اقترح عدد من رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية إطلاق مبادرة لدعم مشاريع رواد الأعمال بالمنطقة بالتعاون مع وزارة التعليم ممثلة بالجامعات والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" والغرفة التجارية ورجال الأعمال، تعني بآليات بتوفير وتسهيل التمويل لمشاريع الابتكارات التي تأخذ وقتا أطول لتظهر على السطح، وذلك خلال (ملتقى المنشآت الصغيرة والمتوسطة 2022) والذي تنظمه غرفة الشرقية بالشراكة مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت". وأكد الدكتور وائل بن عبدالحكيم موسى، عميد معهد ريادة الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، خلال جلسة (تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة في ظل رؤية المملكة 2030)، أمس الأول، على دور الجامعات في دعم مجتمعات الشركات الوليدة أو الناشئة، كاشفا أن الدراسات تشير إلى أن أكثر الشركات ذات قيمة سوقية "أكثر من مليار دولار" أسسها خريجو الجامعات، لافتا إلى أن هناك دولا منها الولاياتالمتحدة الأميركية أنشأت صندوقا أوليا بدون حقوق ملكية يوفر قرابة مليوني دولار لكل شركة ناشئة على مدار عامين لإنشاء التقنيات الجديدة. ونصح الدكتور وائل، الجامعات السعودية العمل على تبني هياكل جديدة لتحفيز التعاون بين الأقسام الأكاديمية والمراكز البحثية وتبني شراكات حقيقية مع القطاع الخاص، وضع برامج ومبادرات لتتبني تعددية التخصصات، التخلي عن بعض الممارسات التقليدية لتوظيف القدرات المطلوبة والعمل على استقطاب طلاب أكثر للدراسات العليا، التركيز على قدرات الجامعة وعلى الميزة التنافسية والقضايا المرتبطة بكل منطقة على حدة التي توجد بها تلك الجامعات، تبني ونشر ثقافة ريادة الأعمال وتمكين الحاضنات ومراكز ومعاهد ريادة الأعمال من العمل بشكل فعال، والأخذ بالاعتبار أن خريجي الجامعة الذين مروا بتجارب تحفز لديهم الفكر الريادي والابتكاري. وأوضح أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لديها برنامج "نساهم" بالتعاون مع "سابك" لمدة أربعة أشهر يقدم مكافأة وسكنا لخريجي الجامعات السعودية وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، لخوض تجربة تهتم بموضوع الابتكارات والصناعة بصفة عامة لدعم المحتوى المحلي، والبرنامج الثاني استقطاب رواد الأعمال المقيمين الذين يملكون الخبرة بعد فتح مشاريعهم يتم استقطابهم لفترة تصل بعضها أكثر من سنتين يتم تمويلهم من "سابك" بحيث يشرفون على المشاريع الريادية والوقوف مع الرياديين في بداية مشاريعهم حتى الوقوف على الطريق الصحيح وتسريع نزولهم للسوق. وأشار الدكتور محمد الشيخ، رئيس وحدة ريادة الأعمال بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، إلى تقدم مركز ريادة الأعمال في المملكة إلى المركز الرابع، حيث تشير دراسة محكمة من تقرير المرصد الدولي لريادة الأعمال أن 75 % من 44 جامعة سعودية لديها برامج في ريادة الأعمال و14 ٪ منها تقدم برامج دبلوم وبكالوريوس ودكتوراه في ريادة الأعمال، حيث كان لدينا قبل ثلاث سنوات تقريبا 100 حاضنة أعمال والآن لدينا أكثر من 300 حاضنة ومسرعة أعمال في المملكة، مضيفا في الوقت نفسه أن جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل قدمت أول مقرر دراسي تفاعلي في المملكة يقدمه رواد الأعمال السعوديون أنفسهم. وطالب الدكتور الشيخ، بالتركيز أكثر على رواد الأعمال من خلال خلق برامج جديدة ومراكز متخصصة لتعليم التفكير الريادي (العقلية الريادية)، حيث إن أغلب التجارب الفاشلة في المشاريع الناشئة تكمن في عقلية رائد الأعمال، مشددا في ذات الاتجاه على ضرورة إيجاد كليات متخصصة في ريادة الأعمال في المملكة تكون ضمن الكليات في الجامعات. وتناول الدكتور محمد، التحديات التي تحد من إنتاج مشاريع ناشئة في الحاضنات وهي: التشغيل والميزانيات المرتبطة بها والربط مع الجهات الأخرى، التركيز فأغلب الحاضنات تركز على فكرة المشروع نفسه وليس تطوير رائد الأعمال، الاستدامة وتحول المراكز والحاضنات من مراكز عبء مالي إلى مراكز ربحية أو على الأقل ذاتية الاستدامة. واقترح رئيس وحدة ريادة الأعمال بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن يكون هناك تكامل بين الحاضنات في المملكة وربطها مع بعض من خلاله منصة إلكترونيه تتبناها "منشآت" لتسهيل الوصول لرواد الأعمال ومشاريعهم وتبادل المنفعة المشتركة خاصة أن هناك آلاف المشاريع للخريجين سنويا من الجامعات السعودية ممكن الاستفادة منها وعرضها على هذه المنصة. وطالب محمد العمرو، مدير عام تخطيط ريادة الأعمال "منشآت"، بدور أكبر للتكامل للجهات الحكومية والخاصة في دعم ريادة الأعمال وتشجيعها بالمملكة، وتناول الاستراتيجية الوطنية للتقنية المالية التي يرأسها البنك المركزي وهيئة سوق المال ضمن أحد برامج الرؤية وهي تطوير القطاع المالي. وأشار أن "منشآت" تركز على نشر ثقافة ريادة الأعمال لدى الجامعات السعودية على مستوى المملكة، عبر ثلاث برامج: أولا برنامج إنشاء المحتوى لرفع الوعي بالتعاون مع وزارة التعليم على مرحلة ما قبل وبعد وأثناء الجامعة، البرنامج الثاني هو برنامج إنشاء النماذج الأولية للمشاريع، البرنامج الثالث هو التسريع وهي عبارة عن مسرعات لطلاب الجامعات لتسريع مشاريعهم بهدف جذب الاستثمارات، لافتا أن "منشآت" تعمل على مبادرة نشر ثقافة الأعمال الممولة من أحد برامج الرؤية (برنامج تنمية القدرات البشرية)، ونعمل الآن على إطلاق النسخة التجريبية مع جامعة الملك سعود. وكشف العمرو، أنهم يدرسون مشروع ربط صناديق رأس المال الجريء في المرحلة البدائية مع برامج الجامعات بعد تخرجهم من المسرعات ليقدموا إلى رأس المال الجريء ليتم مساعدتهم، وتناول لتطبيق "نوافذ" لرواد الأعمال الذي يوفر جميع خدمات "منشآت"، بما فيها الحلول التمويلية التابعة لبنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة.