بعد توقف عن المسرح، قدم الفنان والممثل الكبير عبدالله السدحان، مسرحيته الاجتماعية الكوميدية "أبو مساعد في مهب البيت"، والتي احتضنها مسرح بكر الشدي في منطقة "بوليفارد رياض سيتي"، ضمن عروض موسم الرياض، وكانت آخر مشاركة له بمسرحية "للسعوديين فقط" قبل 25 عاماً، عاد السدحان بشخصية رئيسة " أبو مساعد" وشخصية ثانوية "أبو حسين" حيث ظهر أبو مساعد رجلا غنيا عاش مع أسرته ويدير شركته التي يمتلكها في حياة هادئة روتينية، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفينته، حيث مرض لتتغير الحياة ومصير الأسرة والشركاء، وتبدأ المتاعب والصراعات بين أفراد الأسرة وبعض من موظفي الشركة، كل يريد نصيبه من الكعكة بعد موته المنتظر، لكن الرياح أتت أيضاً بما لا يشتهي الذين يتمنون موته، فلم يمت أبو مساعد ولا بنته وبالتالي انتهت المسرحية واقتنع الجميع بمقولة المؤلف: حفظ الموجود أيسر من طلب المفقود". نص المدهش.. * مؤلف المسرحية الكاتب عبدالعزيز المدهش اعتمد في نصه على الكوميديا الشخصية التي يؤديها الممثلون أولاً، وثانياً على الموقف الكوميدي لكن ليس بالدرجة الكافية والمؤثرة، باستثناء شخصية الفراش صالح البدين الجسم والذي تحول بعد عملية التكميم إلى رجل قصير جداً، المؤلف بأسلوبه المعروف أجاد بصياغة المفردة الاجتماعية البسيطة، مبرزاً الأحداث التي دارت حول صراعات أبي مساعد مع أولاده ومشكلاته مع مكتبه في ظل اتكالية ابنه مساعد، كما أوصل المؤلف ما يريد بأسلوب كوميدي خالٍ من الإسفاف والابتذال. رياح السدحان.. * بشخصية أبي مساعد الكبير في السن وخفيف الدم والذي عرفناه من مسرحية تحت الكراسي قبل 35 عاما، أعادها لنا في هذه المسرحية النجم السعودي الكبير عبدالله السدحان من جديد للمسرح الجماهيري، حيث سعد الجمهور بهذه العودة وشعروا برياح العطاء الفني من الفنان الكبير التي هبت عليهم، مستمتعين بقدراته الفنية التي يملكها، وأثبت هذا النجم أنه فنان يجيد الكوميديا الشخصية بفن راقٍ بعيداً عن الابتذال والإسفاف، مسجلاً لنفسه من جديد كسباً للمسرح السعودي بشكل خاص وللمسرح الخليجي والعربي بشكل عام. طاقم المسرحية.. * شارك مع عبدالله السدحان نجوم من المملكة والخليج العربي يتقدمهم أحمد العونان، أميرة محمد، شيلاء السبت، نايف الظفيري، شيخه زويد، وحيد العبدالله، متعب القميزي، عبدالمعطش، عامر الكعبي والفريق الاستعراضي، جميع الطاقم أقنع الجمهور بأداء كل واحد كما لو كانت الشخصية بالنص مرسومة له، وهذا يعني الاختيار الموفق الذي قام به منتج المسرحية والمخرج، حتى المجاميع وفريق الاستعراض الغنائي جاء اختياره موفق ضمن سياق العمل وليس إقحاماً من أجل الاستعراض والغناء، لفت انتباه الجمهور من الممثلين حضور وأداء الممثل نايف الظفيري، وعطاء مميز من الفنانة المعروفة أميرة محمد ونجومية الممثلة شيلاء السبت. الإخراج والارتجال.. * المخرج ناصر البلوشي قدم نفسه في هذه المسرحية بفن واقعي لم يتعالَ على المشاهد باستعراض عضلاته الإخراجية كما يفعل بعض المخرجين، وأجمل ما صوره للمتلقي مشهد المنولوج بين مساعد وزوجته ومشهد الحلم الذي تمنوا فيه موت الأب، مستخدماً الإضاءة للدلالة على الحالة الشعورية لدى الشخوص، وكان بالإمكان ظهور المسرحية بصورة متكاملة وأجمل لو أن المخرج رسم حركة الممثلين من دوافع النص ومعطياته، وهذا ما جعل حركة بعض الممثلين ارتجالية، حتى في الأداء وبالذات الممثل أحمد العونان، وبالتالي فقد أحمد وهو الفنان والنجم المعروف على المستوى الخليجي، فقد حركته وبعض حواراته، مما جعله يخرج عن النص في بعض الأوقات! النهاية والتنظيم.. * بعد نهاية المسرحية ظهر جميع الطاقم الفني والإداري على الخشبة ليحيوا الجمهور الذي حياهم بتحية أحسن منها مصفقين لكل أفراد الطاقم، وجميع فريق العمل قدموا الشكر لمؤسس المسرح بالبوليفارد معالي المستشار تركي آل الشيخ وهيئة الترفيه، وخرج الجمهور من الصالة معبرين عن رضاهم بحسن التنظيم بإدارة الأستاذ نواف عبدالله، متمنين إعادة المسرحية مستقبلاً.