية والخارجية في حياتها. ثم انتقل الكتاب إلى وضع مجموعة من المقترحات والحلول لتجاوز تلك العقبات مما يساعد المرأة العاملة على القيام بأدوارها الأسرية والوظيفية على أكمل وجه، وبدقة وكفاءة عالية، في بيئة مريحة ومهيئة لامتصاص أي ضغوطات، سواءً كانت أسرية أم تنظيمية أم ذاتية. ومن الملاحظ تعدد الدراسات حول تأثير عمل المرأة على الأسرة، بينما لا تتوفر دراسات كافية حول المعوقات والصعوبات التي تؤثر على الأداء المهني للأم العاملة، والتي ربما عاد بعضها إلى أسباب أسرية أو مهنية تحكم عمل المرأة في المملكة العربية السعودية.