الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
بيان وزاري خليجي - روسي يدين العدوان الإسرائيلي على دولة قطر
الأهلي يغادر إلى الدمام استعداداً لمواجهة الاتفاق
أتلتيك بيلباو يعلن التعاقد مع لابورت لاعب النصر
الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الخطاب الملكي يؤكِّد على المبادئ الراسخة لهذه الدولة المباركة
نائب أمير الرياض يطّلع على مشاريع «البلديات والإسكان» في المنطقة
ضبط مقيم هندي لتلويثه البيئة بتفريغ مواد خرسانية في الشرقية
الوفد الكشفي السعودي يبرز أصالة الموروث الشعبي في فعالية تبادل الثقافات بالجامبوري العالمي
أمين القصيم يوقع عقد صيانة شوارع في نطاق بلدية البصر بأكثر من 5,5 ملايين ريال
محافظ وادي الدواسر يستقبل الرئيس التنفيذي للمجلس التخصصي لجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة
امانة القصيم تطلق مهرجان الدليمية بعدد من الفعاليات والأنشطة في الحديقة العامة
خلال تدشينه جمعية كافلين للأيتام بالمحافظة محافظ تيماء: خدمة الأيتام تتطلب فكرًا وعملًا تطوعياً
نتنياهو: لن تكون هناك دولة فلسطينية
250 مشروعًا رياديًا تتأهل إلى التصفيات النهائية لكأس العالم لريادة الأعمال بالرياض
«كشف النقاب» في لندن
جودة التعليم واستدامته
المملكة تقدم للعالم جدول فعاليات استثنائي بمشاركة كريستيانو رونالدو
انطلاق ورش العمل التخصصية لمؤتمر القلب العالمي 2025 بالرياض
الفتح يغادر إلى جدة لمواجهة الاتحاد .. وباتشيكو ينضم للتدريبات
أسواق الأسهم العالمية قرب أعلى مستوياتها معززة بأسهم التكنولوجيا
اطلاق كرسي الأمير محمد بن فهد للقيادة الإنسانية بين الأجيال وبناء مجتمعات المستقبل بين جامعة الأمير محمد بن فهد ومنظمة الإيسيكو
منتدى المشاريع المستقبلية 2025 يثمن دور عين الرياض الرائد في دعم قطاعات الأعمال والمؤتمرات والسياحة والاستثمار
" كريري" يزور المدخلي للاطمئنان على صحته بعد نجاح عمليته الجراحية
غدا..إقامة الحفل الختامي لمهرجان ولي العهد للهجن في نسخته السابعة بميدان الطائف
استمرار إنطلاقة مبادرة "إشراقة عين" بمركز الرعاية الأولية بالشقيق
محافظ الطائف يلتقي القنصل الامريكي رفيق منصور
نائب أمير منطقة تبوك يدشّن مشروع السكتة الدماغية الشامل بالمنطقة
تركي العمار يواصل الرحلة... تجديد العقد حتى 2029
إسقاط 17 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل
نائب أمير منطقة عسير يتوّج المنتخب السعودي تحت 19 عامًا بكأس الخليج في نسخته الأولى
أكد أن النجاحات تحققت بفضل التعاون والتكامل.. نائب أمير مكة يطلع على خطط طوارئ الحج
إسهاماً في تعزيز مسيرة القطاع في السعودية.. برنامج لتأهيل «خبراء المستقبل» في الأمن السيبراني
200 شخص اعتقلوا في أول يوم لحكومة لوكورنو.. احتجاجات واسعة في فرنسا
السعودية ترحب وتدعم انتهاج الحلول الدبلوماسية.. اتفاق بين إيران والوكالة الذرية على استئناف التعاون
هوساوي: أعتز برحلتي الجديدة مع الأهلي
منافسة نسائية في دراما رمضان 2026
معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025.. موروث ثقافي يعزز الأثر الاجتماعي والحراك الاقتصادي
الدليل «ترانسفير ماركت»
الشرع يترأس وفد بلاده.. سوريا تؤكد مشاركتها في القمة الروسية – العربية
«الفطرية»: برنامج لمراقبة الشعاب المرجانية
وزير الداخلية لنظيره القطري: القيادة وجهت بتسخير الإمكانات لدعمكم
أرامكو تصدر صكوكاً دولارية دولية
حمد الجميح رجل البر
"التعليم" توقع اتفاقية "الروبوت والرياضات اللاسلكية"
«آسان» و«الدارة» يدعمان استدامة التراث السعودي
نائب أمير المنطقة الشرقية: الخطاب الملكي الكريم خارطة طريق لمستقبلٍ مشرق
اليوم الوطني.. نبراس للتنمية والأمان
«الحج والعمرة» تُطلق تحدي «إعاشة ثون»
التأييد الحقيقي
خطاب يصوغ المستقبل
هيئة الشرقية تنظّم "سبل الوقاية من الابتزاز"
مبادرات جمعية الصم تخدم ثلاثة آلاف مستفيد
"الشيخوخة الصحية" يلفت أنظار زوار فعالية العلاج الطبيعي بسيهات
إنقاذ حياة مواطنَيْن من تمزّق الحاجز البطيني
هل توقف العقوبات انتهاكات الاحتلال في غزة
الهجوم الإسرائيلي في قطر يفضح تقاعس واشنطن ويغضب الخليج
مُحافظ الطائف: الخطاب الملكي تجسيد رؤية القيادة لمستقبل المملكة
أمير المدينة يلتقي العلماء والمشاركين في حلقة نقاش "المزارع الوقفية"
نيابة عن خادم الحرمين.. ولي العهد يُلقي الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال الشورى في الدور التشريغي 9 اليوم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
آفتان عظيمتان.. الغيبة والنّميمة
الرياض
نشر في
الرياض
يوم 25 - 01 - 2023
كعادته أحسن الله إليه وأثابه، وجّه معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتوجيه أئمة وخطباء الجوامع بأن تكون خطبة الجمعة عن (آفة) انتشرت بين أفراد مجتمعنا المسلم والذي كان يجب من أبناء ونساء «التّرفّع منه وعنه.. مرضان كالمرض الخبيث لازما الكثير والبعض حتى أصبح وللأسف كظلّ هؤلاء في بيوتهم ومجالسهم بين أفرادهم ومع الأصدقاء والصّديقات غيبة ونميمة بين عباد الله حتى أن البعض يقول «إذا ما فيه حشّ» وهذه بالمعنى العامي الغيبة وكما يطلقون عليها (أنها ملح الجلسة) وتناسى كم أثرها عظيم فكم ساهمت في تشويه سمعة شريف، وكم فرّقت من بيوت وأهل كانوا آمنين في سربهم.
وقد لفت نظري إمام وخطيب جامعنا المجاور في خطبة الجمْعة حيث استعرض خلالها قول الله ورسوله الأعظم والتّحذير من هذا البلاء.. الغيبة والنّميمة.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ)، وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
لِسَانُ الإِنْسَانِ مِنْ أَكْثَرِ جَوَارِحِهِ نَفْعًا إِنْ حَفِظَهُ؛ وَمِنْ أَشَدِّهَا خَطَرًا إِنْ لَمْ يَحْفَظْهُ؛ وَقَدْ جَاءَتِ النُّصُوصُ الكَثِيرَةُ بِالتَّحْذِيرِ مِنْ حَصَائِدِ الأَلْسِنَةِ وَآفَاتِهَا؛ مِنَ الغِيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ، وَالكَذِبِ، وَالسُخْرِيَةِ، وَالبَذَاءَةِ، وَالتَنَابُزِ بِالْأَلْقَابِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ مِمَّا قَدْ يَكُونُ سَبَبًا لِدُخُولِ النَّارِ- أَعَاذَنَا اللهُ مِنْهَا.
عِبَادَ اللهِ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ اللِّسَانِ؛ وَقَالَ لِمُعَاذِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا) قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ: وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ..!
ومِنْ أَخْطَرِ حَصَائِدِ الأَلْسِنَةِ: (الغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ) والغِيبَةُ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، وَالنَّمِيمَةُ: نَقْلُ الكَلَامِ بَيْنَ النَّاسِ عَلَى سَبِيلِ الإِفْسَادِ.
وَقَدْ عَدَّ كَثِيرٌ مِنَ العُلَمَاءِ هَاتَينِ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ.
وَهُمَا سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ.
وَفِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ..) الخ،
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ).
وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ )، رواه أبو داود وصححه الألباني.
وَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ » الحجرات 12.
قَالَ القُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: مَثَّلَ اللَّهُ الْغِيبَةَ بِأَكْلِ الْمَيْتَةِ، لِأَنَّ الْمَيِّتَ لَا يَعْلَمُ بِأَكْلِ لَحْمِهِ؛ كَمَا أَنَّ الْحَيَّ لَا يَعْلَمُ بِغِيبَةِ مَنِ اغْتَابَهُ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا ضَرَبَ اللَّهُ هَذَا الْمَثَلَ لِلْغِيبَةِ لِأَنَّ أَكْلَ لَحْمِ الْمَيِّتِ حَرَامٌ مُسْتَقْذَرٌ، وَكَذَا الْغِيبَةُ حَرَامٌ فِي الدِّينِ وَقَبِيحٌ فِي النُّفُوسِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: كَمَا يَمْتَنِعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيِّتًا كَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَمْتَنِعَ مِنْ غِيبَتِهِ حَيًّا.. الخ،
وأضاف خطيب الجمعة محذّراً بأن المُغْتَابُ يَسْعَى فِي خَسَارٍ وَإِفْلَاسٍ، يَجْمَعُ الحَسَنَاتِ ثُمَّ يُبَدِّدُهَا، وَتُؤْخَذُ مِنْهُ أحْوَجُ مَا يَكُونُ إِلَيهَا؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (هَلْ تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)، رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
وَيَقُولُ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (وَاللهِ لَلْغِيبَةُ أَسْرَعُ فِي دِينِ الرَّجُلِ مِنَ الأَكَلَةِ فِي الجَسَدِ).
غِيبَةُ النَّاسِ، وَالوَقِيعَةُ فِي أَعْرَاضِهِمْ؛ مَرَضٌ كَثُرَ شُيُوعُهُ وَتَسَاهَلَ النَّاسُ بِهِ تَسَاهُلًا عَظِيمًا؛ حَتَّى أَصْبَحَ الرَّعِيَّةُ يَتَكَلَّمُونَ فِي عِرْضِ الرَّاعِي، وَالمَسْؤولُ يَقَعُ فِي أَعْرَاضِ مَنْ تَحْتَ مَسْؤولِيَّتِهِ، وَيَقَعُونَ هُمْ فِي عِرْضِهِ، وَالعَامَّةُ يَسْتَطِيلُونَ فِي أَعْرَاضِ أَهْلِ العِلْمِ وَالصَّلَاحِ وَرِجَالِ الحِسْبَةِ وَالإِصَلَاحِ، يَغْتَابُ الطُّلَّابُ مُعْلِّمِيهِمْ، وَالمُعَلِّمُونَ طُلَّابَهُمْ، غِيبَةٌ فِي مَجَالِسِ الرِّجَالِ، وَفِي مَجَالِسِ النِّسَاءِ غِيبَةٌ فِي مَجَالِسِ الشِّيبِ وَالشَّبَابِ، بَلْ حَتَّى فِي بَعْضِ مَجَالِسِ الصَّالِحِينَ؛ وَلِذَا قَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: وَمِنْ العَجَبِ أَنَّ الإِنْسَانَ يَهُونُ عَلَيهِ التَّحَفُّظُ وِالاِحْتِرَازُ مِنْ أَكْلِ الحَرَامِ وَالظُّلْمِ وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الخَمْرِ وَمِنَ النَّظَرِ المُحَرَّمِ، وَغَيرِ ذَلِكَ؛ وَيَصْعُبُ عَلَيهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ؛ حَتًّى يُرَى الرَّجُلُ يُشَارُ إِلَيهِ بِالدِّينِ وَالزُّهْدِ وَالعِبَادَةِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لَا يُلْقِى لَهَا بَالاً، يَزِلُّ بِالكَلِمَةِ الوَاحِدَةِ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، وَكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنْ الفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ؛ وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ وَلَا يُبَالِى مَا يَقُولُ
والغِيْبَةَ هَي ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ سَوَاءً ذَكَرْتَهُ بنِقَصٍ فِي دِينِهِ أَوْ بَدَنِهِ أَوْ نَسَبِهِ أَوْ خُلُقِهِ أوْ خِلْقَتِهِ، أَوْ قَولِهِ أَوْ فِعْلِهِ، أَوْ مِهْنَتِهِ، أَوْ بِأيِّ شَيءٍ يَكْرَهُهُ.
وَكَمَا تَكُونُ الغِيبَةُ بِاللِّسَانِ فَإِنَّهَا تَكُونُ بِكُلِّ مَا يُفْهِمُ المَقْصُودَ سَوَاءً كَانَ كَلَامًا، أَوْ إِشَارَةً، أَوْ كِتَابَةً، أَوْ تَقْلِيْدًا لِلْحَرَكَاتِ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَخْفَى.
عِبَادَ اللهِ: كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الغِيبَةِ إِذَا نُصِحَ قَالَ: لَمْ أَكْذِبْ وَلَمْ أتَّهِمْ أَحَدًا بِمَا لَيْسَ فِيْهِ؛ وَالجَوَابُ لِهَذَا وَاضِحٌ جَلِيٌ؛ فَقَدْ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أَلَا فَلْنَحْذَرْ هَذَا الدَّاءَ، وَلْنَشْتَغِلْ بِعُيُوبِنَا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ؛ فَهُوَ أَجْدَرُ بِنَا وَأَنْفَعُ وَأَسْلَمُ لَنَا.
يَقُولُ أَحَدُ الصَّالِحِينَ: (إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ مُولَعًا بِعُيُوبِ النَّاسِ، نَاسِيًا لِعُيُوبِهِ؛ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ)،
وَيَقُولُ عَونُ بنُ عَبدِاللهِ: (مَا أَحْسِبُ أَحَداً تَفَرَّغَ لِعُيُوبِ النَّاسِ إِلَّا مَنْ غَفْلَةٍ غَفِلَهَا عَنْ نَفْسِهِ).
مَتَى وَجَدْتَ رَحِمَكَ اللهُ فِي أَخِيْكَ عَيبًا؛ فَالوَاجِبُ نُصْحُهُ وَتَوْجِيهُهُ، لَا غِيْبَتُهُ وَالوُقُوعُ فِي عِرْضِهِ.
لِنَحْذَرْ هَذَا الذَّنْبَ العَظِيمَ، وَلْنُحَذِّرْ مِنْهُ، وَلْنَتَعَاوَنْ عَلَى الكَفِّ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ، وَلْنَحْتَسِبِ الأَجْرَ؛ فَفِي الحَدِيثِ: (مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَةِ) أخرجه الترمذي وقال الألباني: صحيح.
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْفَعَ الغِيبَةَ عَنْ أَخِيهِ؛ فَإِنَّهُ يُفَارِقُ مَجَالِسَهَا وَيُعْرِضُ عَنْهَا.
يَقُولُ ابنُ المَبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ: فِرَّ من المغتابِ فِرارَكَ من الأسد.
إِيَّاكُمْ - عِبَادَ اللهِ - وَمُجَالَسَةَ المُغْتَابِ؛ فَشَرَّهُ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى جُلَسَائِهِ؛ إِنْ لَمْ يُنْكِرُوا عَلَيهِ شَارَكُوهُ فِي الإِثْمِ وَلَو لَمْ يَغْتَابُوا؛ فَالمُسْتَمِعُ شَرِيكٌ لِلْمُغْتَابِ.
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مَفَاتِيحَ لِلْخَيرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ..! انتهى
باختصار وخاتمته:
لن أزيد على ذلك فكلام الله - جلّ وعلا - وأحاديث النبّي المصطفى جرس إنذار وتحذير، لندرك ونستوعب خطر الغيبة والنّميمة واعتبار أن أحدهما (الغيبة) بأنها ملح المجالس بل العكس، إنها والله نار الله الموقدة تحيط بلسان وعقل من استمرّ على هذا النّهج الحقير وأقول لهم إن عليهم مراجعة النّفس الأمّارة بالسوء، ولْيتّقوا الله في أنفسهم وأعراضهم وألا ينعكس ذلك على من لاذنب لهم من أهْله وأبنائه وبناته جرّاء انفلات لسانه وبذاءته على حياتهم ومستقبلهم..!!
اللّهم ألهمنا وإياكم الصواب يا ربّ.. والله من وراء القصد.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الغيبة والنميمة .. فاكهة حرام على موائد اللهو (1-2)
« الجزيرة » تفتح ملف.. سلوكيات يرفضها الإسلام «10»
الغيبة والنميمة من الصفات المذمومة
الغيبة والنميمة إثمان عظيمان
النميمة: ظاهرة تفشى خبثها في مجتمعاتنا.. لماذا؟ (2-2)
« الجزيرة » تفتح ملف.. سلوكيات يرفضها الإسلام «11»
متخصصة في علوم القرآن الكريم تحذر من الكذب والغيبة والنميمة والخوض في الأعراض
د. أمل الغنيم ل(الجزيرة): آفات اللسان تقطع الأرحام وتهدم الأسر وتوجد الحقد والضغائن
أبلغ عن إشهار غير لائق