حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاتحاد الأوروبي على تشديد العقوبات على روسيا، محذرا من أن القوات الروسية قد تهاجم دولا أخرى بعد غزو بلاده. وكرر زيلينسكي، في خطاب ألقاه أمام البرلمان التشيكي، دعواته للاتحاد الأوروبي للسماح لأوكرانيا بالبدء في إجراءات الانضمام إلى التكتل المكون من 27 دولة، من خلال منحها وضع الدولة المرشحة. وقال: "مثلما حدث في السابق، الغزو الروسي لأوكرانيا هو الخطوة الأولى التي تحتاجها القيادة الروسية، لفتح الطريق إلى دول أخرى، ولغزو شعوب أخرى". ومن جانب متصل قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: أن أوروبا يجب أن تتحد لإرسال إشارة سياسية واضحة ومحددة لأوكرانيا، وذلك خلال زيارته لرومانيا. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي بقاعدة "ميخائيل كوجالنيسينو" العسكرية في رومانيا: "إن السياق السياسي والقرارات التي يجب أن يتخذها الاتحاد الأوروبي، تبرر إجراء مناقشات جديدة وعميقة، وخطوات مختلفة للتقدم نحو الأمام، وأنه يأمل في وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات. وشدد ماكرون على دعمه لأوكرانيا، لكن ذلك لا يعني الرغبة في شن حرب ضد روسيا". بدوره أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج أمس الأربعاء، أنه تم توجيه دعوة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للمشاركة في قمة الحلف المقررة نهاية الشهر الجاري في مدريد. وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي بالعاصمة البلجيكية بروكسل:" بالطبع نرحب بحضور زيلينسكي، وإذا لم يكن هذا ممكنا بالنسبة له، فسوف يتحدث إلينا عبر تقنية الفيديو". وأضاف: "قادة الناتو ملتزمون بدعم أوكرانيا، وإظهار أن التضامن ليس بالأقوال فقط، ولكن بالأفعال". وقال ستولتنبرج: "إنه يتوقع أن يقرر قادة دول التحالف خلال قمة مدريد، تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، للمساعدة في تحولها العسكري من المعدات التي تعود للعهد السوفيتي، إلى الأسلحة الحديثة". ومن جانبه قال ميخائيلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية: "إن أوكرانيا التي تواجه قواتها صعوبة في صد القوات الروسية في دونباس، تنتظر قراراً بشأن تسريع تسليمها أسلحة ثقيلة من قبل حلفائها الغربيين." وكتب في تغريدة له على تويتر: "إن ميزان المدفعية بين روسياوأوكرانيا هو عشرة مقابل واحد، وأتلقى رسائل يوميا من مقاتلين يقولون: "نحن صامدون، لكن أبلغونا متى ستصل ألأسلحة ؟ " وعن ميدان المعارك، قال مسؤول انفصالي مدعوم من روسيا: إنه ربما يكون هناك ما يصل إلى 1200 مدني متحصنين في ملاجئ مصنع آزوت للكيماويات شرق أوكرانيا، حيث تدور واحدة من أعنف المعارك بين الطرفين. وتحاول القوات الروسية القضاء على المقاومة الأوكرانية في مدينة سيفيرودونيتسك بشرق البلاد، في إطار حملة واسعة لطرد قوات "كييف" من منطقتين انفصاليتين، تدعمهما روسيا وتعترف بهما كدولتين مستقلتين. وقالت روسيا أمس الأربعاء: إنها فتحت ممرا إنسانيا للخروج من مصنع الأمونيا، الذي تأسس في عهد الزعيم السوفيتي الأسبق جوزيف ستالين، إلى بلدة يسيطر عليها الانفصاليون. أما روديون ميروشنيك، المسؤول في الإدارة الانفصالية المدعومة من روسيا فقال: "ربما لا يزال هناك ما بين 1000 و1200 مدني من سيفيرودونيتسك داخل مصنع آزوت للكيماويات." وأضاف ميروشنيك: إن المدنيين موجودون في جزء من المصنع، ولا يزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، التي قال إن عددها يصل إلى 2000 شخص، بمن فيهم مقاتلون أجانب. وكانت روسيا قبيل أمس الثلاثاء، قد رفضت طلباً أوكرانياً بإنشاء ممر إنساني لإجلاء المدنيين من المنشأة، إلى أراض خاضعة لسيطرة كييف، مشيرةً إلى تدمير آخر جسر عبر نهر سيفرسكي دونيتس، مما سد كل المخارج الشرقية للمدينة. وقالت وزارة الدفاع "نعرض على مقاتلي الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب، الموجودين في مصنع آزوت وقف أي أعمال حربية". كما أكدت إن الممر الإنساني الروسي، المتجه شمالا إلى مدينة سفاتوف، سيبقى مفتوحا حتى الأربعاء المقبل. يذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين كرر مرارا، وفي مناسبات مختلفة، إن السبب المباشر لما وصفه بأنها "عملية عسكرية خاصة" هو حماية الناطقين بالروسية في دونباس، من الاضطهاد والهجوم من جانب أوكرانيا. بينما تقول أوكرانيا وداعموها الغربيون: إن روسيا تشن حربا غير مبررة على دولة ذات سيادة تقاتل من أجل وجودها. وتقول "كييف" إن ادعاء روسيا باضطهاد الناطقين بالروسية" ذريعة لا أساس لها من الصحة للغزو.