كل يوم من أيام المملكة هو يوم تأسيس، يوم تأسيس للأمن والتوحيد والعطاء، يوم تأسيس للحمى والعرض والشرف، يوم تأسيس للأمجاد والأبطال والتضحيات، يوم تأسيس لوثائق التاريخ وشهادته على السير والإرث التليد، يوم تأسيس الأئمة والملوك أصحاب المكارم والمعالي والطلائع، يوم تأسيس الوفاء بالقيم، قيمة الشجاعة وقيمة الظفر وقيمة العز وقيمة الكفاح وقيمة الصمود والثبات رغم الكوارث ونوائب الدهر. كيف لا والتاريخ مازال يفيض ويستفيض، والحاضر مصنع الحضارة وسيد الصدارة، والمملكة على رأس البلدان رمزاً وشارة، حقاً وحقيقة يحق لنا الاحتفاء بأيامنا كلها، والفخر بحكامنا، والاحتذاء بقيمهم، والتغني بجميل صنيعهم. فمن ذاك البيت في الدرعية الذي أسسته نفوس نفيسة، نافست وتنافست على المجد والعلياء، وعاشت وماتت على شريعة التوحيد، وسحقت الشرك والجهل فلا قائمة لهما على هذه الأرض، من ذاك البيت نسل مبارك باقٍ ولود هو امتداد لجذور رعاها الله وهيأها لخدمة البيت الحرام، ورث تأمين روع الحجيج، وشرف بخدمة المعتمرين ووقف لمساندة المستضعفين، رجال آمالهم عظيمة ونواياهم صادقة وعزيمتهم مسددة بتوفيق من الله، فما لأحد منة، الله الذي عزنا بالرأي السديد. يكفيك لمحة على أوضاع العالم لتلمس الاضطراب والتناقض والارتياب والتخبط، ويومياً مواقف المملكة تجاه هذه الأحداث راسية وإثر كل موقف صائبة، وقفات مشرفة لا يجرؤ الجبان على التصيد فيها ولا ينفث الخبيث ناره حولها، وكلما ضاعت الخطى وتخبطت الأقدام توجهت الأنظار نحو بوصلة الخير ومنارة الحق المملكة العربية السعودية. فكل أيامنا سنابل تحفل بالتأسيس وقلوبنا فرحة مستظلة في كنف الوطن متفائلين ومبتهجين في حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان رائد التغيير العالمي سدده الله، فمن بوصلة الحق (الدرعية) تحتفل سنابل الخير، سنبلة سنبلة، اليوم وكل يوم.