الاحتلال يهدم قرية العراقيب للمرة 204

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء، مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب بالداخل المحتل، للمرة ال 204 على التوالي، منذ هدمها أول مرة يوم 27 يوليو 2010.
وكان آخر مرة قد هدم الاحتلال فيها مساكن العراقيب، يوم 27 يونيو الماضي.
وجاء هدم خيام أهالي العراقيب المتواضعة، صباح اليوم، للمرة الثامنة على التوالي منذ مطلع العام 2022 بعدما هُدمت 14 مرة في العام الماضي 2021، فيما يعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصديا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
وأكد أهالي العراقيب أن ممارسات الاحتلال لجرائم هدم مساكن أهالي القرية، "لن تثنينا عن البقاء والصمود على أرض الآباء والأجداد، وندعو الجماهير العربية وكافة الأحرار إلى التحرك لإسناد العراقيب والوقوف إلى جانب أهلها أمام مخططات الاقتلاع والتهجير".
وأشار أهالي العراقيب إلى أن أفرادًا من وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، وما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" تواصل اقتحام القرية واستطلاع أوضاعها بصورة استفزازية ثم تهدم مساكنها المتواضعة وتشرد الأطفال والنساء والمسنين.
وتستمر سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة، بالتضييق على المواطنين العرب في النقب، وذلك من خلال حملات مداهمة تستهدف مصادرة الأراضي وتجريف المحاصيل الزراعية وهدم المنازل.
وتقطن قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف 22 عائلة يبلغ عدد أفرادها نحو 800 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية من إثبات حقهم بملكية 1250 دونمًا من أصل آلاف الدونمات من الأرض.
وتلاحق السلطات أهالي العراقيب، إذ فتحت شرطة الاحتلال ملفات تحقيق ضد عدد من أهالي العراقيب، إضافة إلى ملفات تدار في أروقة المحاكم ضدهم.
وترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بحق ملكيتهم للأرض وتضيّق عليهم بهدف دفعهم إلى الهجرة القسرية من خلال هدم القرية، وكذلك تجريف المحاصيل الزراعية ومنعهم من المراعي وتربية المواشي، واقترحت "تسوية" عليهم سابقا تقضي بتخصيص قسيمة أرض بمساحة نصف دونم لكل عائلة، ودفع 2500 شيكل تعويضا مقابل الدونم الواحد.
وجاء هدم العراقيب، في وقت تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدم المنشآت والمنازل العربية في البلاد على الرغم من الإعلان عن تجميد تعديل بند 116 أ في قانون التنظيم والبناء، قبل نحو عام، وقيل إنه يُجمّد هدم آلاف المنازل العربية لعامين ما يتيح ترخيصها ومنع هدمها.
وتواصلت عمليات الهدم استنادًا إلى قانون التنظيم والبناء الذي يعتبر "قانون كامينتس" جزءًا منه، بالإضافة إلى قانون الأراضي.
وشهدت بلدات بالداخل الفلسطيني المحتل تصعيدًا في عمليات هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص، كما حصل في الطيبة وعين ماهل ويافا وشفاعمرو وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد ويافا وسخنين وحرفيش وبلدات عربية بالنقب وغيرها.
في سياق متصل، دعا مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس إلى التصدي لمخططات ودعوات من قبل حركات استيطانية، لإقامة بؤر جديدة في أراضي الضفة الغربية.
وقال دغلس في تصريح صحفي، الثلاثاء، "إن حركات استيطانية تدعو إلى توسيع دائرة الاستيطان جديدة في أراضي الضفة الغربية والنقب والجليل، والمباشرة يوم غد الأربعاء، لإقامة نحو 20 بؤرة استيطانية".
وحذر من الاستيلاء على المزيد من الأراضي واستهداف مواقع أخرى في أراضي الضفة؛ بهدف تنفيذ مخطط استيطاني يقطع أوصال الضفة، ويربط المستوطنات ببعضها.
كما شن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء، حملة مداهمات واقتحامات واسعة في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، فيما اندلعت مواجهات في بعض المناطق التي شهدت اقتحامات للمنازل وتحقيقات ميدانية لقاطنيها واعتقالات طالت عددا من الشبان.
وأفاد نادي الأسير باعتقال 12 فلسطينيا على الأقل بينهم صحافي، وذلك خلال اقتحامات لمناطق مختلفة بالضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.
وعرف من بين المعتقلين كل من: الصحافي عامر أبو عرفة من الخليل، ورأفت أبو هديب، وجميل الأقرع، ومصطفى أبو شنب من محافظة نابلس، وعزمي صلاح، وأحمد عزمي صلاح، ومجاهد بديع نواهضة، وأحمد نواهضة من بلدة اليامون قضاء جنين، والأسير المحرر صالح أسعد من مخيم عايدة، والأسير المحرر عبد الرزاق بدوان من بيت جالا، وصابر بوزية، وقصي تحسين من بلدة كفل حارس قضاء سلفيت.
وأصيب 3 شبان بالرصاص الحي، فجر الثلاثاء، بعد اقتحام قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد قضاء نابلس.
وقال مدير الاسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل، إن ثلاثة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي في أنحاء متفرقة من أجسادهم خلال اقتحام قوة احتلالية مخيم عسكر الجديد، نقلوا على أثرها لتلقي العلاج في مستشفى رفيديا.
وذكر نادي الأسير، أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان خلال اقتحامها للمخيم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال خاصة في محيط حي الألمانية بالمدينة.
واستهدف مسلحون قوات الاحتلال بالرصاص في الحي الشرقي من جنين، وقرب دوار عرانة، كما استهدف مسلحون بالرصاص حاجز الجلمة شمالي جنين.