الشاعر هو صاحب القصيدة، محدد ومعين ومسؤول عن قوله وعليه كل تبعاته، والمتلقي غير محدد ولا مسؤول من قبل المجتمع عن تلقيه، وعليه فالمنتفع والمتضرر هو الشاعر. ما يقوله الشاعر من عبارات ومعاني وأسلوب ومضامين؛ مثل ما أنها حقه وإنتاجه لكنها في الوقت نفسه محسوبة له فيفتخر بتجويدها والأسلوب والإبداع والبراعة وتوظيف الموهبة والثقافة لصالحه، وفي الوقت نفسه ما يقوله محسوب عليه أيضا، إن عكس الاتجاه الإيجابي ليتحول إلى هدم لكل ما سبق حتى وإن كان ذلك من باب التسلية والمزاح والظرافة. مع الوقت تخفي المناسبات والظروف التي قيل فيها الشعر ويبقي النص يطبق عليه ظروف وأعراف أخرى، فيظهر غير لائق عندما يجرد من ظروفه ومناسباته الفعلية التي قيل فيها، إذ إن لكل قول مضمون ومناسبة لا تنفك عن بعض. وكمثال سريع فإن شعر الرد أو القلطة، قد تأخذ الشاعر نشوة انتصار وتفوق وغلبة فينسى أو يغفل وينساق وراء ذلك، ثم تكون مشاركته في سيرته الشعرية إما له فيشاد به أو عليه ويكون العكس ومن أكثر من شيء عرف به، وأما شحن الجمهور وتصفيقه فغير مسؤول عنها، وأما التبعات فعلى الشاعر. وللخبرات الطويلة في مسيرة الشاعر أثرها إذا تنبه وصار إلى الإيجابية أقرب وعليها أحرص، وقاوم النشوة الجارفة وحسب للحصاد المستقبلي حسابا. والشعراء كل اشتهر بصفة اختص بها شعره أو غلبت عليه، أو ميل إلى غرض أكثر من غيره، فمنهم من تميز بالحكمة واصطبغت أشعاره بها ومنهم من انصهر في المجتمع إحساسه وشعوره وأحبه وأحبوه. وللحالة التي وجد الشاعر مكانته فيها وسط مجتمعه أثرها في ميوله التي قد ينساق وراءها مغرما لا مرغما لأن الشهرة أحيانا شهية التناول صعبة المفارقة. يقول الشاعر عبدالله بن زويبن الحربي: يامل عينٍ لها يومين زعلانه ومن الزعل نومها ماهي بّاغيته من كلمة يوم جتني مالها خانة مدري لها قصد وإلا بس تفويتة ياليت بعض الاوادم يقطع لسانه الخبل يزعجك مير إن جاك وإن جيته الخبل لا تنشده لو هو عن اخوانه لا تنشد الخبل ثم تدق ساقيته واللي ورى التايهة يغويه شيطانه ويجنب اللازمة لو جات ناصيته لادناة حاجة يجيك يشيل محجانه أشجع من الكلب عند أطناب راعيته خله لعل الكوارث بين حجانه ويطيح في واحد ويفش عافيته ويقول الشاعر مشعل بن ساير: أنا واثق ان مافيه عقده بلا حلّال ولا فيه وجهٍ لاهب القيظ ما مرّه ولا فيه في الدنيا على الحال يبقى حال يدور الفلك وتجيك الأيام مفترّة فلا تضعف اليا جات بعض السنين هزال وجيبك على مافي كنين الحشى زرّه تجمّل بصمتك والبس الصبر لبس عقال وتمطر سماك وتصبح الروح مسترّة ويقول الشاعر عبدالله الطلحي: أنا لي ثلاث أيام واليوم رابع يوم وأنا بين تفكيرٍ مشوش وخاطر عمس وفي كل يوم تزيد فوق الهموم هموم أعاني هموم اليوم وأقول ياهون أمس ولو تنشدوني جبت غير العلوم علوم لو إن الحقيقة واضحة مثل نور الشمس حدتني مراعاة الخواطر وخوف اللوم اكسر حسابي لين عشري تعود خمس ويقول الشاعر فهد إبراهيم المفرج: لا ضاقت الدنيا والأصحاب خلوك سِج القِدَم في واسعات الفيافي وْلا جيت لك شِعبٍ من السيل مدكوك تضرب على جاله هبوب السوافي فاجمع حطبك وْشِب ضوك وأنا أخوك و ارك الدِلال وجعلها لك عوافي وزرار ثوبك لو تخليه مفكوك أخير لك من صكّتِه يا السنافي يومٍ تضاَيق فيه ماهوب مبروك سيّر وتلقى لك ربوع وملافي اضحك وباب الرِزق ماهو بمصكوك رزقٍ قِسَمه الله بياتيك وافي ولا تهوجس في مشاريع وبنوك وسَهم العقارية وسهم المصافي مافات راح وْما بقى منك متروك لا تحسب إن جَوك على طول صافي العمر مرة ما بها ظن وشكوك وإليا إنتهى مافيه شَوطٍ إضافي مادامت الدنيا لحِكام وملوك أقفت بهم شِهب السنين العجافي لا تجازي المخطين بالمِثل لا أوذوك ابعد بخير، وسِتر الأجواد ضافي دربٍ تجيه اليوم لا تزرعه شوك يمكن تجي له بعد يومين حافي ويقول الشاعر جري بن عبيد: علم اللي يجهل الطيب لا يفتح فمه لا يحسب إن المراجل كلامً يسرده حي راسً ما ارتخى بالشدايد محزمه ومن نصاه بعسر الأيام يبشر بسعده مع مسار الطيب ثابت ولازل قدمه وارثً طيبه وربى على الطيب ولده نعرف أن الطيب يستاهله من قدمه ومن زرع حب الردى مجبر إنه يحصده ويقول الشاعر محسن حمود المداريه السبيعي: غرس العمر تسبيح في تالي الليل وصلاة واستغفار والنَّاس هجعاء هذا حصيل مدوّرين المحاصيل وعلاج للّي من شقى الذّنب وجعاء وسود الليالي مقفيات ومقابيل ولا اقفت بنا معاد للعمر رجعاء إلحق على عمرك وزد بالتراتيل خل الكسالى يستميتون ضجعاء عبدالله بن زويبن مشعل بن ساير ناصر الحميضي خبرات الشاعر تنبه إلى الإيجابية شاعر القلطة قد تأخذه النشوة الانتصار فيسقط