المشهد الثقافي ينعى الناقد جابر عصفور

نعى أدباء ومثقفون الأديبَ والناقد ووزير الثقافة المصري الأسبق جابر عصفور الذي انتقل إلى جوار ربه في آخر أيام العام الميلادي المنصرم 2021.
وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم أصدرت بياناً لنعي الراحل قالت فيه إن "الثقافة المصرية والعربية فقدت أحد أعمدتها الراسخة"، بعد أن ترك عصفور بصمات بارزة في مختلف مجالات التنوير وحقق الكثير من الإنجازات الخالدة به، مشيرة إلى دوره الرائد في البحث الأكاديمي وإدارة المواقع الثقافية التي تولاها.
ومنذ اللحظات الأولى لإعلان رحيل عصفور تداول المغردون في "تويتر" خبر وفاة الناقد والمفكر الكبير، مشيدين بمجهوداته الثقافية الممتدة طوال مسيرته التي بدأت منذ التحاقه بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة العربية، قبل أن يلتحق بالتدريس في الجامعة ويشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر حتى العام 2007، بعد أن أسهم في تأسيس المركز القومي للترجمة الذي أصبح مديراً له من 2007 إلى 2011. كما تولى وزارة الثقافة المصرية مرتين آخرها امتدت خلال عامي 2014 و2015.
للراحل العديد من المؤلفات من بينها: كتاب "المرايا المتجاورة دراسة في نقد طه حسين"، و"النقد الأدبي والهوية الثقافية" و"نقد ثقافة التخلف" و"تحديات الناقد المعاصر"، إلى جانب "محنة التنوير"، و"أنوار العقل"، و"زمن الرواية"، و"غواية التراث"، و"التنوير والدولة المدنية"، وغيرها.
وزير الثقافة العراقي حسن ناظم وصف رحيل عصفور في حسابه الشخصي ب"الخسارة للثقافة العربية"، لافتاً إلى بقاء الراحل عبر كتبه ومقالاته التي تستكمل مسيرته التعليمية والتنويرية.
فيما وصف أستاذ النقد والنظرية الدكتور عبدالله الغذامي جابر عصفور ب"رفيق كل الدروب" مضيفاً في تغريدته لتأبين الراحل "كان وجه الثقافة العربية حضوراً وإنتاجاً، وحين كان أمين المجلس الأعلى للثقافة كان المجلس بيتاً للثقافة العربية كلها، وكان موعداً دورياً لمواعيدنا كلنا ولإعلان مشاريعنا البحثية".
بالإضافة للإعلامي والأكاديمي الإماراتي علي بن تميم الذي غرد معزياً "مصر" في وفاة جابر عصفور مشيداً بإسهاماته في إثراء الثقافة العربية بالدراسات المتميزة في الشعرية العربية وفي السرد وفي مختلف قضايا الفكر العربي المعاصر.
بدوره أصدر اتحاد كتّاب المغرب بياناً لنعي جابر عصفور واصفاً إياه ب"الفاعل الحقيقي في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة" بعد مساهمته في التأسيس لحركة ثقافية عربية، تنتصر لقيم الحداثة والتنوير والتجديد والتعدد والتنوع.
إلى جانب إسهامه في تطوير الدرس النقدي الأدبي العربي، وفي تجديد أسئلة الثقافة العربية، ودحضه لكل أشكال التخلف والتعصب والإرهاب، ليثري عبر ذلك الحياة الثقافية والفكرية والنقدية والأدبية بالعديد من المؤلفات والدراسات والأبحاث المضيئة والمؤثرة.
وكان الراحل جابر عصفور قد نال طوال مسيرته عدداً من الأوسمة والجوائز الثقافي من بينها: الوسام الثقافي التونسي عام 1995، وجائزة سلطان العويس في حقل الدراسات الأدبية والنقد عام 1997، وجائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب عام 2009، ووسام المكافأة الوطنية من درجة قائد من المغرب عام 2010، وجائزة النيل في الآداب.