تجربة السعوديين غير المسبوقة، في إكرام موتاهم ومشاركة أهاليهم المصاب والحزن، من نقل جثامين المتوفين، من المستشفيات بسيارات مجهزة، إلى مراكز خدمات عصرية ومجانية لغسيل وتكفين الموتى، في غرف بمواصفات وآليات مبتكرة، وفق علم شرعي، وتوفير صالة استقبال وغرف لأهل المتوفى، مع تقديم الضيافة لهم، وتوثيق إجراءات الدفن حاسوبيا، وصولاً إلى نقل المشيعين إلى المسجد الحرام ثم إلى المقبرة، تتكئ على تجربة عميقة، دفعت حجاج من قارات العالم، من رجال أعمال ومسؤولين في مؤسسات اجتماعية وخيرية، إلى التقدم بطلبات تطبيق الفكرة في بلدانهم للاستفادة منها، ورفع المعاناة في تجهيز ونقل المتوفين. وأبلغ "الرياض" الدكتور ممدوح الفرحان رئيس مجلس إدارة جمعية المهاجرين لإكرام الموتى بمكةالمكرمة، أن المغسلة التي تأسست عام 1424ه بأم القرى تلقت طلبات 11 دولة لتطبيق تجربة الخدمات التي تقدمها للمواطن والمقيم والحاج والمعتمر، ومن بين تلك الدول فرنسا وإيطاليا ومصر والسودان والأردن وإندونيسيا، إضافة إلى بلجيكا التي طبقت الفكرة بتأسيس ثلاث مغاسل كبرى لإكرام الموتى المسلمين هناك. وأوضح الفرحان أن الجمعية وفقت في تجهيز ودفن 125 ألف جنازة منذ تأسيسها في عام 1424ه فيما يتم خدمة ما بين 730 إلى 750 جنازة شهرياً، مؤكداً على أن التهافت الخارجي لتطبيق الفكرة من ثمار العناية الفائقة التي يلقاها القطاع الخيري من ولاة الأمر ومؤسسات الدولة وأبناء هذه البلاد المباركة.