وول ستريت تفتح على استقرار مع ترقب نتائج إنفيديا    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً بمؤتمر مستقبل الطيران    نائب أمير جازان يكرم 1238 متفوقاً ومتفوقة بتعليم جازان    من هو الرئيس المؤقت لإيران؟    غرفة الشرقية تعقد "لقاء رياديون" لطلبة جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل    أمير الرياض يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية المتقاعدين بالمنطقة    الوحدة يضع أنظاره على أحمد حجازي    أرامكو توقع اتفاقية مع "باسكال" لاستخدام أول حاسوب كمي بالسعودية    وفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له في حادث تحطم الطائرة المروحية    بلديةالبكيرية تنفذ 2754 جولة رقابية في شهر أبريل الماضي    "سلمان للإغاثة" يختتم مشروع جراحة وقسطرة القلب في عدن    تايكوندو الشباب يهيمن على بطولتي البراعم والناشئين والحريق يزاحم الكبار    بعد مصرع عبد اللهيان.. «كني» يتقلد حقيبة الخارجية الإيرانية    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب منطقة "شينجيانج" شمال غرب الصين    تعليم البكيرية يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    إيران تعلن رسمياً مصرع الرئيس ووزير الخارجية    وصول أبطال آيسف 2024 إلى جدة بعد تحقيق 27 جائزة للوطن    «التعليم» تحدد أنصبة التشكيلات المدرسية في مدارس التعليم العام    الأرصاد: استمرار التوقعات بهطول أمطار بعدد من المناطق ورياح نشطة في الشمال    حبس البول .. 5 آثار أبرزها تكوين حصى الكلى    أوتافيو يتجاوز الجمعان ويسجل الهدف الأسرع في «الديربي»    4 نصراويين مهددون بالغياب عن «الكلاسيكو»    خادم الحرمين يستكمل الفحوصات الطبية في العيادات الملكية    «عضو شوري» لمعهد التعليم المهني: بالبحوث والدراسات تتجاوزون التحديات    1.8 % معدل انتشار الإعاقة من إجمالي السكان    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    البنيان: تفوق طلابنا يبرهن الدعم الذي يحظى به التعليم في المملكة    السعودية.. يدٌ واحدةٌ لخدمة ضيوف الرحمن    متحدث «الداخلية»: «مبادرة طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي    الفضلي: «منظمة المياه» تعالج التحديات وتيسر تمويل المشاريع النوعية    مرضى جازان للتجمع الصحي: ارتقوا بالخدمات الطبية    السعودية من أبرز 10 دول في العالم في علم «الجينوم البشري»    5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والسمنة    ولي العهد يبحث مع سوليفان صيغة شبه نهائية لاتفاقيات استراتيجية    المملكة تؤكد استعدادها مساعدة الأجهزة الإيرانية    نائب أمير منطقة مكة يُشرّف حفل تخريج الدفعة التاسعة من طلاب وطالبات جامعة جدة    وزارة الحج والعمرة تنفذ برنامج ترحاب    الشيخ محمد بن صالح بن سلطان «حياة مليئة بالوفاء والعطاء تدرس للأجيال»    جائزة الصالح نور على نور    مسابقة رمضان تقدم للفائزين هدايا قسائم شرائية    تنظيم مزاولة مهن تقييم أضرار المركبات بمراكز نظامية    القادسية بطلاً لكأس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر    165 ألف زائر من بريطانيا للسعودية    تحقيقات مع فيسبوك وإنستغرام بشأن الأطفال    ثقافة سعودية    كراسي تتناول القهوة    المتحف الوطني السعودي يحتفي باليوم العالمي    جهود لفك طلاسم لغة الفيلة    الملاكم الأوكراني أوسيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع    بختام الجولة ال 32 من دوري روشن.. الهلال يرفض الهزيمة.. والأهلي يضمن نخبة آسيا والسوبر    عبر كوادر سعودية مؤهلة من 8 جهات حكومية.. «طريق مكة».. خدمات بتقنيات حديثة    بكاء الأطلال على باب الأسرة    الديوان الملكي: تقرر أن يجري خادم الحرمين فحوصات طبية في العيادات الملكية    يوم حزين لهبوط شيخ أندية الأحساء    الانتخابات بين النزاهة والفساد    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    ارتباط بين مواقع التواصل و«السجائر الإلكترونية»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوطن يحتفي ب«صوت الأرض»..
نشر في الرياض يوم 29 - 01 - 2023

تحتفي الهيئة العامة للترفيه ضمن "تقويم الرياض" بليلة تكريمية تحت مسمى "ليلة صوت الأرض" للراحل طلال مداح والذي رسم خارطة الأغنية السعودية الأصيلة، يوم الأربعاء المقبل "الأول من فبراير" بمشاركة أبرز نجوم الفن العربي على مسرح "محمد عبده أرينا" في منطقة بوليفارد رياض سيتي.
وتقام ليلة طلال مداح تقديرًا لتخليد الأغنية السعودية، فعلى الرغم من مرور "22" عامًا على رحيله إلا أن صوته ما زال عالقًا في الذاكرة يجول الميادين ليستقر في الوجدان، عندما أدرج نمط الكوبليهات الموسيقية لأول مرّة في أول عمل رسمي تغنى به "وردك يازارع الورد" في العام "1959" من القرن الماضي، ليتصدر الأوليات الفنية في زمن الأسطوانات والإذاعات الرسمية.
ويحيي "تقويم الرياض" أولى حفلاته الكبيرة عندما قدم معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في ديسمبر الماضي عبر تغريدة على منصة تويتر دعوةً مفتوحةً لكل نجوم المملكة والخليج والعالم العربي، مثمناً مشاركة الفنانين في ليلة تكريم طلال، وعدَّ ذلك تكريمًا له شخصيًّا، عندها تسابق نجوم الأغنية في الوطن العربي على المشاركة في هذه الليلة التي ستوثق في ذاكرة الموسيقى العربية.
البدايات وعبقرية الطفولة
لم يكن مزاج السعوديين في سماع الأغنية إلا مكررة من التراث، رغم أقدميتها في العشرينات الميلادية من القرن الماضي، عندما أثبتت شركة ميشيان الألمانية تسجيلات الشريف هاشم العبدلي العام 1926، وليلى حسين في متوسط الخمسينات. كانت الفكرة المنافسة في الأداء في تقديم الدانة والمجسات، إلا أن طلال مداح "1940 - 2000" قلب هذا النظام الذي يتبعه الفنانون، وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره.
عبقرية طلال مداح كانت البداية الفعلية في تحسين وتنظيم الأغنية الحديثة عندما فاجأ الجميع بأغنية "زارع الورد" 1959، الحكايات كانت من البداية، كان يشعر منذ الصغر بأن الرحلة قد بدأت ليكون انطلاقة وإضافة لا مجرد اسم هامشي، هذه الرغبة هي التي جعلته يستعرض في طفولته غناء الشارع والصوالين الفنية وتجارب الفنانين قبله، وهكذا كان طلال منذ الطفولة.
في هذه الأجواء التي يحدثها زوج خالته علي مداح، الذي أخذ منه لقب المداح، كان يقول طلال مداح: "إن تسميتي بالمداح كان عرفاناً مني ورد الجميل الذي قدمه لي زوج خالتي علي مداح من تربية ورعاية لي". قبل أن يحدث طلال المفاجأة، مرّ بعدة مواقف مختلفة، وكم من الإحباطات التي صادفته، فعندما أراد تعلم العزف وإجادة العود على يد الفنان محمود حلواني -رحمه الله- الذي فاجأ طلال بأن أصابعه لا تنفع للعزف، لم يكن رأي حلواني جيداً في طلال، ولم يكن مبنياً على خلفية جيدة، لذا لم يسمعه عندما غنى له "ركز على الأنامل" فكانت أولى الصدمات في مشوار طلال مداح الفنية!
المعاناة والصدمات في طفولة طلال مداح مؤثرة، سمع من أهله ذات يوم أنه أصيب بمرض غريب في طفولته كاد أن يقضي عليه، عبارة عن التهاب وتورم حول الرقبة، لكنه شفي منها دون حاجة لعلاج!. لعدم معرفتهم بهذا المرض الغريب، والذي كما اُوعِز لطلال أنه "قد يكون من عين أصابته بسبب قوة وعذوبة صوته".
من الطفولة حتى المفتاحة.. سيرة عبقري وانفتحت
تشبع من الألوان الدارجة محلياً فاجتذبته الموسيقى العربية وأشكال الإيقاعات والأهازيج التي كان يقدمها محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، ماذا سيحدث من تأثير عندما يكون في الخامسة من عمره، الحفظ والترديد!. حتى قال محمد رجب الذي كان يعمل عند زوج خالته، ساهم في تربيته: كان رجب يمتلك صوتاً جميلاً ويردد أشهر الأغاني التي حفظها طلال لقربه منه، وساهم حينها في تلمس موهبته التي بدأت في أغنية "كل دا كان ليه".
بعد ست سنوات، انتقل خاله إلى مدينة الطائف التي انتسب طلال مداح لإحدى مدارسها، وتسند إليه "مقرئ" في حفلاتها، لكنه في العام 1949 تعلم عزف العود من صديقه عبدالرحمن خوندة الذي يذهب إلى مدرس عود، وعندما ينتهي من الدرس يضع العود عند طلال؛ لأن والده كان يرفض أن يتعلم ابنه العزف؟!، كانت فرصة مواتية أن يتعلم طلال العزف على العود بمفرده، لكن خوندة بعد أيام عاد ليأخذ العود، إلا أنه استعطف زوج خالته أن يشتري له عوداً، بالنهاية ابتاع له عوداً بخمس مئة ريال فضة، لأن صاحبه كان يقول: إن العود بالأصل لفريد الأطرش، ليكتشف طلال أن العود ليس من أعواد فريد.
الموهبة وحدها هي من قادته لأن يجيد العزف والغناء بعد بلوغه الثالثة عشرة 1953 في "روشّن البيت"، كان أصحاب زوج خالته يستمتعون بصوت هذا الطفل، كانوا يطلبون منه الغناء. بدأ يشتهر رويداً رويداً في الطائف، كان يغني دون مقابل، لكن العم يوسف كعكي قال لطلال: لا يفترض أن تغني "ببلاش" أو أن تأكل - هذا عيب - فقرر بعدها زوج خالته أن يأخذ أجراً مقابل كل جلسة. وهي التي جعلته يتعرف في السنة التالية على عازف الكمان محمد الريس، والذي بدوره علمه كيفية العزف والغناء مع الفرقة، ومنها أخذه إلى بيت الفنان الكبير حسن جاوة، الذي طلب من طلال أن يغني أمامه، لكن جاوة بكى وكتب على ورقة: "هذا الفنان سيكون له شأن في مسيرة الأغنية السعودية".
يبدو أن هذه هي التي أثارت الريس في أن يكون مع طلال مداح فرقة النجوم التي واصلت معهم تحيي الحفلات، حتى وصل في سن الثامنة عشرة ليحيي أول حفل رسمي يحضره كبار الشخصيات والمسؤولون في الدولة ليكون بوابة العبور والشهرة على مستوى المملكة، حيث كان يضم جمهور المناطق المختلفة من جميع أنحاء المملكة لقضاء إجازة الصيف في الطائف، ما أن غنى طلال بعد عدد من النجوم الكبار الذين حاولوا إقصاءه في أول مشاركة لكن ذلك لم يتم، ألهب الجمهور وطالبوه بالاستمرار حتى بزوغ الفجر.
المفاجأة التي قدمها طلال مداح، العبقرية في تحول الأغنية الجديدة، غنى في تلك الليلة الأغنية الخالدة "وردك يا زرع الورد" هي الإطلالة الأولى والتحول في صياغة الثقافة الغنائية الجديدة. قدم عملاً مبنياً على أسس موسيقية سليمة، وأول أغنية مكبلهة في الجزيرة العربية والخليج. هذه الشهرة والحفلات المستمرة والإرهاق والضغوطات العملية، جعلته يفكر ملياً أن يحترف الغناء ويترك وظيفته في البريد السعودي، لذا اقترح عليه الفنان الراحل عبدالله محمد، وغازي علي، والراحل عباس غزاوي مدير الإذاعة أن ينتقل إلى مدينة جدة، ويعيد تسجيل "وردك يا زارع الورد" العام 1959م ويوثقها رسمياً. وتسجيل الإذاعة ساهم في شهرته على مستوى الخليج، قام بعدها بتسجيل أغنية "أبها" للإذاعة، ثم بدأت الشهرة تتوسع أكثر والعمل مستمر بين القيمة الفنية والتطوير.
طلال مداح في عالم المتناقضات والمواقف الصعبة منذ الطفولة، ظل ثابتاً يقدم الروائع بصوته الشجي، مشوار عريض من الفن والاعتزال والعودة والإبداع.
الانطلاقة
حينها كان طلال مداح يبلغ من العمر عشرين عاماً بعد ان تفرغ للفن وكان يعمل في بريد الطائف فغنى اغنية «وردك يا زارع الورد» التي لفتت الانتباه كأغنية كانت الاجمل وتعتبر اول اغنية عاطفيه في السعودية وهذه الأغنية كانت اللحن الثاني له بعد أغنية « شفت القمر في المرايا»،
كانت هذه الأغنية هي الانطلاقة الحقيقية لطلال مداح فأشتهر في السعودية بعد إذاعتها ثم قام بعد ذلك بتلحين أغنية(أبها) وهي الأغنية الثانية التي غناها في الحفل الثاني لمسرح الإذاعة بعد شهر من الحفل الأول
الانطلاقة خارج الحدود
اخذ «طلال مداح» على عاتقه إيصال الأغنية السعودية خارج الحدود حيث يعتبر من الاوائل في نشر الأغنية السعودية خارج حدودها.. اتجة إلى لبنان في العام 1982م وسجل اول اسطوانة بعد ان تعاون مع الملحنين «عمر كدرس» و«عبدالله محمد» و«فوزي محسون» وكذلك قدم الحاناً لنفسه منها «سويعات الاصيل» و«اهل الهوى»، أيضاً مع رموز الشعر في ذلك الوقت الأمير عبدالله الفيصل الذي دعمه في بداية مشواره الفني والأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز كما تعاون مع شعر الأمير خالد الفيصل وكل من الشعراء لطفي زيني وسعيد الهندي وخالد الزارع وثريا قابل وغيرهم، في عام 1384ه كون شركة اسطوانات «رياض فون» مع الفنان لطفي زيني والتي اغلقت ابوابها مع ظهور الكاسيت في عام 1390ه، بعد ان اخذ طلال يشارك في الحفلات الغنائية المقامة في لبنان وسوريا، في عام 1396ه أطلق أشهر أغانيه في القاهرة «مقادير» من كلمات محمد العبدالله الفيصل وألحان سراج عمر..وفي عام 1384ه قدم الاغاني «سلام الله يا هاجرنا» و«أسمر حليوة» من ألحان غازي علي..
التجارب الدرامية
خاض اول تجربه سينمائية له في العام 1965م في فيلم «شارع الضباب» مع الفنانة «صباح» والفنان رشيد علامة وساعده «شارع الضباب» في الانتشار عربيا اسوة بغيره من النجوم العرب الذين اتخذوا السينما مرحلة مهمة ومساعداً لهم في الانتشار، ايضا في العام 1391ه قام ببطولة المسلسل التلفزيوني الوحيد «الاصيل» مع لطفي زيني وحسن دردير.. وخرجت ايضاً للناس اغاني رائعة مثل اغنية «سويعات الأصيل» التي مازالت تصدح الى يومنا الحاضر ثم توالت بعد ذلك الأعمال الغنائية لطلال مداح حيث خرجت للناس أغان مثل : «في سلم الطائرة» و«عيني علينا» وغيرهما..
التعاون الأول مع الجيل الجديد في ذلك الوقت
غنى من ألحان « سراج عمر» أول تعاون في أغنية «ما تقول لنا صاحب» وتبعها طلال مداح باغنية «عطني المحبة» من كلمات الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن وهي من ألحانه، هذه الأغنيه اذهلت الجماهير برقة احساس ونالت شهرة عربية كبيره.. توالت بعد ذلك الأعمال التي غناها طلال من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن مثل:
«الله يرد خطاك» واغنية «عندك امل» وكذلك «من عيوني» وغيرها من الروائع، ثم بدأ تعاونه الاول مع الشاعر «فالح» فقدما اغنية «مرحبا بك يا هلا» وكذلك «ياحبيبي اسمك امل»..
قالوا اصبر قلت ودي ولكن ماقويت
الخطر للروح من علهاّ يبري لها..
وغيرها من الاعمال الخالدة.. ومع استمرارية نجومية طلال مداح اصبح الكل يبحث عنه لينقل تلك المشاعر الفياضة بحنجرته من خلال القصائد المغناة.. هنا اصبح طلال مداح يتنوع في الطرح والاسلوب فقدم اغنية «انا من نجد يكفيني هواها» مع الشاعر محمد الأحمد السديري..
العام 1970م..
خلال حفلة الناصرية والتي كانت فارقا مهما في حياته الفنية.. اذ قدم خلالها مجموعة من الأعمال بمشاركة الفرقة الموسيقية السعودية بعد توقف عن الفن لفترة قصيرة، الحفلة كانت بمشاركة الفنان محمد عبده الذي وقف على المسرح مع طلال لأول مرة في حياته الفنية وعاد للابداع من جديد وتمركز كاهم مطرب خليجي انتشر عربياً وقدم خلال تلك الحفلة اغنية «ياصاحبي» من كلمات بدر بن عبدالمحسن والحان عبدالله محمد
يا صاحبي ما في الهوى راحه
احذر تبيع القلب لجراحه..
كما قدم الاعمال التراثية والقدرة الرائعة في الارتكازات الايقاعية التي تحتاج الى صوت ملهم وقوي ويمتلك تلك الحساسية في حنجرة طلال خاصة في التنوع الايقاعي في السعودية منها «المجرور، الحدري، السامري» كما قدم في تلك السنوات «الدانات» التي لم يقدمها فنان بعده بتلك الحرفية..
توقف طلال من جديد وعودته في متوسط الثمانينات
توقف طلال مداح عن الغناء المستمر بعد ان سافر عن السعودية واستقر في لندن متنقلا ما بين المغرب الا ان عاد من جديد في افتتاحية البطولة العربية في الطائف في العام 1985م وقدم للجمهور عدة اغان كان يخاطبهم فيها بكلمة «انا آسف» و«تصدق والا احلف لك» في ذلك العام قلده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» وسام الاستحقاق من الدرجة الثانيه.. طلال مداح لم يكن مميزاً بغنائه فقط بل كان محبا لتلحين الاغاني سواء لنفسه او لغيره من الفنانين حتى انه اصبح مطلباً لكل النجوم منهم عبادي الجوهر محمد عمر وعبدالمجيد عبدالله وعبدالكريم عبدالقادر وراشد الماجد وغيرهم من المطربين السعوديين كما قدم الحانه لعدد من المطربين العرب منهم فايزة أحمد وسميرة توفيق وذكرى وسميرة سعيد، ونجاح سلام وأنغام ومنى عبدالعزيز وعتاب وغيرهم.. كما قدم أول دويتو عربي مع المطربة اللبنانية «نزهه يونس» في أغنيتين «تذكرته مع النسمة » و«سقا الله روضة الخلان».. طلال مداح لم يكن مستمراً في عالم الفن رغم ما حظي به من حب وربما ان الظروف الحياتية قد جعلته يتوقف كثيراً وان كانت بدايته في العام 1390ه بعد وفاة والده اذا كانت بداية مراحل التوقف؟!!
أشهر من لحنوا لطلال مداح
عربياً كان موعده مع موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب في اغنية «ماذا أقول» وهي من كلمات فتى الشاطئ
ماذا اقول وقد همت فيك
والسحر قد فاض من عينيك..
كما قدم له الموسيقار محمد الموجي اغنية «لي طلب» من كلمات بدر بن عبدالمحسن
لي طلب واحد حبيبي
ربما كان الأخير..
أيضا الموسيقي بليغ حمدي قدم بصوت طلال مداح أغنية «يا ملاك الحسن» من كلمات المنتظر
هو حب اللي أمرنا يا قمرنا ولا آيه يا قمر
يا قمر يلي أنت عالي حبنا خلاك عليت..
ولكنه اخذ الصبغة الطربية المحلية بنشوة الابداع وقدم الاعمال الخالدة كأغنية «أنا راجع أشوفك» من كلمات محمد العبدالله الفيصل..
أنا راجع أشوفك
سيرني حنيني إليك..
وقبلها أغنية «عز اغترابي» كلمات والحان إبراهيم رأفت
عز اغترابي .. آه عز اغترابي
عز اغترابي ومنيتي لقياك..
لكن تميز اغنية «خذاك الموعد الثاني» لم يعط الاغنية السعودية الا الانطلاقة والابحار في التوسع والانتشار، التعاون المستمر بين بدر بن عبدالمحسن والملحن سراج عمر آتى ثماره في الاغنية الخالدة..
خذاك الموعد الثاني
نويت تغيب وتنساني
مشت بك خطوتك لبعاد
وتركت لدمعتي ميعاد..
طلال مداح لم يكن كغيره من المطربين فقد تغنى بكل شيء «الصبح والليل والحب والوطن والتراب والشجر» طلال مداح لا يذكرك الا بليالي الفن العباسي هل تذكرتم اغنية «آذار اقبل» من شعر أحمد شوقي
آذار أقبل قم بنا يا صاح
حي الربيع حديقة الأرواح
واجمع ندامى الظرف تحت لوائه
وانشر بساحته بساط الراح..
العدد التقريبي لأعمال طلال مداح
يعتقد أن عدد أغنيات طلال مداح المتداوله بين الناس اكثر من الف وخمس مئة أغنيه بل انه الفنان السعودي الوحيد الذي غنى بجميع اللهجات العربية حين انتشار الأغنية السعودية في ذلك الوقت..
ظني أنه التنافس في ذلك الوقت بإصدار مقطوعات موسيقية خاصة بعد انتشار المقطوعة المغربية «أطلس» ظل التنافس بين الموسيقى المصرية لإصدار مقطوعة متفوقة عليها ولكن الفنان الكبير طلال مداح قدم حينها مقطوعة موسيقية باسم «ليالي البرازيل» قبل أربعين عاماً، وكرر نفس المحاولة قبل وفاته بسنوات بمقطوعة «السابعة لمن» ويذكر أن هناك مقطوعات قام بتأليفها قبل وفاته لم تظهر بعد وتعتبر هي مع مجموعة من الأغاني التي لم يستمع لها المتذوقون للأغنية وللمقطوعات الشرقية إلى الآن ومازالت تحفظ في أرشيفه؟!! كما انه أول من قام بإصدار البوم تقاسيم على آلة العود في الخليج العربي ويعتبر طلال مداح من اخطر واهم العازفين على تلك الآلة في الوطن العربي عدا تميزه بالعزف على عدة آلات موسيقية منها آلة «الأورج والكمان والقيتار»..
المناسبات الوطنية والرياضية
شارك بفعالية في كل المناسبات الوطنية منذ أن ابتدأ مهرجان الجنادرية حينما تغنى لوحده في اوبريت الجنادرية بالعمل«عز الوطن» من كلمات بدر بن عبدالمحسن، كما شارك في كافة الاوبريتات الوطنية والأغاني الحماسية في العام 1991م أبان وقت حرب الخليج الثانية..أيضا شارك في افتتاح كأس العالم للشباب المقام في السعودية في العام 1989م وقدم أوبريت الافتتاح الغنائي لوحده.. وله العديد من الأناشيد الوطنية الخالدة منها «وطني الحبيب» وأيضا «أفديك يا وطني» وكذلك«عشب الفخر» و«شبل الأسود» و«عز الوطن» وكان أشهرها «وطني الحبيب» عدا مشاركته المستمرة في اوبريتات الجنادرية..
إنه طلال مداح
قدم كل شيء في عالمه المليء بالمتناقضات إلا أنه ظل ثابتاً يقدم الروائع، استمر حتى توفي على مسرحه "المفتاحة/ طلال مداح" تاركاً إرثاً عظيماً في الثقافة السعودية.
فنان العرب محمد عبده والراحل الكبير طلال مداح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.