أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أن المؤسس الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- واجه التطرّف والغلو بمنهج الوسطية والاعتدال، واستمر في قيادة مسيرة هذه البلاد بما يتفق مع الشريعة الإسلامية والكتاب والسنّة. جاء ذلك، خلال الجلسة الأسبوعية لسمو أمير القصيم، بعنوان: "الوسطية والاعتدال في سيرة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-"، بمشاركة نخبة من المتحدثين، بقصر التوحيد بمدينة بريدة، وذلك بحضور وكيل إمارة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزان وعدد من المسؤولين والأهالي والأعيان بالمنطقة. وقال سمو أمير القصيم: يجب أن نعطي سيرة الملك المؤسس -طيب الله ثراه- الحق الكبير في هذا الجانب كونه كان في قمّة منهج الوسطية والاعتدال، مشيراً سموه إلى أنه يتطلّع من الباحثين والمفكرين المزيد من البحث في هذا الجانب، كون سيرة المؤسس مليئة بالمواقف الداخلية والخارجية التي كانت تدل على حرصه على الالتزام بمنهج الوسطية والاعتدال والتزامه بمبدأ استصلاح الرجال. وأشار أمير القصيم خلال حديثه بأن المعلومات التاريخية التي تسلّط الضوء على سيرة ومسيرة الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وتبين أن الملك عبدالعزيز سار على منهج الوسطية والاعتدال وواجه بهذا المنهج التحديات الكبيرة، التي كانت تحاول إعاقة مسيرة هذه البلاد، ولكنّه -رحمه الله- أبى إلا أن يستمر في مسيرته بما يتفق مع الكتاب والسنّة. وشهدت الجلسة مشاركة المفكر الدكتور عبدالملك آل الشيخ، أشار فيها إلى حال البلاد ما قبل المملكة وتعزيز ذلك في كفاءة وقدرات الملك عبدالعزيز الكاريزماتية وفقاً للنظريات السياسية الحديثة. وطرح الدكتور آل الشيخ تساؤلاً، كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه بالمملكة، مشيراً إلى أن ذلك جاء نتيجة للاعتدال والوسطية التي كانت منهج الملك عبدالعزيز منذ بداية توحيد المملكة، وانتقال هذا المنهج إلى بيت الحكم السعودي، واستمر مع هذه الدولة حتى وقتنا الحاضر. ولفت آل الشيخ بأننا عندما نتحدث عن الملك عبدالعزيز يجب أن يكون الحديث عن الاعتدال والوسطية حديثاً شمولياً، وهي منهج ديني ومطلب إنساني يحثّ على التسامح والتعاون والتبادل، إلا أن الملك عبدالعزيز لديه ما وصفه بالاعتدال والوسطية الشمولية، حيث استطاع الملك عبدالعزيز بحكمته وحنكته محاربة التطرف وسار بالمملكة نحو التقدم. بدوره بيّن عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود والمشرف العلمي على برنامج (رجال عبدالعزيز) الدكتور ضيف الله العتيبي، أن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ملتزم بالوسطية والاعتدال، متطرقاً إلى مواقف الملك عبدالعزيز في العفو، ومنهج الاعتدال مع رجاله. وقال عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم الدكتور أحمد القصير، إن الملك عبدالعزيز قائد عظيم، ولها مواقف خالدة، مضيفاً بأن هناك مواد ثريّة لشخصية الملك عبدالعزيز لتعامله في منهج الوسطية والاعتدال. من جهته أفاد عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم الدكتور محمد السلامة أن قادة هذه البلاد دأبوا منذ تأسيسها على منهج الوسطية والاعتدال والرسائل والخطابات السياسية والفكرية التي تؤكد على مبدأ الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف. كما تطرّق عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم الدكتور عادل العمري، إلى منهج الملك عبدالعزيز في التعايش بين أتباع الأديان والمذاهب، وأسس الخارجية السعودية ووقع اتفاقيات مع جميع الشعوب والدول. من جانبه أشار الشيخ إبراهيم الحسني إلى التزام الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بمنهج السلف الصالح، ومنهج الوسطية والاعتدال. وبيّن الشيخ نواف الرعوجي بأن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه - واجه الصعوبات ونجح في تأسيس هذه الدولة، من خلال منهج الوسطية والاعتدال، وهذا المنهج يعد قدوة للأجيال الناشئة. من جهة أخرى أستعرض الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، خطط وبرامج التوطين في المنطقة والجهود التي تقدمها الوزارات والقطاعات المعنية بالتوطين. جاء ذلك خلال ترؤس سموه بمكتبه بالإمارة أمس اجتماع التوطين، بحضور معالي رئيس جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن الداوود، ووكيل الإمارة الدكتور عبدالرحمن الوزان، وأمين برنامج التوطين بإمارة القصيم أحمد المشيقح، وعدد من ممثلي الوزارات والقطاعات الحكومية. وأوضح سمو أمير القصيم أن المنطقة لها تجربة ثريّة وناجحة في برامج التوطين من بينها توطين المولات، مشيدًا بتعاون جميع الجهات والوزارات التي أسهمت في تعزيز الأدوار لإنجاح برامج التوطين تحقيق لرؤية المملكة 2030، مؤكدًا حرص إمارة المنطقة على تفعيل مبادرات دعم التوطين وتنمية القدرات بهدف تأهيل الكوادر الوطنية لتحقيق طموحات وتطلعات القيادة الحكيمة وصولاً إلى رؤية المملكة 2030. واستعرض الاجتماع جهود التوطين بالمنطقة، وتقارير الوزارات والإستراتيجيات الجديدة ومؤشرات التوطين بالمنطقة، بالإضافة إلى خطط التوطين والتمكين في الجهات الحكومية التي تسهم في زيادة نسب التوطين في مجالات المهن والوظائف كافة. من جانب آخر دشن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بمكتبه بالإمارة أمس مبادرة "ذكاء القصيم"، التي يشرف عليها كرسي الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود للذكاء الاصطناعي بجامعة القصيم، بحضور معالي رئيس الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، ووكيل الإمارة الدكتور عبدالرحمن الوزان. وأشاد سموه بمستهدفات المبادرة، مؤكدًا أن هذا الكرسي العلمي يسهم في دعم أبحاث الذكاء الاصطناعي، ويُحققَ الأهداف المستقبلية بما يُلبي طموحَ الجامعةِ، وتحقيقِ الابتكار عن طريقِ تشجيعِ البحث العلمي في المجالات المتخصصة كافة، متمنياً أن يثري الكرسي النشاط في مجال البحث العلمي وتبني مبادرات تسهم في توفير حلول مستديمة الأثر للمجتمع والاقتصاد والبيئة، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030. وتهدف المبادرة إلى نشر المعرفة وإبراز دور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف المجالات، وكذلك خلق مجتمع حيوي على قدر كاف من المعرفة بالذكاء الاصطناعي يستطيع بها المساهمة في تقديم حلول وابتكارات نحو اقتصاد مزدهر للمنطقة، وذلك عبر توظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. كما تنظم المبادرة 15 دورة تدريبية وورشة عمل، بالإضافة إلى خمسة مؤتمرات وملتقيات وندوات علمية، ومسابقتين تقنيتين، ومواد علمية، و7 منح لدعم الابتكار والبحث، وعقد 10 شراكات بحثية. وتأتي المبادرة ضمن الجهود التي تبذلها جامعة القصيم ممثلة بكرسي الدكتور فيصل بن مشعل للذكاء الاصطناعي في تعزيز الممارسات النوعية ودعم البحث العلمي في مجالات الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية. ..ويحيي الحضور أمير القصيم مدشناً مبادرة «ذكاء القصيم» لكرسي د. فيصل بن مشعل للذكاء الاصطناعي بجامعة القصيم