في احتفائنا بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- يأبى عام 2022م أن يمضي دون أن يشهد على إنجازات سعودية أبهرت العالم خلال هذا العام، ونحن في الربع الأخير منه، حيث تستضيف المملكة قمة "دافوس الصحراء" بعنوان "مبادرة الاستثمار في المستقبل"، وتكمن أهمية هذه النسخة لكونها تحمل شعاراً ورسالة عنوانها "الاستثمار في الإنسانية وفق تمكين نظام عالمي جديد"، يعتمد التركيز فيها على أولويات الإنسان وسط تعاظم التحديات التي ضربت العالم، حيث يشهد العالم تلك الفعاليات التي تستمر لثلاثة أيام يتنافس فيها صناع القرار الاقتصادي والاستثماري على فرص حقيقة وواعدة للاستثمار داخل الأراضي السعودية. ويشهد العام تجربة المملكة الرائدة في مواجهة التحديات المناخية بخطط وبرامج ومبادرات على أرض الواقع، حيث يتم إطلاق النسخة الثانية من «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني) و«منتدى مبادرة السعودية الخضراء» يومي 11 و12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في مدينة شرم الشيخ في مصر، تحت شعار: «من الطموح إلى العمل»، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP27) خلال الفترة 6-18 من الشهر نفسه، في شرم الشيخ في مصر، وتسلّط النسخة الثانية لقمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» الضوء على أبرز التحديات المناخية التي تواجه المنطقة وأبعادها على الصعيد العالمي، من خلال منصة استراتيجية تعزز التعاون المشترك وتبادل الخبرات وتباحث الأفكار بين رؤساء الدول ووزراء الحكومات المعنيين وصناع السياسات في دول المنطقة، بما يسهم في تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. ورياضياً يستعد المنتخب السعودي، للمشاركة في كأس العالم 2022، في نوفمبر 2022 المقبل للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه، في قطر، حيث بدأت رحلة الأخضر مع كأس العالم منذ نسخة 1994، التي استضافتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، حتى نسخة 2022 التي تستقبلها الدوحة، هذا إلى جانب البطولات التي تحققت في معظم الألعاب، إضافة لدخول الرياضة النسائية معترك البطولات المحلية والإقليمية والعالمية، وتستمر المسيرة، بطلب المملكة تنظيم العديد من الفعاليات، حيث تقدمت رسمياً بطلب استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029 في تروجينا نيوم، وطلب استضافة كأس أمم آسيا 2027، والألعاب الآسيوية 2034 وكأس آسيا للسيدات 2026. وفي الميزانية منتصف عام 2022، الميزانية، سجلت الإيرادات 638,3 مليار ريال بزيادة قدرها 34 %، كما تحقق فائض قدره 135,4 مليار ريال خلال نصف العام الأول، ووصلت الإيرادات النفطية إلى 434 مليار ريال، والإيرادات غير النفطية إلى 214 مليار ريال. وفي الإسكان استفادة 87.467 أسرة من الخيارات السكنية والحلول التمويلية، وتمكين أكثر من 660 ألف مستفيد خلال المدة من يونيو 2017 حتى نهاية النصف الأول من 2022، وإيداع نحو أكثر من 40 مليار ريال دعمًا شهريًا خلال المدة نفسها لمستفيدي «سكني». وفي عالم الفضاء حرصت المملكة العربية السعودية على إطلاق العديد من الأقمار الصناعية، وتطوير الأنظمة المرتبطة بالفضاء التي تلعب دوراً في الإشراف على بعض الموانئ وحركة السفن التجارية، وتمكنت من إطلاق 13 قمر صناعي، كما أطلقت نظاماً متطوراً لمراقبة السفن التجارية بواسطة الأقمار الصناعية، إضافة إلى تصنيع القمرين الصناعيين "سعودي سات 5A"، و"سعودي سات 5، لأغراض استطلاعية، وأطلقت القمر الصناعي "جيو سات 11" من قاعدة كورو الفرنسية في 2022م، وتعمل الهيئة السعودية للفضاء -التي أنشئت بموجب أمر ملكي في ربيع الآخر 1440 (ديسمبر 2018)- على تعزيز مكانة المملكة في مجال الفضاء على الساحة العالمية ومساهمتها في أنشطة الفضاء الدولية ومواجهة التحديات العالمية المشتركة، وإلهام الجيل القادم من العلماء والمهندسين السعوديين، على بناء شبكة وطنية من خبراء الفضاء، كما تهدف إلى زيادة نسبة التوطين في مختلف مراحل سلسلة القيمة لقطاع الفضاء من أجل دعم أهداف التنويع الاقتصادي في المملكة، تعزيز أنشطة البحث والتطوير والابتكار في مجال الفضاء في المملكة من أجل خلق فرص اقتصادية واجتماعية وعلمية جديدة، زيادة مشاركة القطاع الخاص في أنشطة الفضاء في المملكة. وتستمر مسيرة المملكة بخطوات ثابتة نحو المستقبل مساهمة بقوة في استقرار العالم سياسياً واقتصادياً بما تحمله من قدرات وسمات وثقل دبلوماسي، واستقلال في القرار السياسي، إضافة للإنجازات الاقتصادية التي تجتذب أنظار العالم؛ طمعاً في الفوز بصفقات استثمارية على الأراضي السعودية، إلى جانب التعليم والصحة والاهتمام الملكي بهما وتحقيق معدلات إنجاز وتنمية ومكانة عالمية.