يوم التأسيس.. اعتزاز بالجذور وانفتاح على العالم

مع تطور الأجيال، وسيطرة التقنيات الحديثة على العقول، قد تنسى الأجيال الشابة ماضيها التليد، وما سطره آباؤهم وأجدادهم من مجد كي يعيشوا هم في راحة واستقرار، ومن هنا تأتي أهمية الاحتفاء بمناسبة "يوم التأسيس"، الذي يوافق يوم 22 فبراير من كل عام، ليعزز الجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، ويزيد من ارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، منذ عهد تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139ه، (1727م) حتى عهدنا الحالي.
الهوية البصرية ليوم التأسيس
تشكلت الهوية البصرية ليوم التأسيس تحت شعار "يوم بدينا"، وهي تحمل معانيَ جوهريةً تاريخيةً، متنوعة، ومرتبطةً بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية؛ فأيقونة الرجل الذي يحمل الراية، والتي تظهر في منتصف الشعار تشير إلى بطولة رجالات المجتمع السعودي، والتفافه حول الراية التي حماها ورفعها، ودافع عنها، ويحيط بهذه الأيقونة أربعة رموز هي: "التمر"، ويدل على: النماء والحياة والكرم، و"المجلس"، ويعبر عن: الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، و"الخيل العربي"، وفيه دلالة على فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، ثم "السوق"؛ والذي يشير إلى الحراك الاقتصادي، والتنوع، والانفتاح على العالم، أما عبارة "يوم التأسيس - 1727م" فكُتبت بخط مستلهم من مخطوطات عديدة، وثَّقَت تاريخ الدولة السعودية الأولى، وبهذا تكون الرسالة الشاملة للشعار مرتبطةً بالقيم التي تمثل: الثقافة السعودية المشتركة، وموصلةً لمعاني الفخر والحماس والأصالة، والترابط، ومرتبطة بالضيافة والكرم، والمعرفة والعلوم.
أما شعار "يوم بدينا" فقُصد منه: تعزيز القيم، والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية المميزة، وترسيخ الاعتزاز بالإرث الثقافي والاجتماعي للدولة السعودية، ومجتمعها.
الفرق بين اليوم الوطني ويوم التأسيس
قد يختلط على البعض التفرقة بين "اليوم الوطني"، و"يوم التأسيس"، ويحسبهما مناسبة واحدة، أو يجهل المقصد من الاحتفاء بهما، فلكل منهما هدف وغاية تختلف عن الأخرى، فالمملكة تحتفل بيوم التأسيس في تاريخ 22 فبراير من كل عام، لأنه ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، قبل ما يقارب 300 عام، عندما تولى الحكم الإمام محمد بن سعود - رحمه الله -، والذي حكم الدرعية منتصف عام 1139ه. (1727م)، أما اليوم الوطني، والذي تحتفل به المملكة في تاريخ 23 سبتمبر من كل عام، فهو تخليد لذكرى اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عن توحيد الدولة، بمسمى "المملكة العربية السعودية" بعد جهود دامت لمدة 3 عقود من بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة عام 1902م.