يوم التأسيس وهمّة طويق

دائما تكون البدايات هي خير معبر عن الطريق والمسير والهدف، ولذلك يأتي احتفالنا كل عام بيوم التأسيس، لنؤكد أن من قطع الخطوة الأولى على طريق بناء دولة للمجد يجني أحفاده بعد مرور ثلاثة قرون ثمار غراس من البطولة والإصرار والإخلاص والوطنية.
ففي كل عام تطل علينا ذكرى يوم التأسيس، لنؤكد اعتزازنا بالجذور الراسخة، وفخرنا بالبطولة والفداء، من أجل بناء وطن يظلل أبناءه بالأمن والاستقرار والرخاء، تلك المعاني ببساطة حملتها لنا احتفالات يوم التأسيس هذا العام، من خلال فيلم قصير أنتجته دله البركة احتفاءً بتلك المناسبة الوطنية المجيدة، والذي ربط بين ولادة الإمام محمد بن سعود وإشراقة فجر جديد بدأت معه مسيرة هذه الدولة المباركة.
نحو ثلاثة قرون مضت على تأسيس الأمام محمد بن سعود للدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية في العام 1727م، عندما نجح في وضع لبنات دولة حققت الأمن والأمان والاستقرار، لتصبح اليوم المملكة العربية السعودية هي واحدة من أقوى اقتصادات العالم، والأقوى تأثيرا في محيطها العربي والعالمي.
"ابن سعود خلد مجد وحضارة سلالة ملوك في التاريخ مالها مثال"، بهذه العبارة الجامعة اُختتم فيلم دله البركة، معبرا عن تاريخ من المجد تناقل رايته ملوك آل سعود، من عهد التأسيس وبناء الدولة الأولى، والثانية، والراسخة الأبية على يد الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده، الذين حملوا جميعا مسؤولية النهوض بالوطن وعزة أهله، وحماية مقدساته ومقدراته، حتى هذا العهد الزاهر؛ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - الذي وضع بداية جديدة لعهد جديد، تشهد فيه المملكة طفرات في كافة المجالات، وتتحول نحو مستقبل مشرق، تكون فيه المملكة في مصاف الدول الأولى في العالم.
بداية جديدة تبدأها المملكة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمتابعة لا تعرف الكلل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - صاحب الرؤية الطموحة والتفكير الإبداعي الوثاب، مستلهمين روح الآباء والأجداد، الذين بدورهم بدؤوا قبل ثلاثة قرون، بكل هذا العزم وتلك الهمة الصلبة، التي شبهها - حماه الله - بجبل طويق.
هكذا نستحضر اليوم ذكرى التأسيس، لنستلهم من أبطاله همّتهم وإخلاصهم وتفانيهم في حب الوطن وبناء شموخه وعزة أبنائه، وهكذا تعيد إلينا المناسبات الوطنية الكبرى لحظات الميلاد كما صورها الفيلم الرائع الذي قدمته دله البركة، لندرك عبر الصور المعبرة وإبداعات أبناء الوطن، كيف أخلص قادتنا عبر العصور، وكم بذلوا من جهد ودم وعرق من أجل إقامة وطن شامخ نفتخر به، ونزهو برفعته وتميز أبنائه يوماً بعد يوم.